تعد مشاركة الأب فيما يتعلق بنمو الأبناء وتطورهم أمرًا هامًا للغاية، وقد أثبتت العديد من الدراسات أن العلاقة بين الأب والطفل لها أهمية تساوي أهمية علاقة الطفل بالأم وخاصةً في المراحل المبكرة من نموه، وقد تم التوصل إلى هذا الاستنتاج من خلال ملاحظة النتائج الإيجابية التي تم التأكد منها على صحة الأطفال الرضع مثل: التحسن في زيادة وزن الرضيع، وتحسن معدلات الإرضاع من الثدي وغيرها، وفي هذا المقال سنوضح أثر غياب دور الأب في كافة مراحل نمو الأبناء والتي بالتأكيد ستكون آثارًا سلبية للغاية.[١][٢]
أثر غياب دور الأب في الأسرة
وفيما يلي ندرج بعض الآثار التي تنجم عن غياب الأب عن الأسرة:[١][٣]
انعدام قدرة الأطفال على التواصل الفعال
يتمتع الأطفال الذين يعيشون في بيئة أسرية طبيعية تجمع الأب والأم في أجوائها بمهارات تواصلية فعالة أكثر بكثير من الأطفال الذين يفتقرون لهذه البيئة الأسرية الصحية، ومن أهم مهارات التواصل التي تُكتسب في ظل تواجد كل من الأم والأب في الأسرة هي: مهارات التحكم والتفاعل بتعابير الوجه، والإيماءات، ونبرة الصوت، وبغياب الأب عن الأسرة وافتقار الطفل لمساعدة المواقف العملية التي يتم تعلم مهارات التواصل خلالها التي من المفترض أن تتم بين الأب والأم؛ فإن الطفل بالتأكيد سيكون ضعيفًا لمهارات التواصل، وقد لا يكون قادرًا على إحداث أي تواصل فعال مع من حوله في المجتمع.
تأثر الصحة النفسية عند الأطفال
عندما ينمو ويكبر الأطفال دون تواجد الأب بشكل دوري وروتيني سيشعرون بكل تأكيد بعدم الأمان نظرًا لكون الأب هو المصدر الأساسي لهذا الشعور وخاصةً لأبنائه، إذّ يمنح تواجد الأب شعورًا بالانتماء، والانتساب، والعَزْو، وبمجرد غياب الأب سيشعر الأبناء حينها بعدم الاستقرار والضياع، وجميع هذه المشاعر وما يُشابهها تؤثر على الصحة النفسية للأبناء، والتي تتسبب بدورها بحدوث حالات القلق والاكتئاب.
حدوث المشكلات السلوكية عند الأطفال
قد يشعر الأطفال بسبب غياب الأب بمشاعر رفض، ويصبحون خائفين بشكل دائم من الهجر، وعدم الالتزام، ولا يثقون بأحد، وجميع هذه المشاعر تساهم في إحداث العديد من المشكلات السلوكية، ويكون الأطفال في هذه الحالة غير قادرين على التعامل مع مشاعر الغضب أو القلق، وخاصةً إذا كانوا يعانون من مشكلات تتعلق بالتواصل كما تحدثنا في البداية، وجميع هذه العوامل تؤثر في النهاية على علاقاتهم الاجتماعية المختلفة.
التأثير على القدرة المعرفية للأبناء
أثبتت بعض الدراسات أن نمو الدماغ وتطور كافة أجزائه المسؤولة عن القدرة المعرفية عن الأبناء تتأثر تأثرًا سلبيًا واضحًا بغياب الأب، ويكون الطفل غير قادر على التحكم بالانفعالات، والتخطيط، وتسيير السلوكيات الاجتماعية، وتقييم العواقب لتصرفاته وسلوكياته، لذلك يكون الأبناء المتأثرون بغياب الأب في أسرهم أكثر قابلية للانحراف والانخراط في سلوكيات سيئة كتعاطي المخدرات، أو السرقة، أو الغياب عن المدرسة، وغيرها من السلوكيات التي تقلل من القدرة المعرفية للأبناء.[٤]
للمزيد من المعلومات حول تربية الأبناء؛ نوصي بالاطلاع على هذه المقالات المختصة:
تعرف على دور الأسرة في تربية الأبناء.
المراجع
- ^ أ ب absence hinders development from,amount of hours spent together. "a-fathers impact on child development", all4kids, Retrieved 2/8/2023. Edited.
- ↑ "The Consequences of Fatherlessness", fathers, Retrieved 2/8/2023. Edited.
- ↑ "5 Effects of Absent Fathers on Child Development", allprodad, Retrieved 2/8/2023. Edited.
- ↑ "Effects of Father Absence on Child Development", ukdiss, Retrieved 2/8/2023. Edited.