كيف يتعامل الأهل مع التغيرات النفسية لأبنائهم في سن المراهقة؟

تُعد مرحلة المراهقة المرحلة الانتقالية من الطفولة إلى البلوغ، حيث تكون عادًة من سن 10 ولغاية 19 عامًا، وفقًا لمنظمة الصحة العالمية،^[١]وتحدث خلالها العديد من التغيرات الجسديّة والنفسية،^[٢] مما يُشكل تحديًا أمام الوالدين في التعامل مع أبنائهم المراهقين وكيفية مساعدتهم على اجتياز هذه المرحلة بسلام، لذا نقدم لكم في هذا المقال مجموعة من النصائح للتعامل مع التغيرات النفسية تحديدًا عند الأبناء في سن المراهقة ومعلوماتٍ أخرى ذات صلة:

كيفية التعامل مع التغيرات النفسية عند الأبناء المراهقين

يُنصح بما يأتي:

منحهم بعض الخصوصية والاستقلالية

يُبدي الأبناء حاجة أكبر في سن المراهقة للحصول على الخصوصية، والاستقلالية، وإثبات الذات، على سبيل المثال، قد يرفضون المشاركة في بعض الأنشطة العائلية أو القيام بالأعمال المنزلية بالأوقات التي يُحددها الوالدان؛ بسبب التقلّبات المزاجية والنفسية التي يمرون بها خلال هذه المرحلة.^[٣]

وهنا يُنصح بتفهم الأهل لذلك والمحافظة على الهدوء، ومنح الأبناء الخصوصية والاستقلالية التي يحتاجونها طالما أنّه لا يترتب عليها عواقب سلبية كبيرة.^[٤]

توعيتهم بشأن التغيّرات التي يمرون بها

غالبًا ما يمر الأبناء في سن المراهقة ببعض المشاكل النفسية، بما في ذلك الشعور بالإحراج، والقلق، والخجل؛ بسبب التغيرات الجسدية التي تظهر عليهم، مثل بدء نمو الشعور في مناطق مختلفة من الجسم، أو بدء نمو الثديين والدورة الشهرية عند المراهقات الإناث، أو تغيّر الصوت عند الذكور، بحيث يُصبح أكثر خشونة.^[٣]

ويُمكن للوالدين التعامل مع التغيرات والمشاكل النفسية المترتبة على ذلك من خلال التحدّث مع الأبناء بهدوء وتوعيتهم بشأن ما يمرون به، والتوضيح لهم أنّ ذلك جزءً من النمو الطبيعي عند جميع الإناث أو الذكور من نفس العمر، كما يُنصح بترك المساحة لهم لطرح الأسئلة والتعبير عمّا يُزعجهم، وتوجيههم بعد ذلك بالطُرق المناسبة واقتراح الحلول الصحيحة عليهم.^[٢]

الاهتمام بهم وتلبية احتياجاتهم النفسية

يحتاج الأبناء في سن المراهقة إلى الدعم المعنوي بشكلٍ أكبر من أيّ مرحلةٍ أخرى، بسبب التغيرات النفسية العديدة التي يمرون بها، لذا يجب على الأهل بناء علاقة قويّة معهم وإظهار الحُبّ والمودة لهم بالطرق المختلفة، أهمها ما يأتي:^[٥]

• العناق، والابتسام في وجوههم، والتربيت على ظهورهم.
• قضاء وقت ممتع برفقتهم والقيام ببعض الأنشطة المسلية معًا.
• التركيز على مدح جهودهم، وإنجازاتهم، ونقاط قوتهم.
• تشجيعهم على التعبير عن مشاعرهم وعمّا يجول في خواطرهم.

مساعدتهم على اتباع نظام حياة صحيّ ومتوازن

لا شكّ في أنّ الصحة النفسية عند الأبناء المراهقين ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالصحة الجسدية ونظام الحياة المتوازن، لذا، يُفضل أن يُشجع الأهل أبناءهم على ما يأتي لتجنب الآثار الجانبية للتغيرات النفسية خلال مرحلة المراهقة:^[٥]

• ممارسة الرياضة بشكلٍ منتظم: حيث تزيد من ثقة الأبناء بأنفسهم، وتمنحهم المزيد من الطاقة والحيوية، وتُخفف من شعورهم بالتوتر، وبالتالي التقليل من المشاكل النفسية المختلفة في هذه المرحلة.
• الحصول على قسطٍ كافٍ من النوم: حيث يحتاج المراهقون حوالي 8-10 ساعات من النوم كل ليلة.
• تنظيم استخدام الشاشات الرقميّة: بحيث لا تطغى على وقت ممارسة الأنشطة الحركية.
• اتباع عادات أكل صحية: بما في ذلك تناول كميات أكبر من الفواكه والخضروات، وكميات أقل من الأطعمة الدهنية والسكريات.^[٦]

