أنواع البطالة: أهم الحقائق والمعلومات

يمكن تعريف البطالة على أنها عدم حصول الأفراد الذين يرغبون بالعمل على وظائف مع أنهم يبحثون بشكل فعال عنه، مما يؤدي إلى انخفاض الناتج الاقتصادي؛ وتعد البطالة مؤشرًا اقتصاديًا رئيسيًا لأنها تشير إلى قدرة العمال أو عدم قدرتهم على الحصول بسهولة على عمل جيد ومربح للمساهمة في الناتج الإنتاجي للاقتصاد، وزيادة العمال العاطلين عن العمل تعني انخفاض إجمالي الإنتاج الاقتصادي؛ ويمكن أن تشير معدلات البطالة المرتفعة والمستمرة إلى ضائقة خطيرة في الاقتصاد، بل وقد تؤدي إلى اضطرابات اجتماعية وسياسية.^[١][٢]

البطالة الاحتكاكية

إليك أهم المعلومات عن هذا النوع من البطالة:^[٣]

هي الوقت الذي يقضيه العامل بين الوظائف؛ مثل مطور انتهى عقده دون انتظار آخر، أو خريج جامعي حديث يبحث عن وظيفته الأولى، أو أم عائدة إلى القوى العاملة بعد تربية أسرة؛ في كل حالة من هذه الحالات، سوف يستغرق الأمر وقتًا وموارد مختلفة لذلك الشخص للعثور على وظيفة جديدة:

• على الرغم من أن البطالة الاحتكاكية تعتبر قصيرة الأجل بشكل عام، إلا أنها قد لا تكون كذلك؛ وهذا ينطبق بشكل خاص على الأشخاص الجدد الذين يفتقرون إلى الخبرة الحديثة أو الاتصالات المهنية في القوى العاملة.
•  بشكل عام، يعتبر الاقتصاديون هذا النوع من البطالة علامة على سوق العمل الصحي طالما أن نسبتها منخفضة، ويعني انخفاض معدل البطالة الاحتكاكية أن الأشخاص الذين يبحثون عن عمل لا يستغرقون وقتًا طويلاً إلى حد ما في العثور عليه.
• البطالة الاحتكاكية موجودة دائمًا في الاقتصاد؛ وتساهم في الصورة العامة للعمالة وهي جزء من البطالة الطبيعية، والحد الأدنى لمعدل البطالة في الاقتصاد يكون بسبب القوى الاقتصادية وحركة العمالة؛ وتعكس البطالة الطبيعية أيضًا عدد العمال العاطلين عن العمل كرهاً، سواء كان ذلك بسبب نقص المهارة أو الاستبدال بالتكنولوجيا.^[٤]
• يتم حساب معدل البطالة الاحتكاكية عن طريق قسمة عدد العمال الذين يبحثون عن وظائف على إجمالي عدد القوى العاملة؛ وعادةً ما يتم تصنيف العمال الذين يبحثون بنشاط عن وظائف إلى ثلاث فئات: العمال الذين تركوا وظائفهم، والعائدون إلى القوى العاملة، والوافدون الجدد.^[٤]

البطالة الهيكلية

إليك أهم المعلومات:^[٥][٣]

تركز على المشاكل الهيكلية داخل الاقتصاد وعدم الكفاءة في أسواق العمل؛ وتحدث عندما لا يكون سوق العمل قادرًا على توفير وظائف لكل من يبحث عن عمل، هناك عدم توافق بين مهارات العمال العاطلين عن العمل والمهارات اللازمة للوظائف المتاحة.

• تعد أخطر أنواع البطالة لأنها تشير إلى التغيرات في الاقتصاد؛ ويحدث ذلك عندما يكون هناك عدم تطابق بين التركيبة السكانية للعمال وأنواع الوظائف المتاحة؛ أي عندما يكون الشخص جاهزًا وراغبًا في العمل، ولكن لا يمكنه العثور على عمل لأنه لا يوجد شيء متاح أو أنه يفتقر إلى المهارات اللازمة لتوظيفها في الوظائف الموجودة؛ وفي كثير من الأحيان، قد يكون هؤلاء الأشخاص عاطلين عن العمل لعدة أشهر أو سنوات وقد يخرجون من القوى العاملة تمامًا.^[٦]
• قد يكون سبب هذا النوع من البطالة هو الأتمتة التي تلغي أي وظيفة يشغلها شخص ما، كما هو الحال عندما يتم استبدال بعض العمال بإنسان آلي؛ قد يكون أيضًا ناتجًا عن انهيار أو تراجع صناعة مهمة بسبب العولمة حيث يتم شحن الوظائف إلى الخارج للسعي إلى انخفاض تكاليف العمالة.
• تكون البطالة الهيكلية أكثر وضوحًا في الصناعات التي تشهد تطورات تكنولوجية؛ على سبيل المثال، في صناعة الزراعة، أصبح الكثير من العمل آليًا، مما يعني أن هناك حاجة إلى عدد أقل من المزارعين وترك الكثير منهم؛ فعندما يذهب بعد ذلك هؤلاء المزارعون إلى المدن للعثور على عمل، قد لا يجدون وظائف أخرى مماثلة لتطبيق مهاراتهم فيها.^[٦]

