الصداقة هي حد وسط بين اثنين أو أكثر، فالصديق من يعرف كيف يكون مقبولًا من الآخرين كما ينبغي، أما الشخص الذي لا يعارض في أي شيء حتى لا يسيء فهذا مساير يريد أن يكون مقبولًا بين الآخرين وليست له مصلحة ذاتية، أما إذا كانت توجد مصلحة فهو متملق، فالصداقة من الحاجات المهمة في الحياة وملاذ نلجأ إليه في الأوقات الصعبة ومصدر للنصائح التي تحمي من الخطأ.[١]
شروط الصداقة الناجحة
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح الشروط التي يجب أن تتوافر في الصداقة لتكون ناجحةً:
- المداراة: أي يقف الصديق مع صديقه في أوقات الشدة، ويكون معه في أيام محنته، ويحفظه عندما يكون بحاجته، فالصداقة قضية مقدسة وليست مجرد فن لجلب المنفعة بالأصدقاء، ولا بد من المبادرة في العطاء والإحسان إلى الصديق بنفس مقدار الحاجة إلى رد الجميل والعدل في المعاملة، والأهم حسن الظن بالصديق، فبمجرد دخول سوء الظن بين الأصدقاء تنقلب الصداقة إلى عداء بينهم.[٢]
- احترام الصديق: كإكرامه بكلمة طيبة أو في مجالس الأصدقاء، وأن يكن له الود في الصدر والحب العميق.[٣]
- المواساة: فتكون مواساة الصديق في المال أو النفس، فعلى الصديق أن يقضي حاجة صديقه ويجيب دعوته ويشهد جنازته، فالصداقة تقاس بالمواقف وليس بعدد السنوات.[٤]
- زيارته في المرض: فيُشعر الصديق بالراحة والطمأنينة، ويُقدم هدية بسيطة ليُشعره بالسعادة، ويقبل هديته إذا أهداه، وأن يحب له ما يحب لنفسه ويكره له ما يكره لنفسه.[٥]
- الحفاظ عليه في غيابه: أي الحفاظ على احترام الصديق، فلا يذكره بسوء، ولو سمع من يذكره بسوء في غيابه عليه أن ينهاه عن ذلك أو يترك الجلوس مع من يغتابه، بل يجب ستر عوراته وعدم نشر أخطائه وعدم تعمد نشر نقاط ضعفه.[٦]
- الصدق في الصداقة: ويجب أن يكون نابعًا من القلب، فلا يرتاح عندما يصيب صديقه مكروه ولا يحسده عند نجاحه، ولا يُصاب بالغرور فيتكبر عليه.[٧]
- غفران الزلة: أي أن يمتلك كلاهما صدرًا رحبًا يستوعب عثرات الصديق، فلكل شخص سلبيات فلا ينصدم أو يتعقد منها ولا ينقطع عنه بسببها، وربما تكره صديقك لسبب من الأسباب لكن التعامل الطيب يحقق التعاون بين الأصدقاء، فبدل أن تعاتب صديقًا قابله برحابة صدر وود حتى يمتلئ قلبه محبة واحترامًا متبادلًا.[٨]
- الفائدة المتبادلة: إذ توفر الصداقة التشجيع والمساندة والتقويم الإيجابي للذات ودعم الثقة بالنفس، وإن للأصدقاء قدرةً على توسيع الأفكار والمعارف، بالإضافة إلى فرصة التحقق من صحة الأفكار والآراء عند توفر جو مناسب للإفصاح عنها، كما توفر المنفعة المباشرة من الوقت والموارد الشخصية في خدمة الصديق لصديقة.[٩]
- الزمن والعادة: إذ تصبح علاقةً مقربةً ومألوفةً، فيها من الأنس لكن يبقى الزمن مؤشرًا محايدًا لصداقة ناجحة، فالصداقة تقاس بالمواقف الصعبة.[١٠]
- المساواة: إذ يتبادل الأصدقاء نفس الخدمات، وهذا من شأنه تحقيق التوازن بينهم.[١٠]
امتحن الصديق قبل أن تثق به
