أسباب التنمر المدرسي

تعد مشكلة التنمر المدرسي من أبرز المشاكل العالمية التي تحدث على بقاع الأرض جميعها دون استثناء، ويؤثر التنمر المدرسي إلى حد بعيد على صحة الطلاب الجسدية والنفسية وقد تبقى هذه الآثار ملازمة لهم طوال حياتهم، ويُعرف مصطلح التنمر المدرسي على أنه الإيذاء المتكرر لطالب أو طلاب في المدرسة بشكل مقصود وقد يكون هذا الإيذاء جسديًا، أو نفسيًا، من خلال الاعتداءات الجسدية أو اللفظية أو الإلكترونية وقد تكون مشتركة جميعها أو بعضها مع البعض الآخر، ويتعرض الطلاب في المدارس للتنمر لأسباب عدة قد تكون لعدة اختلافات كالعرق، أو الدين، أو الجنس، أو الوزن، أو الطول، أو الإعاقات والقدرات، وأي عامل قد يساهم في وجود فرق بين طالب وآخر، إلى جانب العديد من العوامل الأخرى، وفي هذا المقال سنتناول أهم وأبرز الأسباب المؤدية لظاهرة التنمر المدرسي.^[١][٢]

أسباب التنمر المدرسي

ندرج فيما يلي أبرز الأسباب والعوامل التي تؤدي إلى حدوث مشكلة التنمر المدرسي:^[٢][٣]

عدم الثقة بالنفس أو الثقة العالية بالنفس

ويرتبط هذا السبب بشكل مباشر مع تدني احترام الطالب المتنمر لنفسه، وحينها يلجأ إلى ممارسة أساليب التنمر على غيره من الطلاب نظرًا لشعوره بتعزيز شخصيته أمام نفسه، وأنه عندما يتعامل مع الطلاب الآخرين المتنمر عليهم على أنهم ضحايا وأنه قادر على تهديدهم يشعر بالقوة، وتعد مشكلة عدم الثقة بالنفس من أبرز العوامل الخطرة التي تؤدي إلى حدوث التنمر المدرسي، وكذلك الأمر بالنسبة للثقة العالية بالنفس عند الطلبة الذين يتبنون شعورًا متضخمًا بالذات ويملكون شخصيات شبه نرجسية أو نرجسية بالكامل إذّ يقومون بتهديد زملائهم الضعفاء وغير القادرين على الدفاع عن أنفسهم ليشعروا بالقوة.

ضغط الأقران

يحاول بعض الأقران المتنمرين رفض أي زميل لهم لا يقوم بمثل عملهم ولا يقبلونه بدائرتهم التي يعدونها من الدوائر التي تحظى بشعبية نظرًا لتعاملهم المتسلط والعنيف مع الآخرين، فيضطر الطلاب الآخرون بالقيام بسلوكيات تنمرية لإرضاء هذه الجماعات التي يرغبون بالانضمام إليها وليشعروا بالقبول منهم والتأقلم مع سلوكياتهم، على الرغم من عدم امتلاكهم لأي بوادر وإشارات عدوانية وقد يشعرون بعدم الراحة تجاه السلوكيات التنمرية التي يقومون بها، ولذلك يعد الأصدقاء المتنمرون من أهم العوامل التي تساهم في حدوث التنمر المدرسي والتشجيع عليه على نطاق واسع.

الاختلاف

يُقصد بهذا السبب أي اختلاف شخصي قد يكون بين كل طالب وآخر، وقد تكون هذه الاختلافات متعلقة بالسمات والخصائص الشخصية للطلاب مثل:^[٤]

• الشكل الخارجي للجسم، والوزن، والطول.
• الإعاقات الجسدية، أو القدرات الذهنية العالية.
• الاختلاف الجنسي.
• الوضع الاجتماعي والاقتصادي.
• العرق.
• الدين.
• الثقافة.

عدم الرقابة

ويتمثل هذا السبب عندما لا تأخذ المدارس مشكلة التنمر المدرسي على محمل الجد ولا تتخذ أي إجراء لإيقافه ومتابعة الطلاب المتنمرين والطلاب الضحايا المتنمر عليهم، لأن تجاهل التنمر المدرسي من قِبل المعلمين أو المرشدين الاجتماعيين في المدرسة أو من قِبل أي موظف مسؤول بالمدرسة سيُبقي الطلاب المتنمرون يظنون أن السلوكيات المتنمرة مقبولة، خاصةً عندما لا يتم اتخاذ أي إجراءات فورية لإيقاف التنمر المدرسي واستغلال هذه المواقف التنمرية كأمثلة للتربية والتعليم، بدلًا من البحث لاحقًا عن حلول وعلاجات لآثار التنمر على الطلبة والمجتمع المدرسي.

البيئة المدرسية التنمرية

وهي البيئة غير المكترثة لمخاطر التنمر المدرسي بل والتي تكون مُرحبة لسلوكيات التنمر، والتي تتولد عندما يقوم كل من المعلمين والموظفين في المدرسة باستخدام التعليقات الساخرة والسلبية بشكلٍ مستمر تجاه طلابهم أو تجاه بعضهم البعض أيضًا، حينها يتعلم الطلبة هذه السلوكيات والمواقف السلبية ويقومون بتكرارها على بعضهم البعض كنوع من الممارسات المكتسبة من هؤلاء المعلمين والمسؤولين الذين يعدون كقدوات لهم.