الآثار السلبية لعمل المرأة

محدودية الوقت المتاح للمرأة العاملة

قد يكون من الصعب على المرأة العاملة إيجاد الوقت الكافي للعناية بنفسها، وبعائلاتها وأطفالها، وشؤون منزلها، أو التواصل مع الأصدقاء، أو حتى الخروج من المنزل، أو السفر، والتسلية واللعب مع الأطفال، بسبب طول ساعات الدوام، وذلك قد يتطلب منها بذل الكثير من الجهد لإيجاد توازن جيد في الوقت بين العمل والحياة الخاصة.^[١]

كما أن عمل المرأة وازدحام جدولها المهني قد لا يتيح لها إمكانية حضور كافة المناسبات العائلية بسبب انشغالها الدائم، لذلك قد يكون لديها اهتمام أقل بالشؤون والمناسبات والتجمعات العائلية من حولها.^[٢]

المرأة العاملة أكثر عرضة للمشاكل الصحية

تعتبر النساء ممن لديهن التزامات مهنية، ومتطلبات كثيرة للتوفيق بين مسؤوليات العمل والأسرة أكثر عرضة للإصابة ببعض المشاكل الصحية مثل التوتر والقلق، وغيرها من الأمراض النفسية والجسدية المتعلقة بالعمل؛ فوفقاً لمركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها تكون النساء العاملات معرضات بشكل أكبر لخطر الإصابة بالتهاب الأوتار، ومشاكل العضلات، والعظام وغيرها من المشاكل الصحية.^[١]

كما أن العمل لمدة تقدر بعشر ساعات متواصلة في المكتب قد يسبب الكثير من التعب والإرهاق للنساء، ويسبّب وصول المرأة أو الأم وهي منهكة إلى المنزل بسبب ضغوطات العمل، وهو ما قد يؤثر على الأسرة بأكملها من الأطفال والزوج في حال كانت المرأة العاملة متزوجة، كما أن التعب قد لا يسمح للمرأة بمتابعة أطفالها وشؤونهم بشكل جيد، ومراقبة سلوكهم وتوجيههم، وهو ما قد يؤثر على الحياة الأسرية بشكل سلبي.^[٣]

ومع مرور الوقت وتكرار العمل في ساعات النهار في المكتب وقضاء ساعات الليل في رعاية شؤون المنزل والأطفال فإن ذلك قد يؤدي إلى إجهاد المرأة، وشعورها بالتعب والضغط النفسي والإنهاك الجسدي بشكل كبير.^[٣]

دفع الكثير من التكاليف لرعاية الأطفال

قد تكون تكاليف استئجار شخص متخصص لرعاية الأطفال أو تسجيلهم في الحضانات في غياب الأم أثناء خروجها إلى العمل باهظة الثمن خاصة في حال وجود أكثر من طفل واحد بحاجة إلى الرعاية، لذلك قد يعتبر البعض أن خروج المرأة للعمل اعتمادًا على مقارنة الراتب الذي تتقاضاه في نهاية الشهر والمبلغ المقدم لرعاية الطفل أمراً غير مجدٍ، وأنه يستنزف في الوقت نفسه الكثير من الراتب الذي ستتقاضاه المرأة من العمل.^[١]

عدم القدرة على توجيه الأبناء

غالباً ما يؤثر غياب الأم العاملة عن المنزل لساعات طويلة على عملية تربية الأطفال وتقويم سلوكهم، وهو ما قد يؤدي إلى ظهور سلوك الأطفال السيئ، وشعورهم بالوحدة، والتوجه نحو تكوين العلاقات خارج المنزل، وهو ما قد يؤثر سلبياً على الأسرة ووحدتها بسبب غياب دور الأم الفعال في الأسرة. ^[٣]

كما أن الأم العاملة تكون أقل قدرة على تخصيص وقت كافٍ للعب والتسلية مع أطفالها، ومشاركة المشاعر والأحاديث معهم، وهذا ما قد يسبب شعور الأطفال بالانطوائية، وعدم القدرة على التعبير عن المشاعر للوالدين، وفتور العلاقة بينهم.^[٣]