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح بضع اختبارات يُمكنك بها اختبار الصداقة:[١١]
- الامتحان الروحي: إذا أردت أن تعرف ما في قلب صديقك من مودة، فامتحن قلبك، فإذا كان في قلبك ود له فهو يكنّ لك الود أيضًا، أما إذا أنكرت ذلك الود فليس هو بصديقك، ومن المؤكد أن أحدكما فعل شيئًا ضد الصحبة، لذا عليك ألا تخلط بين الإشارات الغريزية والعاطفة الصادقة.[١٢]
- الامتحان عند الحاجة: كأن تطلب منه شيئًا، فإن أعرض عنك ولم يلتفت إليك فقد فشل في الاختبار، أما إذا ساعدك فالأصدقاء نوعان؛ الأول يساعدك لكن ليس مستعدًا للتضحية من أجلك إنما بمقدار ما تيسر له الأمر، أما الثاني فيفضلك على نفسه ويضحي من أجلك.[١٣]
- امتحانه في حب التقرب إليك: فإن كان يستمع إليك ويتحدث عن الأعمال الصالحة التي تقوم بها ويرتاح أثناء الجلوس معك، ويحاول كسب رضاك وإدخال السرور إلى قلبك فهو صديق محب.[١٤]
- الامتحان في الشدائد: إذ يكون معك وقت الشدة ويصدقك إذا كذبك الآخرون، ولا يتخلى عنك إذا تخلى عنك الآخرون، فإن فعل غير ذلك فاعلم أنه صديق يريد أن يكلفك ولا يتكلف لك أو أن تعمل لأجله ولا يعمل لأجلك.[١٥]
- الامتحان في حالة الغضب: فعند غضب صديقك سيقول لك ما يفكر به وليس ما يتظاهر به، لهذا إذا أغضبت صديقك سيخبرك بالحقيقة، إما أن ينصفك وإما عكس ذلك مما يخفيه في قلبه، كرر هذا الامتحان ثلاث مرات حتى تتأكد.[١٦]
- الامتحان في السفر: حينها سيتصرف على طبيعته وتستطيع اختبار صدقه، فالسفر فرصة للتعرف على أصدقاء جدد، وكن مستعدًا لهذا الامتحان فهو يكشف ما في نفسك فلتكن جديرًا بصداقة الآخرين.[١٧]
المراجع
- ↑ دكتور اسامة سعد ابو سريع، الصداقة من منظور علم النفس، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 13. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 14. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 18. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي ، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 21. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 19. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 41. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي ، متطلبات الصداقة وحقوق الأصدقاء، صفحة 48. بتصرّف.
- ↑ دكتور اسامة ابو سعيد، الصداقة من منظور علم النفس، صفحة 30. بتصرّف.
- ^ أ ب محمد عبد السيد المنصف الوزير، الصداقة بين أرسطو والغزالي موافقات ومفارقات، صفحة 25-23. بتصرّف.
- ↑ محمد هاوي، كيف تكون صداقات ناجحة، صفحة 75 77 90 91. بتصرّف.
- ↑ محمد هادي، كيف تكون صداقة ناجحة، صفحة 75. بتصرّف.
- ↑ محمد هادي، كيف تكون صداقات ناجحة، صفحة 77. بتصرّف.
- ↑ محمد هادي، كيف تكون صداقات ناجحة، صفحة 83. بتصرّف.
- ↑ محمد هادي، كيف تكون صداقات ناجحة، صفحة 84. بتصرّف.
- ↑ محمد هادي، كيف تكون صداقات ناجحة، صفحة 88. بتصرّف.
- ↑ محمد هادي، كيف تكون صداقات ناجحة، صفحة 90. بتصرّف.