أول ما يتبادر إلى الذهن عند سماع أو قراءة عنوان العنف ضد الأطفال هو الاعتداء الجسدي، إلا أنّ موضوع العنف ضد الأطفال يتخذ أبعاداً أكثر من ذلك، إذ يتضمن الاعتداء العاطفي والجنسي وسوء المعاملة والإهمال، وقد يقع العنف ضد الأطفال داخل المنزل، أو في المدرسة أو دور الرعاية، وكذلك في الشارع والأسواق، من قِبل أشخاص بالغين أو من قِبل نظرائهم بالعمر.


تعد ظاهرة العنف ضد الأطفال من أكثر المشاكل تعقيدًا وتشعبًا، لذلك كانت الاستجابة لهذه الظاهرة على مستوى عالمي، إذ اهتمت فيه مختلف المنظمات العالمية التي تعمل بشراكة مع حكومات الدول من أجل التخلص من هذه الظاهرة، وقد وُضعت مبادرة لمكافحة العنف ضد الأطفال تتضمن 7 استراتيجيات، وخلال هذا المقال سنقوم بتوضيح هذه الاستراتيجيات، بالإضافة إلى ذكر لأبرز المعلومات المتعلقة بهذه الظاهرة.[١]


استراتيجيات مكافحة العنف ضد الأطفال

قامت منظمة الصحة العالمية في عام 2016م بالتعاون مع 9 منظمات ووكالات أخرى من حول العالم، بإيجاد حزمة من الاستراتيجيات التي يمكن من خلالها مكافحة العنف ضد الأطفال، وهي عبارة عن 7 استراتيجيات تحاول أغلب حكومات الدول تطبيقها في المجتمعات، وفيما يلي توضيح لهذه الاستراتيجيات:


تنفيذ القوانين وإنفاذها

تركز هذه الاستراتيجية على سن القوانين وتنفيذها، والتي من شأنها تجريم عقاب الأطفال العنيف سواء من قِبل الأباء أو المعلمين أو الجهات الراعية لهم، وكذلك تجريم الاستغلال أو التحرش الجنسي بالأطفال، كما تركز هذه الاستراتيجية على ضمان عدم وصول كل من الكحول والأسلحة إلى أيدي المراهقين والأطفال، لتفادي العنف الصادر عنهم.[٢][٣]


المعايير والقيم

تهدف هذه الاستراتيجية إلى تغيير القيم المجتمعية السلبية التي من شأنها أن تشجع على العنف بشكل عام والعنف ضد الأطفال، وتتمثل هذه القيم، بالتمييز بناءً على الجنس والعمر والقدرات والطبقات الاجتماعية، وتركز هذه الاستراتيجية على إيجاد مجتمع متساوٍ.[٢][٣]


البيئة الآمنة

تعمل هذه الاستراتيجية على استهداف البقع الساخنة في ما يتعلق بالعنف ضد الاطفال، أي التي تكون فيها نسب العنف مرتفعة، حيث يتم استخدام الإجراءات اللازمة من أجل تحويل هذه المناطق إلى بيئات أمنة لا يتم فيها الاعتداء على الأطفال.[٢][٣]


دعم الآباء والقائمين على الرعاية

تعد هذه الاستراتيجية الأكثر أهمية، وذلك لأثر الآباء والقائمين على رعاية الأطفال في الحد من هذه الظاهرة، حيث يتضمن الدعم تثقيفهم وتوعيتهم حول هذه الظاهرة، ويتم ذلك من خلال الزيارات المنزلية أو عقد الدورات، أما في حال كان الآباء أو الرّعاة هم مصدر العنف، يتم اتخاذ الإجراءات التي تحمي الأطفال، ثم يتم إدخالهم في برامج لإعادة تأهيلهم وتوجيههم نحو حماية الأطفال.[٢][٣]


تعزيز الدخل

تعد الحالة الاقتصادية للعائلة من أكثر الجوانب التي لها أثر على موضوع العنف ضد الأطفال، سواءً من داخل الأسرة أو خارجها، وتهدف هذه الاستراتيجية إلى تعزيز دخل الأسر الفقيرة والتي يتعرض أطفالها للعنف سواء من المجتمع أو من داخل المنزل، ويتم ذلك من خلال المنح والقروض، وتأمين الوظائف والمشاريع التي يمكن أن تضمن لهم الدخل المستمر.[٢][٣]


