ما هي العوامل التي تؤثر على نظام الأسرة؟

تُعرَّف الأُسرة بأنها مجموعة من شخصين أو أكثر تربطهم صلة قرابة بالزواج والولادة أو بالتبني ويعيشون معًا في منزل واحد، وهم أفراد في عائلة واحدة، وتعد الأُسرة الداعم الأول للأفراد لارتباطها برفاهيتهم الشخصية، إضافةً إلى أنها تُساهم في تحسين الصحة الجسدية للأفراد والصحة العاطفية والنفسية، وهذا الأمر لا يمكن أن يتواجد في أي مكان آخر كما يتواجد في الأُسرة الواحدة، إضافةً إلى أن الروابط الأُسرية تساهم في تنظيم الاقتصاد، ومنع الجريمة في المجتمع.^[١][٢]

عوامل داخلية تؤثر على نظام الأسرة

وفيما يلي بعض العوامل الداخلية التي تؤثر على نظام الأسرة:^[٣][٤]

• افتقار الأسرة للتواصل الصحي: إذا لم توفر الأسرة هذا العامل سيشعر جميع أفراد الأسرة بأنهم مهملون وغير مسموعين، فمهارات الاستماع إن لم تتطور عند جميع أفراد الأسرة لن يتمكنوا من سماع بعضهم البعض، ولا بناء أي علاقات وروابط أُسرية قوية.
• عدم المساواة والإنصاف في حلّ الخلافات الأُسرية: تتعرض جميع العائلات للصراعات حالها حال أيّ علاقة من العلاقات الإنسانية، وإن لم تتمكن الأسرة من التعامل مع الأمور التي يختلفون عليها، ولم تركز على جوهر الخلافات بل يركز كل فرد فيها على إلقاء اللوم وتحميل المسؤولية على غيره، ستزعزع من استقرارها ونظامها.
• عدم احترام الخصوصية بين الأفراد وإعطاء كل منهم مساحته الشخصية: إذّ تعد الخصوصية مفتاحًا لحماية الأفكار والأحداث التي يحفظ بها الفرد نفسه ولا يرغب بمشاركتها مع أسرته أو أصدقائه أو زملائه.
• علاقة الوالدين ببعضهما البعض: إن كانت الأم تحب الأب والأب لا يحبها أو العكس، أو إن كانا لا يحبان بعضهما البعض من الأصل، أو إن كانا يحبان بعضهما حبًا شديدًا، فجميع هذه الحالات تؤثر على نظام الأسرة وعلى تنشئتها اجتماعيًا؛ لأنها تعيق تكيف أبنائهم ولا يكون هنالك استقرار وسيطرة على سلوكياتهم.^[٥]

عوامل خارجية تؤثر على نظام الأسرة

هناك أيضًا بعض العوامل الخارجية التي تؤثر على نظام الأسرة وفيما يلي بعضًا منها:

• الخيانة الزوجية: تؤدي الخيانة الزوجية عادةً إلى الطلاق، مما يؤدي إلى تفكك الأُسر وعلاقاتها، وبالتالي يُعرض أفرادها إلى فشل أكاديمي وعاطفي واجتماعي قد بناه النظام الأُسري في السابق.^[٦]
• عدم الاستقرار الاقتصادي: يؤثر الفقر على النظام الأُسري تأثيرًا مباشرًا، فالموارد المالية للأسر الفقيرة غير مستقرة، عدا عن البطالة المرتبطة ارتباطًا وثيقًا في هذا العامل، فلا يتوفر لعائل هذه الأسر عمل منتظم أو قد يكون عمله منتظم، ولكن قد تتعرض هذه الأُسر لانتقالات سكنية متكررة ولتغييرات في تكوين الأسرة، وتأثيرات مباشرة على صحة الأفراد والأطفال ورفاهيتهم.^[٧]
• الجيران والأصدقاء: ويلعب هذان العاملان دورًا هامًا في استقرار الأسرة، إذّ يقضي أفراد الأسرة وخاصةً الأبناء معظم أوقاتهم مع الأصدقاء والجيران، فالأصدقاء والجيران الجيدون يساعدون الأبناء في اكتساب عادات طيبة، وإن كانوا العكس فيتعلم الأطفال أساليب وعادات سيئة وفاسدة وغير مرغوب بها وغير مقبولة لدى الأسرة على الرغم من نهيهم عنها.^[٥]

نصائح تدعم استقرار الأسرة 

فيما يلي بعض النصائح التي تدعم استقرار الأسرة:^[٨][٩]

• تحديد وقت كافٍ وخاص لرعاية أفراد الأسرة وللتواصل معهم، إذ يكمن جوهر الأسرة القوية في الوقت الذي يقضيه أفرادها مع بعضهم البعض، لذلك ننصح بإيجاد طرق للتواصل عاطفيًا وعقليًا بين الأفراد، وتحديد بعض الأفعال الروتينية والالتزام بها ضمن مشاركة متسقة لبناء الثقة والتعلق الوِدي.
• تعلم الآباء مناهج التربية بعناية وحرص، فعلى الوالدين أن يكونا يقظين في بحثهم عن معلومات التربية الجيدة، سواء أكانت هذه المعلومات متاحة على الإنترنت، أو من مصادر موثوقة مرتبطة بحياة الأبوين الشخصية مثل؛ الأبوين، والأقارب، ومدرسي الأطفال، وطبيب الأُسرة، إضافةً إلى توسيع نطاق معرفتهم الأبوية من خلال حضور فصول التربية، أو الانضمام لمجموعات مهتمة بأمور التربية وتتيح المناقشة وتبادل الخبرات.
• احترام خصوصية جميع أفراد العائلة لبعضهم البعض، فاحترام الخصوصية أحد أهم العوامل المهمة لبناء علاقات قوية، إذّ يساعد على بناء الثقة ومنح تجربة الحرية.
• تقاسم المسؤوليات بين أفراد الأسرة، إذ يعتمد أفراد العائلة القوية على بعضهم البعض، فعند تحمل الآباء المسؤولية سيتبعهم أبناءهم في أفعالهم ويقتدون بهم، حيث ينصح بتقسيم أعباء الأعمال المنزلية والتشارك في المسؤوليات كفريق واحد.
• قبول اختلاف الشخصيات والمبادئ، حيث أنّ كل فرد من أفراد الأسرة يحمل شخصية مُستقلة عن غيره من أفراد الأُسرة، وتتميز كل من هذه الشخصيات عن الأخرى وتنتج عنها آراء مختلفة، والخلاف في مستواه الطبيعي يعد أمرًا صحيًا يخلق أفكارًا جديدة، ويطرح أمورًا عديدة أثناء المناقشة الإيجابية، فعلى أفراد الأسرة أن يتبادلوا الاحترام فيما بينهم عند التعبير عن الخلاف الحاصل بينهم.
• تعليم الأبناء مهارات اجتماعية قيّمة؛ لأنهم يواجهون تحديات كبيرة في بعض المواقف ولا يعرفون كيف يتصرفون حيالها، بالإضافة إلى إجراء مناقشات مفتوحة معهم، وتشجيعهم على اكتشاف العادات الجديدة بأنفسهم من خلال طرح الأسئلة عليهم بما هو مسموح وغير مسموح في مبادئ الأسرة.