البطالة الدورية

إليك أهم المعلومات:^[٥][٣]

هي نوع من البطالة يحدث عندما لا يكون هناك طلب إجمالي كافٍ في الاقتصاد لتوفير وظائف لكل من يريد العمل، أي يكون عدد العاطلين عن العمل أكبر من عدد الوظائف الشاغرة:

• تحدث البطالة الدورية خلال فترات الانكماش في دورة الأعمال وذلك عندما ينخفض الطلب على السلع والخدمات وبعدها تستجيب الشركات بخفض الإنتاج وتسريح العمال؛ عندما يحدث هذا، يكون هناك عدد عمال أكبر من الوظائف المتاحة.
• يستخدم الاقتصاديون البطالة الدورية لقياس صحة الاقتصاد بأكمله أو قطاعات كبيرة موجودة في اقتصاد واحد؛ وقد تكون البطالة الدورية قصيرة الأجل، وقد تستمر لأسابيع فقط بالنسبة لبعض الناس، أو قد تكون طويلة الأجل، ويتوقف هذا على درجة الانكماش الاقتصادي والصناعات الأكثر تضرراً.
•  يركز الاقتصاديون عادة على معالجة أسباب الانكماش الاقتصادي الجذرية، بدلاً من تصحيح البطالة الدورية نفسها.
• يعتبرها البعض السبب الرئيسي لارتفاع معدلات البطالة؛ وسببها تراجع في دورة الأعمال، الذي هو جزء من الصعود والهبوط الطبيعي للنمو الاقتصادي الذي يحدث بمرور الوقت.^[٧]
• عندما ينخفض ​​طلب المستهلك على السلع والخدمات، فإنه يؤدي إلى انخفاض في الإنتاج؛ يقلل هذا التخفيض من الحاجة إلى العمال، مما يؤدي إلى تسريح العمال؛ عندئذ يكون لدى المستهلكين مبلغ أقل للإنفاق، مما يتسبب في مزيد من الخسائر في الإيرادات؛ وهذا بدوره يتسبب في قيام الشركات بتسريح المزيد من العمال في محاولة للحفاظ على هوامش ربحها.^[٧]
• بحلول الوقت الذي تبدأ فيه البطالة الدورية، يكون الاقتصاد عمومًا في حالة ركود بالفعل؛ وتنتظر الشركات عامة حتى تتأكد من أن الانكماش يكفي لتبرير تسريح العمال قبل الشروع في ذلك.^[٧]
• في بعض الأحيان، يكون انهيار سوق الأسهم هو سبب البطالة الدورية؛ ومن الأمثلة على ذلك انهيار عام 1929، وانهيار التكنولوجيا عام 2000، والانهيار المالي عام 2008؛ كما يمكن أن يتسبب انهيار السوق السيئ في حدوث ركود من خلال إثارة الذعر وفقدان الثقة في الاقتصاد.^[٧]

البطالة الموسمية

تحدث البطالة الموسمية عندما يختلف الطلب على العمال على مدار العام؛^[٣] أي أنها تحدث عند اختلاف الصناعات أو العمالة المطلوبة خلال المواسم المختلفة؛ على سبيل المثال، ترتفع البطالة في أشهر الشتاء، لأن العديد من الوظائف الزراعية تنتهي بمجرد حصاد المحاصيل في الخريف، ويترك هؤلاء العمال للعثور على وظائف جديدة.^[٦]

• بسبب البطالة الموسمية، غالبًا ما يتم تعديل الإحصاءات الحكومية الرسمية عن البطالة في كل موسم؛ وهذا يعني أن معدل البطالة يتم تعديله لمراعاة التقلبات الموسمية المعتادة.^[٨]
• قد تصبح مناطق البلاد التي ترتفع فيها معدلات البطالة الموسمية غير جذابة ويغادر العمال المحليون منها للعثور على وظائف أكثر استقرارًا في أماكن أخرى.