خدمات الاستجابة والدعم

تهتم هذه الاستراتيجية بتوفير المراكز والجهات التي يمكنها أن تستجيب للأطفال الذين يتعرضون للعنف، وتحميهم من ذلك، وتقدّم لهم المشورة حول التخلص منه، مع إمكانية تقديم الرعاية والعلاج النفسي لهم، وتقديم البرامج التأهيلية للأطفال الذين يقدمون على تصرفات عنيفة وإجرامية ضد الاطفال الأخرين.[٢][٣]


التعليم ومهارات الحياة

تتجه هذه الاستراتيجية إلى جعل الأطفال أكثر وعياً فيما يخص العنف ضدهم، وذلك من خلال البدء بتثقيفهم وتعليمهم منذ رياض الأطفال حول هذه الظاهرة، بحيث يمكن للطفل أن يميز التصرفات التي يتم اعتبارها عنفاً، وغالبًا ما تكون هذه التصرفات على المستوى العاطفي والجنسي وليس الإيذاء الجسدي كونه لا يحتاج لعلم حتى يتم اكتشافه.[٢][٣]


حقائق حول العنف ضد الأطفال

فيما يلي أبرز الحقائق المتعلقة بالعنف ضد الأطفال:[٤]

  • يعد إهمال الأطفال وتجاهل رعايتهم من أكثر أنواع العنف ضد الأطفال تكرارًا.
  • في الولايات المتحدة الامريكية هناك طفل من بين كل سبعة أطفال قد تعرض للعنف.
  • يتوزع العنف ضد الاطفال بشكل شبه متساوي ما بين الذكور والإناث، حيث يشكل الذكور نسبة 48.6% من الأطفال الذين يتعرضون للعنف.
  • تتضاعف نسب العنف ضد الأطفال لغاية 5 مرات في العائلات التي تنتمي إلى طبقة اجتماعية واقتصادية دنيا.


ما هي أشكال العنف ضد الأطفال؟

خلال المقال تم إيضاح أن العنف ضد الاطفال قد يتخذ عدة أشكال، وفيما يلي توضيح لكل منها:[٥]

  • العنف الجسدي: وهو استخدام القوة الجسدية عن قصد والتي ينتج عنها إصابة للطفل، ويشمل ذلك اللكم والركل والحرق وغيرها من أشكال القوة الجسدية.
  • العنف الجنسي: وهو إما الضغط على الطفل أو إجباره من أجل القيام بأفعال جنسية، والتي تتضمن كذلك استعراض أفعال جنسية للآخرين أمام الطفل، كما يشتمل ذلك على الإيحاءات اللفظية والجسدية.
  • العنف العاطفي: يشار للعنف العاطفي بأنه أي تصرف من شأنه أن يقلل من تقدير الطفل لذاته ويؤثر على مشاعره، وقد يتضمن ذلك مناداته بألقاب لا يحببها، أو جعله يشعر بالعار والخزي، أو رفضه أو حتى حجب العاطفة والحب عنه.
  • الإهمال: يعرف الإهمال الذي يرتقي إلى العنف ضد الأطفال، على أنه عدم تلبية حاجات الطفل الجسدية والعاطفية، والتي قد تشمل المسكن والطعام واللباس والتعليم والرعاية الصحية، بالإضافة إلى المشاعر التي تلبي حاجة الطفل العاطفية.


ملخص حول طرق مكافحة العنف ضد الأطفال

تعد ظاهرة العنف ضد الأطفال من الظواهر المنتشرة على مستوى العالم وفي مختلف المجتمعات، والتي تتطلب تكاتف العديد من الجهات من أجل مكافحتها، لذلك لا بد من العمل على عدة أصعدة، مثل إيجاد القوانين الرادعة وتفعيلها وتنفيذها، والتوعية على عدة مستويات، بالإضافة إلى خلق البيئات الآمنة للأطفال من خلال تحسين الظروف المعيشية لهم ولذويهم أو مقدمي الرعاية، كما لا يجب إغفال الدور الفعال للدعم والرعاية النفسية للأطفال الذين يتعرضون للعنف، وكذلك للأطفال الذين يقدِمون على العنف.[٢][٣]


المراجع

  1. against children includes many,with peer and gang violence. "Violence against children", paho, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  2. ^ أ ب ت ث ج ح خ د by ten agencies with,comprehensive programming to combat violence. "INSPIRE", end-violence, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "Violence against children", who, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  4. "11 FACTS ABOUT CHILD ABUSE", dosomething, Retrieved 20/8/2023. Edited.
  5. "Fast Facts", cdc, Retrieved 20/8/2023. Edited.