يُعرف العنف المدرسي بأنه اعتداءات جسدية إما بين الطلاب أنفسهم أو من قبل الطلاب على العاملين في المدرسة، ويحدث هذا العنف إما داخل المدرسة نفسها أو حتى في الطريق إليها، ويعد العنف المدرسي مشكلة صحية خطرة وعواقبها وخيمة للغاية، فهي قد تؤدي إلى خسائر في الأرواح، ويشمل التنمر، والشجار، والإساءة الجسدية بكافة أشكالها، أمّا بالنسبة لأسباب حدوث هذه الآفة فهي ترجع إلى التأثير البيئي المدرسي والمنزلي للطلاب، وسهولة وصولهم إلى الأدوات الخطرة والأسلحة، وإساءة استخدام الإنترنت وغيرها الكثير.[١][٢]


أسباب العنف المدرسي المادية

فيما يلي بعض الأسباب المادية للعنف المدرسي:[٣]

  • الفقر: يساهم الفقر في تصعيد العنف المدرسي وازدياده، إذّ يقوم بعض الطلبة باستخدام العنف بوسائل شتى لطلب المال والسرقة؛ وذلك باستخدام أدوات خطرة كالسكاكين.
  • البطالة: ترتبط البطالة ارتباطًا وثيقًا بالفقر، فالطالب قد يشعر بالجوع مثلًا فيضطر لسرقة طعام زملائه بالعنف والضرب والاعتداء.
  • الاكتظاظ المدرسي والازدحام: يعد الاكتظاظ في الفصول المدرسية أحد أهم الأسباب التي تساهم في العنف المدرسي، إذ يصعب السيطرة على الطلبة ويسيئون التصرف دون أن يتم اكتشافهم لكثرة عددهم، عدا عن أنه يؤثر في عملية التعليم والتربية والتوجيه.
  • قلة المرافق الترفيهية في المدرسة: يؤدي نقص المرافق الترفيهية في المدرسة إلى العنف المدرسي بالتأكيد، كما أن الوجود الكافي لمثل هذه المرافق يمنح الطلاب غير المتفوقين دراسيًا والذين يميلون للعنف إلى التفوق رياضيًا مثلًا أو بأي هواية يتقنونها، مما يُكسبهُم احترام زملائهم في الفصل.


أسباب العنف المدرسي النفسية والمعنوية

فيما يلي بعض الأسباب النفسية والمعنوية للعنف المدرسي:[٤]

  • وسائل الإعلام: تؤثر وسائل الإعلام على المراهقين وتجعلهم يتصرفون بشكل عدواني بطرق غير مباشرة؛ وذلك من خلال ألعاب الفيديو العنيفة والتي تولد الأفكار والسلوكيات العدائية، وترفع من معدل ضربات قلب المراهق، كما تقلل من استخدامه للمشاعر العاطفية، إضافةً إلى تواصلهم المستمر مع أشخاص آخرين عدوانين مما يشعرهم بالقبول والظن بأن سلوكياتهم وأفعالهم بالفعل مقبولة، وتشمل وسائل الإعلام المؤدية للعنف؛ الإنترنت، والتلفاز، والمجلات، والموسيقى، ووسائل التواصل الاجتماعي.
  • العنف الأُسري وإساءة معاملة الأطفال والمراهقين: يتعرض الأطفال الذين يعيشون في بيئة مليئة بالعنف الأُسري لتجربة العنف عندما يكبرون، فإما أن يكونوا الضحية أو المعتدي، كما تلعب أساليب التربية الجاهلة والقاسية وكذلك الفوضى في المنزل وعدم استقراره وإهمال الأطفال دورًا مهمًا في توليد الشعور بالرغبة بالقوة والسيطرة خارج المنزل، فيلجؤون إلى العنف للحصول على القوة التي يفتقدونها في الداخل.
  • ضغط الأقران: ويلعب هذا السبب دورًا هامًا لخلق العنف المدرسي، فالأطفال يكونون أكثر عرضة لسلك أفعال خطرة أو عنيفة عندما يكونون ضمن مجموعة، فعند شعورهم بالضغط من قبل أقرانهم ومن قِبل هذه المجموعة يسعون للانخراط في سلوكياتهم الخطرة للحفاظ على مكانتهم فيها.


