ما هي آثار صديق السوء؟

هلا الصلاحين

نُشر في 28 يوليو 2021

يُساهم صديق السوء عمومًا بطريقة سلبية على حياة صديقه ويُعرضه للعديد من الخسائر، وعلى وجه التحديد قد يخون صديقه من أجل مال أو سلطة أو أي منفعة ذاتية، وقد يكون غير صادق مع صديقه، ويدفعه للقيام بأمور سيئة، وقد يكون شخصًا انتهازيًا استغلاليًا، ويحمل سمعةً سيئةً عادةً، كما أنه غير أخلاقي ولا يمكن أن يُتخذ كقدوة حسنة.^[١]

آثار صديق السوء الاجتماعية

إن رفقة صديق السوء لها عواقب عديدة ومختلفة نذكر بعضًا منها فيما يتعلق بالحياة الاجتماعية:^[٢]

فقدان الحماس للتعلم، والخمول، والقيام بالأمور التي تخترق الأعراف الاجتماعية: وبتالي فإن تحديد المستقبل يعتمد على العادات التي يُمارسها الفرد؛ فإن كان كسولًا في التعلم فمستقبله لن يكون جيدًا ومستقبل الدولة يحدده مستقبل المجتمع الذي يتأثر بهؤلاء الأفراد، كما يتحكم صديق السوء بتفكير صديقه بطريقة غير مباشرة تجعله يخالف الأعراف السائدة في المجتمع وخرق القيم الأخلاقية فيه.
اكتساب الفرد للغة سيئة للغاية: وهذا الأمر سيئ جدًا عند تعامله مع أفراد المجتمع، لأنه يكتسبها عادةً من خلال المزاح أو في أوقات الغضب، ومع تكرار التعامل فيها ستصبح شائعةً لدى الفرد.
يصبح الفرد عرضةً أكثر لتعاطي الممنوعات: والأقران لهم الدور الأكبر في هذا الموضوع خاصةً في نشر مواد هذه الممنوعات بين أقرانهم، ويسهل على الفرد تجربتها عند إقناع أصدقاء السوء بها.
ينخرط الفرد في الشجارات والخلافات الدائمة: وتنشأ عادةً هذه السلوكيات السيئة جراء حُب الفرد للمجموعة التي تضم أصدقاء السوء والذين بدورهم يقابلون مجموعة أخرى تخالفهم بالآراء ويعدونهم كأعداء، ويقرنون أن الفريق المتفوق هو الفريق المنتصر بالشجار.

آثار صديق السوء النفسية أو المعنوية

يؤثر صديق السوء على الصحة العقلية والنفسية للفرد وعلى رفاهية حياته عمومًا:^[٣]^[٤]

يؤدي إلى الشعور بالعزلة والوحدة: قد يشعر الفرد بعلاقته مع صديق السوء بالتجاهل، وعدم الرد والتواصل، وعدم الاكتراث لمشاعره، إضافةً لعدم الرضى المطلوب عن هذه الصداقة، وعندما يشعر المرء بأنه لا يحصل على أي مقابل سيشعر بالعزلة والانفصال عن الطرف الآخر، مع الحرص والحذر من العطاء للأصدقاء الآخرين، وتؤدي مثل هذه الطريقة غير المتوازنة إلى مشاعر فقدان الثقة بالنفس، وعدم الوثوق بعلاقات صداقة أخرى.
يزيد من الشعور بالتوتر والقلق: ولا تشتمل العلاقة بصديق السوء على أي تحسن من أي جانب، وقد تزيد من التوتر لقيام صديق السوء بأمور مزعجة لصديقه، وحتى لو لم يكن معه سيبقى الفرد منحصرًا في تفكيره متفاعلًا بسلبية جراء ما حدث، ويسصبح كثير القلق وسريع الانفعال.
عدم الشعور بالدعم: بالتأكيد يحتاج الفرد لسند حقيقي في حياته ولا يُلمس هذا الأمر بتاتًا مع صديق السوء، ولا يوجد أي تعاطف معه بل يتجاهل صديق السوء مشاكل صديقه وقد لا يستجيب له حتى.
تأثر الثقة بالنفس واحترام الذات: بالتأكيد عندما يُحبط المرء ويُعامل بطريقة سيئة في أغلب الأوقات، سيشعر أن هذا السلوك طبيعي ولن يتوقع شيئًا أفضل، بل يمكن أن يشك المرء بنفسه وبنقاط قوته وضعفه، ويبدأ تقديره لنفسه يقل ويهتز.
إلقاء اللوم على نفس الضحية: قد يعتقد الفرد المُصاحب لصديق السوء بأنه هو المخطئ، وعندما ينتقده سيشعر أن هذا الانتقاد في محله، فمثلًا قد يظن أنه لا يقدم المساعدة لأنه يطلب المساعدة كثيرًا، وبدلًا من أن يقوي انتماءه وقيمته الذاتية، وأن يقدم له الدعم والقوة، يجعله دائم الشك بأنه قد أساء إليه، ويُشعره بالرفض، وقد يعتقد أن شخصيته واهتماماته لا وجود لهما.
يضع صديقه في حالة من الحيرة: فقد يفعل أمرًا يُشعره بتعزيز الصداقة فيما بينهما، لكنه في ذات الوقت لا يكمل هذا التعزيز أو الاهتمام، ولا يكترث لتقديم المساعدة له، كما أنه دائم الإهمال وعدم الإجابة، وإن أجاب تكون طريقته باردة ومملة.

آثار صديق السوء المادية أو الملموسة

أمّا فيما يتعلق بالتأثيرات السلبية على الإنجاز أو التعلم أو العمل:^[٥]^[٦]

الغيرة والمنافسة غير الشريفة: فيستهجن صديق السوء حصول صديقه على درجات جيدة، أو أن يكون ذكيًا أكثر منه، وقد يكون هذا سببًا رئيسيًا ليضايق صديقه ويستغله، وقد يشعر بالتهديد من نجاحه وبالتالي يرغب بإنزال مستواه إلى مستوى متدنٍ أو مستوى مُتقارب لمستواه.
إضاعة الوقت والالتهاء: يحمل أصدقاء السوء عادةً طموحًا منخفضًا، خاصةً فيما يتعلق بالمستقبل، وقد يقنعون أصدقاءهم بأن عائلاتهم ستساعدهم في البداية لذلك فالذهاب للتعليم ليس أمرًا ضروريًا، وقد يؤثرون على أصدقائهم لإضاعة وقت ساعات الدراسة أو أوقات الدوام.
التنمر: قد يتنمر صديق السوء على صديقه إن كان مجتهدًا ومثابرًا وينتقص منه في المجموعة التي تضم أمثاله، وسيؤدي هذا الأمر مع الوقت إلى فقدان الصديق لثقته بنفسه ورغبته بأن يكون مقبولًا في مثل هذه المجموعات، وسيؤثر على تركيزه في دراسته.
يعيق مشاركة المعرفة بكثرة الثرثرة: وهذا الأمر يولد السلبية في بيئات العمل خاصة، إذ يستنزف صديق السوء في العمل طاقة صديقه ويصبح مصدرًا لتثبيط إنجازه، فتجده كثيرًا ما يحادث صديقه ويشغله عن عمله، وقد يتحدث عنه في غيابه كذلك.
يقلل من قدرات صديقه بالتعليقات السلبية: ويستخدم صديق السوء هذا الأسلوب بدلًا من المجاملة ليؤثر على قدرات صديقه كي لا يتفوق عليه وحتى يبقى في الصدارة، ويسعى في البحث عن أخطاء صديقه وعثراته.