تعد الأسر من العناصر الهامة في بناء المجتمعات، فهي تحتضن أفراد المجتمع الصغار الذين سيصبحون أفرادًا وجزءًا لا يتجزأ من المجتمع، والكبار أيضًا الذين يعدون من أهم العناصر الحالية للمجتمع، وتعد الأسر مسؤولة عن إنشاء الأطفال وتربيتهم حتى يكبروا ويصبحوا أفرادًا فعالين في المجتمع نظرًا لتأثر المرء بالمحيط الذي يعيش فيه، ويكون نظام الأسرة أول محيط ينشأ فيه في حياته وقد يتأثر فيه بشكل صحيح وخيِّر وقد يتأثر بطريقة سيئة، لذلك تعد الأسر مهمة في المجتمع لأنها ستعكس قيمها ومبادئها بأفرادها على المجتمع ككل، وفي هذا المقال سنوضح أهمية الأسرة بالنسبة للمجتمع بشكل تفصيلي.[١][٢]


أهمية الأسرة في المجتمع

وفيما يلي ندرج ونوضح أبرز وأهم الأسباب التي تجعل من الأُسر عنصرًا هامًا في المجتمع:[١][٢]


تعليم القيم

تعد الأسرة هامة مجتمعيًا لكونها المعلم الأول لأفراد المجتمع، فالأسر السوية تعلم أطفالها القيم والمبادئ وأساليب الانضباط والالتزام، والتي من خلالها يُصبح الفرد قادرًا على التميز بين الصواب والخطأ، ويحمل قيمًا ومبادئ جوهرية متأصلة في نفسه من خلال القيم الأسرية القوية التي تعلمه كيفية التعامل مع الآخرين، وتقدير نفسه، والبحث عن غاياته وأهدافه، كما أن الأُسر التي تحقق مبدأ المساواة بين أفرادها في مسؤولياتهم وحقوقهم تساعد في إنتاج أفراد مجتمع مثاليين يعرفون ما عليهم من واجبات ما لهم من حقوق.


تقوية المجتمع

تساهم الأسرة قوية الروابط في تقوية المجتمع الذي يحتضنها، ويعود أثر القوة هذا الممتد إلى المجتمع بفضل الأسرة التي تقدم دعمًا ومؤازرة قوية لأفرادها، وتلبي احتياجات أفرادها لمساعدتهم على الإنتاجية والسعي لاستمرار المجتمع الذي يعيشون به ولتقوية شخصياتهم وأثرهم في هذا المجتمع، وقد أشار الاتحاد الدولي لتنمية الأسرة إلى أن الأسرة هي المساحة التي يتعلم بها أغلب أفراد المجتمع المهارات الأساسية للحياة والتي تعد الدرع الأول للعيش المتزن في المجتمع.


تحفيز التواصل

والذي يعد من أهم المهارات التي تحتاجها المجتمعات لتنمو وتتطور، فعندما تقضي الأسرة مع أفرادها وقتًا للتواصل مع بعضهم البعض فهي تقوم بإتاحة مساحة آمنة للتعبير عن اقتراحاتهم وأفكارهم، من خلال فتح محادثات غير مقيدة للتوصل إلى أي مشكلة قد يواجهونها وعلاجها وحلها في أقرب وقت ممكن تجنبًا لتأصلها وتأثيرها على الأطفال الذين يعدون أفراد المجتمعات المستقبليين، وكذلك الأمر بالنسبة للمجتمع إذّ يحتاج أفراده إلى مساحة التواصل هذه لتكون بيئة المجتمع صحية وفي أحسن حال.


التحسين من الأداء الأكاديمي

والذي ينعكس بكل تأكيد على جودة المجتمعات بأفراده المتفوقين، وقد أظهرت بعض الدراسات إلى أن الأطفال الذين يرتبطون مع أسرهم ويقضون وقتًا أطول مع كافة أفراد الأسرة لا يتعرضون بشكل كبير لنيل درجات متدنية في المدرسة، وكلما كان التواصل الأسري أعمق وكلما زاد الوقت الذي يقضيه الأطفال مع الأسرة كلما قلت نسبة حصولهم على درجات متدنية في تحصيلهم المدرسي، وبالتالي يساهم التفوق الأكاديمي في المجتمع في عدة مجالات كتنميته وتطويره، والتقليل من نسب الفساد الأخلاقي في المجتمعات الذي يؤدي إلى سلوكيات مجتمعية خطرة وسيئة.


تعزيز الشعور بالانتماء

تعد الأُسر المحفز الأول لتبني التقاليد، وتحافظ معظم الأسر على التقاليد الماضية والانتماء لها من خلال سردها وذكرها بقصص ماضية لأطفالها، مما يؤدي إلى ذكر العديد من الأفراد القدامى والأماكن القديمة التي تحتل مكانةً كبيرة في قلوب الأبوين، ومن خلال هذه القصص يشعر الفرد الذي ينشأ في هذه الأسرة بأنه ينتمي إلى هذا المكان وإلى أي مكان يتواجد فيه، وهذا أهم ما تحتاجه المجتمعات من أفرادها الولاء والانتماء.[٣][٤]


المراجع

  1. ^ أ ب "Why Is Family Important To Society?", familyfocusblog, Retrieved 9/4/2023. Edited.
  2. ^ أ ب "How Family Bonding is Important in Any Society", talkingpointcards, Retrieved 9/4/2023. Edited.
  3. "10 Reasons Why Family Is Important", theimportantsite, Retrieved 9/4/2023. Edited.
  4. "the importance of family in modern society", yuva, Retrieved 9/4/2023. Edited.