تُعد ظاهرة العنف المدرسي من الظواهر السلبية المنتشرة في العديد من المدارس حول العالم، حيث تتمثل بقيام الطلاب بسلوكياتٍ تخريبية ومؤذية اتجاه غيرهم من الطلاب والبيئة المدرسية بشكلٍ عام، ويُوجد العديد من الوسائل للحد من هذه الظاهرة، أهمها تفعيل دور التعليم، بما في ذلك المناهج التعليمية، والمعلمون، والإدارة المدرسية، والبيئة المدرسية ككل،[١] وهذا ما سيتم توضيحه أكثر فيما يأتي، بالإضافة إلى معلوماتٍ أخرى ذات صِلة:
دور التعليم في الحد من العنف المدرسي
على النحو الآتي:
وضع قواعد وسياسات تعليمية واضحة
يجب على جميع المدارس أن يكون لديها قواعد وسياسات تنظيمية واضحة للحد من العنف المدرسي والتعامل معه، كما يجب أن يكون الطلاب على علمٍ تام بهذه القواعد والعواقب المترتبة على مخالفتها وعدم الالتزام بها.[٢]
زيادة الوعي لدى الطلاب
تُساهم الزيادة في الوعي لدى الطلاب بشأن العنف المدرسي في الحد منه بشكلٍ كبير، وذلك عن طريق تذكيرهم بأهمية مقاومة ضغط الأقران والتصرّف بطريقةٍ غير مسؤولة، والتأكيد على دورهم في الحفاظ على بيئةٍ مدرسية آمنة، مع دمجهم في برامج السلامة المدرسية،[٢]ومناقشتهم بمواضيعٍ مختلفة تتعلق بالعنف المدرسي، مثل التنمّر.[٣]
غرس القيم والأخلاق في الطلاب
يُمكن للمعلمين استغلال المناهج الدراسية، خصوصًا مناهج التربية الإسلامية والتربية الوطنية في غرس القيم الوطنية والأخلاق الدينية عند الطلاب، مثل قيم التسامح، ونبذ العنف، واحترام الآخر،[٤]وبالإضافة إلى تعليمهم مهارات ضبط النفس، والتحكّم في ردود الأفعال، والتواصل الإيجابي والفعّال مع الآخرين.[٥]
توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة
يقع على عاتق المدارس توفير بيئة تعليمية آمنة وصحيّة، عن طريق الآتي:[٢]
- توفير خدمات استشارية ودعم نفسي مناسبة للطلاب.
- تنظيم برامج من شأنها تعزيز البيئة المدرسية وجعلها أكثر إيجابية، مثل برامج التوعية والوقاية من العنف.
- التعرّف على حوادث العنف المدرسية والاستجابة لها، مثلاً عن طريق إنشاء أنظمة إبلاغ مجهولة المصدر، بما في ذلك الخطوط الساخنة للطلاب وصناديق الشكوى.
- تركيب أنظمة مراقبة وأمان فعّالة في أنحاء مختلفة من المدرسة، مثل الممرات، والكافيتريات، والملاعب.
تعزيز التعاون المجتمعي بين المدرسة وأولياء أمور الطلبة
يُساهم التعاون المجتمعي بين المدارس وأولياء أمور الطلبة بشكلٍ عام في التوعية بظاهرة العنف المدرسي والحد منها من خلال التأكيد على دور أولياء الأمور في ذلك، ويُمكن تحقيق وتعزيز هذا التعاون عن طريق تنظيم اجتماعات، وفعاليات، وورش تدريبية مختلفة حول هذا الموضوع.[٢]
أبرز أشكال العنف المدرسي
فيما يأتي أبرز أشكال العنف المدرسي الشائعة في المدارس حول العالم، وفقًا لمنظمة اليونسكو:
العنف الجسدي
يُقصد بالعنف الجسدي الاعتداء الجسدي على الآخرين بهدف إيذائهم، وغالبًا ما يظهر خلال المشاجرات بين الطلاب.[٦]
العنف النفسي
يكون العنف النفسي عن طريق الإساءة اللفظية والعاطفية للآخرين، ويشمل أشكالاً مختلفة، مثل الرفض، والتجاهل، والإهانة، والشتم، والسخرية، والتهديد.[٦]
العنف الجنسي
يشمل العنف الجنسي التحرش الجنسي، واللمس غير المرغوب فيه، والإكراه الجنسي، والاغتصاب، وقد يصدر من طالب أو موظف في المدرسة، كما قد يتعرض له الفتيان والفتيات على حدٍ سواء.[٧]
التنمّر المدرسي
يُقصد بالتنمّر المدرسي بشكلٍ عام السلوكيات المتعمّدة والعدوانية التي قد يتعرض لها الطالب بشكلٍ متكرر في المدرسة، مع شعوره بالضعف والعجز عن الدفاع عن نفسه، ويشمل عدِة أشكال، أهمها ما يأتي:[٦]
- التنمر الجسدي، مثل الضرب، والعرقلة، والدفع، والقرص، والصفع.