أسباب العنف المدرسي الاجتماعية

فيما يلي بعض الأسباب الاجتماعية للعنف المدرسي:

  • عدم متابعة وإشراف أولياء الأمور على الطلبة: سيكون الطلاب عرضة للنشاطات العدوانية والإجرامية في حال عدم توفر الإشراف المناسب من قِبل الأبوين؛ لأنهم لا يمتلكون الموارد اللازمة لاتخاذ أيّ اختيارات جيدة أو حتى التعرف على المخاطر التي قد يواجهونها، فينخرطون لتجربة الأمور التي لا يسمحون بها آباؤهم، ويقومون باختيار أصدقاء السوء والخوض في تجارب خطرة.[٤]
  • التأثير البيئي والمجتمعي للطلبة: يؤثر المكان الذي يعيش به الطلبة ويزيد من تعرضهم لعوامل مجتمعية خطرة، فمثلًا الأحياء التي تعاني من غياب حماية الشرطة والأمن يحاول المراهقون الذين يعيشون فيها حمايتها بوسائل عنيفة، وينخرطون بالعصابات التي تستخدم الأسلحة الخطرة وغيرها من الممنوعات.[٤]
  • افتقار البيئة المدرسية والأُسرية لأنظمة تأديبية فعالة: ويكون ذلك بفك المشاجرات بين الطلبة دون اتخاذ أيّ إجراءات أخرى تمنع تكرر هذا الفعل من الأساس، وبالتالي فإن عدم وجود أيّ سياسات مطبقة تساهم في التقليل من العنف المدرسي سيزيد من حدوث هذه الظاهرة.[٥]
  • قلة التواصل بين المعلمين والمرشدين وأولياء الأمور: يحتاج الطلاب إلى نظام قوي وداعم لبناء شخصياتهم، ويتشكل هذا النظام بأولياء أمورهم ومعلميهم ومستشاري التوجيه في مدارسهم، فيتوجب على المدارس عقد جلسات التواصل بين الآباء والمعلمين بشكل إلزامي وسهل ومستمر، وليس فقط عند حدوث العنف من أحد الطلبة.[٥]


أسباب العنف المدرسي الأخرى

فيما يلي بعض الأسباب الأخرى التي تؤدي إلى العنف المدرسي:

  • الصدمات المؤثرة على نفسية الطلاب: قد يؤدي التعامل مع الأحداث الصادمة المتولدة إلى سلوك عنيف عند المراهقين، فمثلًا يزداد غضب المراهق عند فقدانه لصديقه، وهذا الغضب مرحلة طبيعية من مراحل الحزن التي يمر بها الطالب، إضافةً إلى الاندفاع والهجوم العنيف، وقد تظهر المواقف العنيفة لدى الطلبة الذي يعانون من اضطرابات ما بعد الصدمة لأنها تُركت دون علاج وتدخل مُباشر.[٤]
  • الفصل بين الطلاب: فعدم تشجيع وتدريب الطلاب على مكافحة التنمر والعنف وإتاحتها للطلاب جميعهم وليس فقط للطلبة الجيدين أو حتى السيئين، فذلك سيقلل من شعورهم بالانتماء للمجتمع المدرسي وأفراده ورعاية مرافقه.[٥]
  • قطع التواصل بين المعلمين والطلاب: الافتقار للتفاعل بين الطلاب والمعلمين يزيد من العنف في المدارس، فالمعلمين لهم دور كبير في تحفيز الطلبة وإبراز دورهم كقدوات وقادة في إدارة فصولهم ونواديهم المدرسية للمساعدة في الحدّ من العنف المدرسي.[٥]


المراجع

  1. "Causes of School Violence", crf-usa, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  2. "Violence in Schools: Causes and Solutions", voicesofyouth, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  3. "The nature, causes and effects of school violence in South African high schools", scielo, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  4. ^ أ ب ت ث "Causes of Youth Violence", verywellfamily, Retrieved 31/5/2021. Edited.
  5. ^ أ ب ت ث "Violence in Schools – 4 Root Causes", crisisconsultantgroup, Retrieved 31/5/2021. Edited.