يُعرف خُلق التسامح بقدرة الفرد على احترام مشاعر الآخرين واعتقادتهم تجاه موضوع أو قضية معينة على الرغم من عدم موافقته بناءً على رأيه الشخصي، أو معتقده، أو توجهه؛ ويقوم هذا الشخص المتسامح بسماع آراء الآخرين بطريقة صبورة محاولًا أن يفهم وجهات نظرهم عندما يقومون بشرحها وتوضيحها، ويمكن أن نلخص التسامع بأنه قبول رأي الآخر دون معارضته أو مهاجمته؛ مما يخلق علاقات اجتماعية فعالة وصحية، وفي هذا المقال سندرج آثار التسامح الإيجابية على الفرد وعلى المجتمع ككل.[١]
آثار التسامح على الفرد والمجتمع
ندرج فيما يلي أبرز الآثار الملموسة من التسامح على كل من الفرد والمجتمع:[٢][٣]
آثار التسامح على الفرد
وفي النقاط التالية نتناول أبرز الآثار والفوائد التي تعود على الفرد المتسامح:
- إتاحة فرص أكبر لتكوين الصداقات والعلاقات الجديدة: عند الانخراط بالأشخاص الذين ينتمون إلى ثقافات مختلفة واحترامهم والتسامح مع آرائهم ومعتقداتهم، وفهم شخصياتهم، سيساهم كل هذا في بناء الثقة المتبادلة والعلاقات الوثيقة الصحية التي يحتاجها كل فرد في حياته والتي تعود عليه بالفوائد الجمة معنويًا لصحته النفسية، إلى جانب الفوائد التي تصب في صالحه الشخصي كالمصالح العملية مثلًا.
- تحقيق السلام الداخلي: يؤدي انعدام التسامح بين الأفراد إلى تثبيط قدرة تحملهم لبعضهم البعض؛ وبالتلي ستتولد مشاعر الغضب واليأس في دواخلهم مما يخلق حالة من الاكتئاب والتخبط لدى كل فرد منهم، في حين أن تقبل اختلاف الآخرين واحترامه يمنح تأثريًا إيجابيًا له دور كبير في زيادة رفاهية وسعادة الفرد، بل ويقلل معدلات التوتر والقلق لدى المرء.[٤]
- تنمية العقل والتفكير النقدي البناء للفرد: من خلال التسامح سيتمكن الفرد من اكتساب مهارة تفكير تساعده على التمييز بين ما هو حقيقي وما هو مزيف بحيث يساعد التسامح في تقبله لكافة الآراء ووجهات النظر على اختلاف تصنيفها، وحينها سيكون قادرًا على حماية نفسه من أي أفكار خاطئة، وسيتمكن من بناء مهارات تفكير قوية، بالإضافة إلى تحفيز العقل على خلق بيئة نقدية ذات نظرة بعيدة من خلال الحوارات الصحية والتفاهم والتقبل.
- تنمية العاطفة: يساهم التسامح في خلق الرأفة والتعاطف بين الأفراد، عن طريق قبول الآخر، والتفاهم، والاحترام المتبادل، وحب الخير للغير، ونبذ أي كراهية أو عنف، وكل هذه المشاعر الإيجابية تعود على صحة الفرد العقلية والنفسية.
آثار التسامح على المجتمع
أمّا فيما يتعلق بالآثار الإيجابية للتسامح والتي تعود على المجتمعات المتسامحة فيمكن أن نلخصها فيما يلي:
- بناء علاقات مجتمعية صحية: يعزز التسامح تبني المجتمعات للتنوع الثقافي الذي يقوم بدوره على خلق وبناء علاقات صحية جيدة فيها من خلال أُسس التسامح القائمة على إظهار الاحترام والتقبل للأفراد الآخرين الذي ينتمون إلى ثقافات مختلفة ويحملون آراءً مختلفة عن بعضهم البعض.
- تعزيز روح التعاون: تتمتع المجتمعات المتسامحة والتي يُظهر أفرادها الاحترام لآراء بعضهم البعض على الرغم من اختلافهم عن بعضهم البعض سواء ثقافيًا أو أي اختلاف آخر إلى جانب الاختلاف الثقافي، بروح مجتمعية متعاونة معززة للعمل الجماعي، وبالتالي يتم تحقيق أثر التعاون على الفرد والمجتمع في الوقت ذاته.
- تحقيق السلام المجتمعي: يحقق التفاهم المتبادل بين أفراد المجتمع الواحد مختلف الثقافات والتبنيات السلام والحد من النزاعات المجتمعية، نظرًا لقدرة هذه المجتمعات المتسامحة على حل الخلافات المتعلقة بقضايا معينة بطرق فعالة مثل الحوار الذي يقوم على الاحترام ويهدف لإيجاد أرضية مشتركة ترضي كافة الأطراف.
- مكافحة التطرف: يخلق التسامح بيئة مجتمعية مكافحة لأي شكل من أشكال التطرف التي ينجم عن عدم قبول الآخر بل وإجباره على تبني آراء أو معتقدات غير مقتنع بها بالكراهية والإجبار، بل وقد يمارس كافة الوسائل البشعة لتحقيق غاياته وتدمير المجتمع.
المراجع
- ↑ "Importance Of Tolerance In Life", fairgaze, Retrieved 25/9/2022. Edited.
- ↑ "The Benefits of Tolerance and Living in a Multicultural Society", learningforlifeandwork, Retrieved 25/9/2022. Edited.
- ↑ "5 Benefits of Tolerance Teaching and Learning in Islamic Education Classrooms", publications.alqasimifoundation, Retrieved 25/9/2022. Edited.
- ↑ able to accept one,happiness in the overall community. "“What can tolerance do for a nation?”", yourcommonwealth, Retrieved 25/9/2022. Edited.