ما هي العوامل المدرسية للعنف المدرسي؟

تعدّ مشكلة العنف المدرسي مشكلةً أزلية موجودة منذ القدم، وإلى يومنا هذا فهي لا تزال في تفاقم مستمر، وقد تكون هذه المشاكل في محيط البيئة المدرسية، أو في الأنشطة والفعاليات التابعة للمدرسة، وقد يتعرض الطالب في حياته المدرسية للعنف بأي شكل، فإما أن يكون هو الفاعل نفسه، وإما الشاهد على ظواهر العنف، وإما أنْ يكون الضحية، وتعد هذا المشكلة كغيرها من المشاكل التي لها عوامل محفزة، وفي هذا المقال سيتم التعرف على أهم هذه العوامل، والفئات التي تتعرض للعنف أكثر من غيرها.^[١]

ما هي العوامل المدرسية للعنف المدرسي؟

فيما يلي بعض العوامل المدرسية التي تؤثر في العنف المدرسي:^[٢][٣]

• الألعاب الإلكترونية: فقد ساهمت الألعاب الإلكترونية وكثرة الانشغال بها في الوقت الراهن خاصةً، في زيادة أعمال العنف المدرسي، خاصةً أنّ الكثير من هذه الألعاب يقوم على مبدأ العنف، ما يجعل الطلاب يعكسونها على واقعهم المدرسيّ.
• التربية: إذ تعد العادات التي يشاهدها الطالب في محيط منزله وبين أهله وأقرابه، عوامل مهمة تحدّد كيفية تعامل الطفل في محيطه المدرسي، وهنا علاقة وطيدة بين العادات السلبية، كشرب الكحول، والسجائر، والعنف المنزلي، وبين العنف في البيئة المدرسية.
• الإهمال: إذ يعد إهمال الطلاب من قبل أولياء أمورهم بسبب التفكك الأسري، أو غياب الرقابة المدرسية من قبل الإدارة على تصرفات الطلاب، عوامل تساهم في تسهيل وتضخيم أعمال العنف والشغب في البيئة المدرسية.
• وسائل الإعلام: تساهم وسائل الإعلام بنشر الصور النمطية التي تزرع قيم العنف والسلبية بين الأطفال والمراهقين، ما يجعلهم يتبنون هذه السلوكيات بسبب قناعتهم بها في عقلهم الباطن.
• القوانين المخففة بشأن حيازة الأسلحة: وقد تم الاستدلال على هذا العامل في فترة زمنية كان يسمح أثناءها بحيازة العيارات النارية، وفي تلك الفترة زادت مظاهر العنف المدرسي بنسبة كبيرة، وصلت إلى 75% من الحالات تدخل فيها استخدام الأسلحة النارية.

عوامل أخرى للعنف المدرسي

فيما يلي بعض من عوامل العنف المدرسي الأخرى:^[٤]

• رفقاء السوء.
• العوامل الوراثية المتربطة بالعنف.
• سوء الأوضاع الاقتصادية.
• غياب القدوة الحسنة.
• العوامل النفسية مثل الإحباط والشعور بالفشل.

خطورة العنف المدرسي

فيما يلي بعض النتائج السلبية والخطيرة التي تترتب على العنف المدرسي:^[٥][٦]

• سوء التحصيل الدراسي: وقد شوهدت عدة ملاحظات تربط العنف المدرسي بالنتائج التحصيلية بشكل سلبي، ففي بعض الدراسات كانت الدرجات تنحدر في البيئات التي تواجه عنفًا أكثر من غيرها، وقد يعود السبب وراء ذلك لانشغال الطلاب في أهداف أخرى وفي التفكير في المشاكل التي يتعرضون لها، عوضًا عن بذلهم جهدًا في مذاكرتهم، كما أن ساعات النوم الليلية تتأثر مما يؤثر سلبًا على التركيز الدراسي.
• المشاكل النفسية: توجد علاقة وثيقة بين اضطرابات الصحة النفسية؛ كاضطرابات ما بعد الصدمة، والاكتئاب، وقد لا تظهر هذه الاضطرابات في الوقت نفسه، وإنما بعد وقت طويل.
• انتشار العنف: فقد يتحول الأشخاص الذين يواجهون العنف لعكس هذه التصرفات على غيرهم، كرد فعل نفسيّ، وبالتالي يصبحون أشخاصًا عنيفين.
• المشاكل الجسديّة: إذ يتعرض الأشخاص الذين يواجهون العنف إلى اعتلالات وإعاقات تكون دائمةً في بعض الحالات.

الفئات الأكثر عرضة للعنف المدرسي

في دراسة أجريت، تم التوصل إلى أنّ تنشئة الطفل في بيئة عائلية تتولاها الأم بغياب الأب، تجعل من المراهقين أشخاصًا عنيفين، بتصرفات معادية للمجتمع، على عكس أولئك الذين يعيشون في بيئة منزلية مستقرة بوجود الوالدين كليهما، كما يتعرض الطلبة في المدارس التي توجد في البيئات الفقيرة والنائية للعنف المدرسيّ أكثر من غيرهم، خاصةً بسبب غياب التشجيع على الأعمال الإيجابية، وغياب مبدأ العقاب بسبب العنف، وفي الحالات التي يتعرض بها الطالب للعنف ولا يجد من يسانده من مرشدين اجتماعيين ونفسيين في البيئة المدرسية، فإنه يدخل في حلقة لا تنتهي من مواجهة العنف المتزايد جراء سوء تصرفه مع المتهجمين.^[٧]