كيفية تكوين صداقات في المدرسة

يُؤثر وجود صديق جيد على أداء الطالب في المدرسة، حيث يميل إلى امتلاك نظرة إيجابية تجاه المدرسة والتعلم عندما يكون لديه أصدقاء في الصف، مما يؤثر بشكل كبير على إنجاز المشاريع، والواجبات المدرسية، بالإضافة إلى الأداء الجيد في الامتحانات،^[١] وما يزال الكثير من الأشخاص يرتبطون بالسنوات التي قضوها في المدرسة، والتي كان لها تأثير كبير على حياتهم، فبقي البعض على اتصال مع أصدقاء المدرسة حتى بعد مرور سنوات كثيرة على التخرج، مما يعني أنّه من الضروري تكوين صداقات مع زملاء الصف خلال فترة الدراسة الطويلة؛ وذلك لما لها من آثار إيجابية كثيرة على نمو الطلاب ورفاهيتهم.^[١][٢]

كيفية تكوين صداقات في المدرسة

إليك ما يلي حول كيفية تكوين الصداقات الناجحة في المدرسة:^[٣][٤]

• شارك وانخرط في النشاطات التي تهتم بها في المدرسة؛ مثل الانضمام إلى فريق رياضي، أو فرقة موسيقية، أو فريق الدراما المسرحية، أو نادي القراءة، حيث تعتبر هذه الطريقة رائعة للتواصل مع الأشخاص الذين يشاركونك اهتماماتك، ومن المؤكد أنه سيكون لديك الكثير للتحدث عنه مع هؤلاء الأصدقاء الجدد، حيث أنه إذا لم تكن متأكداً من النادي أو النشاط المناسب لك، فيفضل أن تقوم باستشارة منظمي المجموعات في مدرستك لإرشادك إلى المكان الصحيح.
• قم بطرح الأسئلة على الطلاب الآخرين دون خجل أو رهبة، حيث يمكن أن تؤدي هذه الطريقة البسيطة إلى بدء محادثات طريفة، فمثلاً يمكنك الاستفسار من الطالب الذي يجلس بجانبك عن شيء معين، واستغلال الفرصة للتعرّف عليه، وذلك عن طريق طرح المزيد من الأسئلة مثل "كيف ستقضي عطلة نهاية الأسبوع؟"، "وماذا تحب أن تفعل في وقت فراغك؟"، "وما هي مادتك المفضلة؟"، "وما هو برنامجك التلفزيوني المفضل؟".
• ابحث عن أشخاص لديهم اهتمامات مماثلة ويقدرون نفس الأشياء التي تفعلها؛ مثل قراءة نفس نوعية الكتب التي تقرؤها، أو مشاهدة مباريات الرياضة التي تفضلها، حيث يميل الأشخاص الذين لديهم اهتمامات مماثلة إلى الانسجام مع بعضهم البعض لمشاركة شغفهم، كما أنه من المعروف أن معظم الناس يحبون التحدث عن أنفسهم عند مقابلة شخص جديد، وخاصة عندما يتم طرح الأسئلة عليهم.
• شارك رأيك في محادثة جماعية، حيث أنها فرصة مثالية للتعرف على الآخرين، ومناقشة بعض الأمور المثيرة للاهتمام.^[٥]
• يمكن أن يكون العمل في مشاريع جماعية في حصة العلوم، أو الرياضة، أو اللغة الإنجليزية مثلاً طريقة ممتازة لتكوين صداقات مع الآخرين، ولكن تأكد من القيام بعملك في المجموعة على أكمل وجه، وحاول إبقاء الأمور ممتعة.
• من أفضل وأسرع الطرق للتعرف على الآخرين في المدرسة هي مشاركة الطعام، حيث غالباً ما يجتمع الطلاب للأكل، واللعب معاً في الفسحة، وستكون فرصة جيدة للجلوس بجانب أحدهم، ومشاركة الوجبات والتحدث.

أهميّة أصدقاء المدرسة

عندما يتعلق الأمر بتنمية الطفولة المبكرة، يركز العديد من الأهل على عدة أمور مثل؛ اتباع نظام غذائي صحي، وممارسة الرياضة بانتظام، وتنظيم أنشطة تحفيزية لأطفالهم،^[٦] ولكن تعتبر الصداقات أيضاً خلال هذه المرحلة عاملاً ضرورياً من عوامل نمو الطفل، وتظهر أهميتها فيما يلي:^[٧][٨]

• تنمّي الصداقات المدرسية الشعور بالثقة بالنفس، والرضا، واحترام الذات، وذلك كنتيجة لشعور الطالب بالانتماء إلى مجموعة أصدقاء يهتمون به، ويجعلون حياته أفضل.
• تساعد الصداقات المدرسية الأطفال على تطوير مهارات حياتية مهمة مثل؛ التوافق مع الآخرين، وحلّ النزاعات، وتقبّل الاختلافات، حيث يعتبر الأطفال الذين لديهم هذه المهارات أقل عرضة لمواجهة صعوبات في وقت لاحق من الحياة كأفراد بالغين من المجتمع.
• سيكون لهذه الصداقات الجيدة في المدرسة تأثيراً كبيراً على جميع علاقات الطالب الأخرى في حياته مثل؛ علاقته بأسرته وجيرانه، وفي حال لم يقم الأطفال بتكوين صداقات صحية في السنوات التكوينية الأولى، فإن احتمالات حدوث مشاكل في العلاقات الاجتماعية والعاطفية في وقت لاحق من الحياة ستزداد بشكل كبير.

أسباب عدم النجاح في تكوين الصداقات في المدرسة

إليك ما يلي بعض هذه الأسباب:^[١][٩]

• عدم قدرة الآباء والأمهات على إعداد وتشجيع أبنائهم على التفاعل بنجاح مع أقرانهم؛ مثل تعليمهم كيفية تقبل الفوز والخسارة، والاعتذار، والتحلي بالصبر، ومراعاة مشاعر الآخرين، حيث يساعد حب الوالدين، وقبولهم، واحترامهم لأطفالهم على تنمية الثقة الأساسية لديهم؛ وذلك لتطوير الروابط مع الآخرين.
• يشعر بعض الأطفال ببساطة بالخجل والقلق خاصة في الأيام الأولى في المدرسة، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى انعدام الراحة لديهم بين أقرانهم، وقد يختارون التراجع والابتعاد.
• يعاني بعض الأطفال من صعوبات اجتماعية مثل؛ انعدام مهارات التعامل مع الآخرين، مما يجعل تكوين الصداقات الناجحة أمراً صعباً بالنسبة لهم، فقد تكون لديهم مشاكل نفسية تحدّ من قدرتهم على قراءة الإشارات الاجتماعية بشكل صحيح، أو الميل إلى العنف، أو الكبر، أو إظهار القليل من الاهتمام بالآخرين، أو قد يكونون شديدي التعلق أو حتى لئيمين وساخرين.