استشارة طبيبٍ أو مختصٍ نفسي إذا لزم الأمر

يُنصح بلجوء الأهل إلى طبيبٍ أو مختصٍ نفسي في حال مواجهة أبنائهم المراهقين مشاكل نفسية صعبة لم يتمكنوا من التعامل معها على النحو الصحيح، حيث سيقدم لهم توجيهاتٍ وطرقٍ عملية للتعامل مع هذه التغيرات النفسية الصعبة؛ لتفادي أيّة آثار جانبية على صحة الأبناء البدنية، والفكرية، والاجتماعية.^[٥]

الأسئلة الأكثر شيوعًا حول الصحة النفسية عند الأبناء المراهقين

ما يأتي:

ما أهمية الصحة النفسية للمراهقين؟

تُعتبر الصحة النفسية جزءًا مهمًا من الصحة العامّة للمراهقين؛ حيث ترتبط بالصحة الجسدية، والاجتماعية، والعاطفية لديهم، والنمو السليم والمتوازن، كما أنّ لها دوراً رئيسياً في تنمية مهاراتهم وسلوكياتهم، وطريقتهم في التعامل مع الأفراد الآخرين في محيطهم.^[٧]

ما العلامات التي تُشير إلى تمتع المراهقين بصحةٍ نفسيةٍ جيّدة؟

أبرزها ما يأتي:^[٥]

• الشعور بالإنجاز، والإيجابية، والسعادة.
• الحفاظ على علاقاتٍ صحيّة مع الأصدقاء والعائلة.
• الاستمتاع بالحياة والانخراط بالأنشطة المختلفة دون أيّة مشاكل.
• القدرة على التعافي من المشاكل النفسية بسرعة.
• الاعتناء بالصحة البدنية عن طريق ممارسة الرياضة واتباع نظام غذائي صحي.

ما أبرز التغيرات النفسية التي قد تظهر على المراهقين؟

ما يأتي:^[٨]

• الوعي الذاتي والشعور بالقلق أو الخجل اتجاه التغيرات الجسدية.
• التقلّبات المزاجية السريعة وغير المتوقعة.
• الحساسية الزائدة اتجاه الآخرين وتصرّفاتهم.
• الحاجة إلى الاستقلالية وإثبات الذات.

ما العلامات التي تُشير إلى وجود مشكلة نفسية عند المراهقين؟

أهمها ما يأتي:^[٩]

• الحزن الشديد والقلق.
• العُزلة والانسحاب الاجتماعي.
• التقلّبات المزاجية الحادّة.
• تغيّرات سلوكية واضحة.
• نوبات الغضب والانفعال السريع.
• صعوبة في النوم.
• فقدان الوزن وتغيّرات في الشهية.
• المعاناة من آلام في المعدة والصداع بشكلٍ مستمر.

ما أبرز المشاكل النفسية التي قد يُعاني منها المراهقون؟

ما يأتي:^[١٠]

• القلق.
• الاكتئاب.
• فقدان الشهية العصبي.
• الشّره المرضي.
• اضطراب الأكل بنَهَم.
• نقص الانتباه وفرط الحركة.

المخلص

يمر الأبناء خلال مرحلة المراهقة بالعديد من التغيّرات النفسية، مثل التقلّبات المزاجية، والشعور بالتوتر والقلق، وكذلك الحاجة إلى إثبات الذات، مما قد يُسبب مشاكل بين الأهل والمراهقين عند التعامل معهم بطريقةٍ غير صحيحة، لذا يُنصح بتفهّم ما يمر به الأبناء خلال هذه المرحلة، والتعاطف معهم، والاستماع إليهم، وإظهار الاهتمام بهم، وبناء علاقة قوية وصحيّة معهم.

بالإضافة إلى مدحهم وتشجيعهم بشكلٍ مستمر وتنمية مهاراتهم، وتعزيز احترام الذات والثقة بالنفس لديهم، وعدم التردد في الحصول على استشارةٍ من طبيبٍ أو مختصٍ نفسي لمساعدة المراهق على إدارة حالته النفسية بطريقةٍ سليمة، دون أن تؤثر سلبًا على تصرفاته، وأفكاره، وأدائه الأكاديمي والاجتماعي.