- التنمر النفسي، كالاستفزاز، والإهانة، والتهديد، والإقصاء من المجموعة.
- التنمر الجنسي، مثل السخرية من الآخرين بالتعليقات والإيماءات الجنسية.
التنمّر عبر الإنترنت
يتضمن التنمّر الإلكتروني عبر الإنترنت الاعتداء الجنسي أو النفسي من قِبل أشخاص متصلين من خلال المدرسة على وسائل التواصل الاجتماعي أو منصات أخرى عبر الإنترنت، وقد يتضمن نشر معلومات وشائعات كاذبة، أو تعليقات مؤذية، أو صور أو مقاطع فيديو محرجة عن الشخص الضحية عبر الإنترنت، أو حتى استبعاد وإقصاء هذا الشخص من المجموعات أو الشبكات عبر الإنترنت.[٧]
الأسئلة الأكثر شيوعًا حول العنف المدرسي
ما يأتي:
ما أسباب العنف المدرسي؟
يُوجد عِدة أسباب قد تدفع الطلاب للعنف المدرسي، أبرزها ما يأتي:[٧]
- ضعف الأداء الأكاديمي.
- تعاطي الكحول، أو المخدرات، أو التبغ.
- الشخصية الاندفاعية ومفرطة النشاط.
- المعاناة من مشاكلٍ صحية نفسية أو عقلية.
- التعرّض للعنف المنزلي وسوء المعاملة من قِبل الوالدين.
- التمييز ونبذ الآخرين بسبب العِرق، أو الشكل، أو اللغة، أو الثقافة، أو الوضع الاجتماعي.[٦]
ما تأثير العنف المدرسي على الطلاب؟
قد يشمل الآتي:[٧]
- المعاناة من مشاكل نفسية وعاطفية، مثل الشعور بالقلق والاكتئاب، وفقدان الثقة بالنفس.
- الإصابات الجسدية، سواءً البسيطة مثل الجروح، والخدوش، والكدمات، والكسور، أو حتى الإصابات الجسدية الخطيرة وطويلة المدى.
- تراجع الأداء الأكاديمي، والرغبة بالعُزلة وعدم التواصل مع الطلاب الآخرين.[٦]
ما الفئات التي يُمكن أن ترتكب العنف المدرسي؟
يُمكن أن يرتكب العنف المدرسي الطلاب، والمعلمون، وأيّ موظف في المدرسة بشكلٍ عام، ولكن العنف الذي يرتكبه الطلاب يُعتبر الأكثر شيوعًا مقارنًة بالأنواع الأخرى.[٦]
الملخص
تُعتبر ظاهرة العنف المدرسي من الظواهر السلبية والمنتشرة في العديد من المدارس حول العالم، وهنا يقع على عاتق قطاع التعليم، بما في ذلك المناهج المدرسية، والمعلمون، والإدارة المدرسية دور كبير في الحد من هذه الظاهرة.
وذلك عن طريق غرس القيّم والأخلاق في الطلاب وتخصيص دروس وأنشطة لها في المناهج الدراسية، خاصًة القيّم المتعلقة باحترام الآخرين والتعامل والتواصل معهم، بالإضافة إلى توفير بيئة تعليمية آمنة وداعمة ووضع قواعد وسياسات تعليمية واضحة من شأنها ردع الطلاب المتمردين، والذين يرتكبون أفعال عنف اتجاه غيرهم.
المراجع
- ↑ "Fast Fact: Preventing School Violence", cdc.gov, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث "School Violence Prevention", nasponline.org, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ↑ "Six ways to prevent violence against children in schools", international-alert.org, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ↑ "دور الإدارة المدرسية للحد من العنف في الوسط المدرسي"، مجلة التنمية البشرية، العدد 2، المجلد 7، صفحة 5. بتصرّف.
- ↑ "Q&A: The role of teachers in preventing and addressing school violence", unesco.org, 22/6/2023, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث ج ح "Q&A: The role of teachers in preventing and addressing school violence", unesco.org, 22/6/2023, Retrieved 4/9/2023. Edited.
- ^ أ ب ت ث Sanjana Gupta (4/4/2023), "How to Identify and Prevent School Violence", verywellmind.com, Retrieved 4/9/2023. Edited.