تعد الأسرة متمثلة بأفرادها أول ما يتعامل معهم الأبناء منذ ولادتهم، لذلك فهي تشكل الحجر الأساس في تربية الأبناء أثناء نموهم وتطورهم، ويعد الأبوان على نحو خاص هما المسؤولان بشكل رئيسي عن تربية الأبناء، ثم يأتي دور باقي أفراد الأسرة بشكل خفيف لا يقع على كاهلهم مسؤولية كبيرة كالأبوين بل قد يكون لهم دور إيجابي فقط بمساعدة الأبوين بالتنشئة الاجتماعية التي تعتمد على بناء العلاقات مع الآخرين، وتأثير الأسرة على نمو وتربية الأبناء هو ما يُشكل ويرسم طريق مستقبلهم الآتي، لذلك سنوضح في هذا المقال أبرز أدوار نظام الأسرة الأساسية في تربية الأبناء وتنشئتهم.[١][٢]


دور الأسرة في تربية الأبناء

نوضح فيما يلي دور الأسرة من عدة جوانب مختلفة تتعلق بتربية الأبناء وتنشئتهم:[٣][٤]


تأمين الأمن والحماية

يتلقى الأبناء شعور الأمان ويشعرون به بشكل أساسي من قِبل الأسرة، فهم يعتمدون على الأسرة في تلبية احتياجاتهم الأساسية كالمأوى، والمأكل، والملبس، وعدا عن هذه التلبية المادية فإنهم لا يتلقون أي أمان نفسي شبيه بالأمان الأسري الذي يبدأ منها، لذلك من الضروري أن توفر الأسرة بيئة منزلية آمنة حتى يكون الطفل على طبيعته فيها وليتمكن من النمو والتطور، لأن الشعور بالأمان يساعد الفرد على تطوير العديد من المهارات المعرفية، والنفسية، والجسدية.


تعليم القيم

وتتمثل القيم في تميز المرء بين الصواب والخطأ، ولا يحتاج هذا الدور لتعليمه للأبناء وتربيتهم عليه سوى للالتزام والولاء للقيم والمعايير الشخصية من قِبل الوالدين، لأن الأبناء في بداية حياتهم يتلقون ويكتسبون كافة الأساليب والمهارات من حولهم بل قد يقلدون أبويهم بكل ما يفعلون، لذلك يوصى بالالتزام بالقيم والمبادئ المُثلى كالتعامل باحترام، والتعاطف، وتحمل المسؤولية، والإنصاف، وغيرها من القيم، والتعامل بها في المناسبات والمواقف الاجتماعية حتى يُلاحظ الأبناء الاحترام والتقدير المجتمعي الذي سيعود عليهم مقابل تحقيق هذه القيم.


تعليم المهارات التنموية

بمجرد أن يبدأ الأطفال بالنمو يجب على الأبوين البدء بتعليمهم المهارات الحركية، واللغوية، والعاطفية، والمعرفية، والتي تعد جميعها مهارات تأقلمية يجب على المرء تعلمها واكتسابها لأنها تساعده على الاعتماد على نفسه وهو أمر في غاية الأهمية حتى ينمو ويتطور، لذلك حتى ولو كان الأطفال في حضانات ومراكز تعليمية يقع على عاتق الأسرة مسؤولية كبيرة لأن أغلب وقت الطفل يقضيه بينهم، فيجب على كلا الأبوين أن يبقيا يعلمان أطفالهما في البداية المهارات الحركية الأساسية كالجلوس، والمشي، والجري، والتسلق، والإمساك بالملعقة والكأس وغيرها، بالإضافة إلى المهارات اللغوية التي تتطلب اتصالًا غير متوقف مع الآخرين، وتعد الأسرة أول معلم للأبناء إذ يجب أن تعلمهم المفردات اللغوية التي تصف مشاعرهم ورغباتهم واحتياجاتهم، لأن كثير هذه المهارات يجب أن تُكتسب وتُصقل في سن مبكرة.


التنشئة الاجتماعية

والتي تتعلق بشكل أساسي بالعلاقات الاجتماعية، وتعد العلاقات الأسرية أول ما يبدأ الأطفال بها، والأبوان أول المعلمين لسلوكيات هذه العلاقات من خلال التفاعلات وأساليب التعامل بينهما وبين أبنائهما، وما يتم تعلمه لأول مرة فيها سيبقى يتعامل به مع الآخرين وفي كافة علاقاته الاجتماعية في حياته المستقبلية، وعند تعليمه التنشئة الاجتماعية السليمة التي تبدأ من أصغر وأبسط الأمور كتعليمه كيفية التعامل وجهًا لوجه، وإظهار التفاعلات على لغة الوجه والجسد كالاستجابات الفورية، والإشارات، ونغمة ودرجة الصوت وما توحي إليه وغيرها، حينها سيبدأ الطفل بتعلم كيفية الوثوق بالآخرين، والبحث عن الصداقات والعلاقات الاجتماعية وتكوينها.


المراجع

  1. "Role of the Family in a Child’s Development", parenting.firstcry, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  2. "The Primary Role of Families in Promoting Children’s Development", iastate, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  3. "The Family's Role in a Child's Development", mom.com, Retrieved 16/4/2023. Edited.
  4. child gets their primary,find in any other place. "The role of family in child development", all4kids, Retrieved 16/4/2023. Edited.