يُعرف التنمر الإلكتروني بأنه استخدام الوسائل الإلكترونية بمختلف أنواعها عبر الإنترنت، سواء كانت مواقع تواصل اجتماعي، أو بريد إلكتروني، أو مواقع وتطبيقات للدردشة، أو حتى عبر الرسائل النصية في الهواتف، من أجل مضايقة الآخرين من خلال إهانتهم أو التشهير بهم أو انتحال شخصياتهم أو تعريضهم للإحراج، ويواجه هذا النوع من التنمر كافة الفئات العمرية ولكنها تتركز بشكل كبير في فئة المراهقين، وهذا بدوره يوقع مسؤولية على الوالدين في دعم أبنائهم لمواجهة مثل هذه الظروف وإرشادهم إلى التصرف بالطريقة المناسبة من خلال الأساليب المتاحة، وخلال هذا المقال سوف نستعرض أبرز الأساليب المستخدمة في مواجهة التنمر الإلكتروني.[١]


طرق مواجهة التنمر الإلكتروني

عندما يتعلق الأمر بالتنمر الإلكتروني، فإنّ طرق مواجهته والأساليب المستخدمة تنقسم إلى قسمين؛ الأول إجراءات من الشخص الذي يقع عليه فعل التنمر، والقسم الأخر إجراءات من ولي الأمر إن كان الشخص قاصراً أو مراهقاً، وتاليًا سنوضح الأساليب لكلا القسمين:


أساليب مواجهة التنمر من قِبل الضحية

يمتلك التنمر الإلكتروني جانباً إيجابياً يجعله أكثر قابلية للمواجهة من التنمر التقليدي لكونه يمكن توثيقه، ومن هنا تنبثق جميع الأساليب التي يمكن من خلالها مواجهة التنمر الإلكتروني، وفميا يلي توضيح لها:[٢][٣]

  • عدم الرد على التنمر بأي حال من الاحوال، وخصوصًا لحظة التعرض له، وإن كان لا بد من الرد فينبغي الانتظار لبعض الوقت حتى يزول الانفعال.
  • توثيق عملية التنمر والاحتفاظ بهذا التوثيق كدليل على ذلك من أجل الشكاوى، ويتم ذلك غالبًا من خلال أخذ صورة للشاشة أو طبع هذه الشاشة على ورق.
  • حذف البيانات التي تحتوي على تنمر سواء كانت صورة أو منشوراً أو رسالة أو غيرها، ولكن بعد توثيقها.
  • إلغاء صداقة الشخص الذي قام بالتنمر في حال كان من قائمة الأصدقاء، وحظره في حال كان من خارجها.
  • مراجعة إعدادات الخصوصية لحسابات التواصل الاجتماعي، والتأكد من عدم مقدرة أي شخص من خارج قائمة الأصدقاء إرسال الرسائل أو التعليق أو النشر على الصفحة الرئيسية، وكذلك إعادة تعيين كلمة المرور لجميع الحسابات.


أساليب مواجهة التنمر من قِبل ولي أمر الضحية

يتمثل دور ولي الأمر غالبًا في الإرشاد إلا في حالة استمرار التنمر وتحوله إلى مشكلة حقيقة للمراهق، وفي ما يلي توضيح للأساليب التي يمكن للآباء اتباعها:[٢][٣]

  • التحدث للطفل أو المراهق والتأكيد على فكرة عدم الرد على التنمر لحظة حدوثه، أو عدم الرد نهائيًا، وفي حال الرد لا بد من القيام بذلك بهدوء وحكمة دون الدخول بصراعات مع الطرف الآخر.
  • التأكيد على اتباع الإجراءات التي تم التطرق لها سابقاً والتي تتعلق بالأساليب المتعلقة بالضحية.
  • عندما ينتقل التنمر إلى بيئة الطفل أو المراهق إلى المدرسة، يجب اتخاذ القرارات المتعلقة بما يلزم فعله بالمشورة مع الطفل.
  • يفضل أن تنخرط إدارة المدرسة في حل مشكلة التنمر من خلال التعاون ما بين ولي الامر والإدارة، سواء تمثل ذلك بالمعلم أو بالمشرف أو مدير المدرسة.
  • المتابعة مع المدرسة بشكل دائم إلى أن تنتهي مشكلة التنمر نهائيًا.
  • اللجوء إلى جهات خارجية قانونية رادعة، عند استنفاذ الإجراءات السلمية التي يمكن القيام فيها، وذلك سواء كان التنمر يشمل بيئة المدرسة أم لا.


علامات تدل على تعرّض الشخص لتنمر إلكتروني

تختلف العلامات التي تظهر على ضحية التنمر الإلكتروني عن العلامات الشائعة للتنمر التقليدي، وذلك لأن المجتمع الإلكتروني أكبر، ولأن المحتوى الإلكتروني يعرض لشريحة أكبر، وفي ما يلي توضيح لأثر التنمر الإلكتروني على الضحية:


العزلة

عادةً ما يلجأ ضحية التنمر الإلكتروني للعزلة حتى خارج وسائل التواصل الاجتماعي، وذلك يعود لعدة أسباب، والتي إما أن تكون جهل هوية من يقوم بعملية التنمر والشك بكونه أحد المحيطين به، أو بسبب عدم قدرة الضحية مواجهة الآخرين بالأمر المتعلق بالتنمر.[٤][٥]


الابتعاد عن العالم الإلكتروني بشكل مفاجئ

يمكن ملاحظة هذا الأثر بشكل جلي على الأشخاص الذين يقضون أغلب أوقاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي، أو في الألعاب الإلكترونية، حيث يجعلهم التنمر يبتعدون عن هذا العالم بشكل مفاجئ لتفاديه.[٤][٥]


تغيرات في المزاج بعد استخدام الهاتف أو الحاسوب

عادة ما يظهر الغضب والقلق والإحباط على ضحايا التنمر الإلكتروني بعد استخدامه لأي وسيلة إلكترونية تعرض لهم هذا التنمر أو تذكّرهم به.[٤][٥]


التكتم حول العالم الإلكتروني

تحاول ضحية التنمر الإلكتروني إبقاء كل ما يتعلق بهم على مواقع التواصل الاجتماعي أو الألعاب الإلكترونية طي الكتمان، وغالبًا ما تحاول تفادي الدخول بنقاشات حول كل ما يخص العالم الرقمي.[٤][٥]


ملخص حول مواجهة التنمر الإلكتروني

يعد التنمر الإلكتروني من المواقف التي يصعب مواجهتها، ولكن من خلال الأساليب المناسبة يمكن تجاوز الأمر، وذلك عبر التصرف بهدوء حال وقوعه وتفادي الدخول بصدامات مع المتنمر، ثم توثيق فعل التنمر بالطرق المتاحة، واتخاذ الإجراءات الإلكترونية المتاحة لوقفه، وفي حال استمراره يجب التوجه أولًا لجهات الرقابة على المنصات التي حدث عليها التنمر، وفي حال استمراره يصبح لا بد من اللجوء للقانون عبر الشرطة والقضاء لوقفه.[٢][٣]


المراجع

  1. "Cyberbullying: What is it and how to stop it", unicef, Retrieved 19/8/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت "How to deal with online bullying as a parent", parents.au.reachout, Retrieved 19/8/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت "5 strategies for dealing with cyberbullying", au.reachout, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "7 Signs of Cyberbullying", psych2go, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Seven signs your teen is being bullied online", dollysdream, Retrieved 20/8/2023. Edited.