تعرّف العنصرية بأنها مجموعة سلوكيات وممارسات وأحكام مسبقة تشمل أقوال، أو معتقدات، أو أفعال تتسم بالتحيز والتمييز والكراهية الموجهة ضد شخص ما؛ بسبب لون البشرة، أو العرق، أو الأصل القومي، أو الدين، وذلك على أساس الاعتقاد بأن هنالك أعراق وأصول متفوقة على أعراق أخرى،[١] حيث يمكن أن تتخذ العنصرية أشكالاً عديدة، ويمكن أن تحدث في أماكن كثيرة، مما يخلق حواجز تمنع الناس من التمتع بالكرامة والمساواة في المجتمع.[٢][٣]


آثار العنصرية المادية

إليك ما يلي بعض الآثار المادية للعنصرية:[٤][٥]

  • تراجع الناتج المحلي الإجمالي، والذي يعتبر أحد المؤشرات الأكثر شيوعاً المستخدمة لتتبع صحة اقتصاد الدولة، حيث تؤثر العنصرية بصورة مباشرة وغير مباشرة على التمويل الشخصي للأفراد، والاستثمارات، ونمو الوظائف.
  • أثبتت بعض التقارير الاقتصادية أن العنصرية تتسبب في زيادة فجوة الثروة العرقية بين الأغنياء والفقراء، مما يؤدي إلى انخفاض الإنتاجية المحلية للبلدان بنسبة كبيرة.
  • زيادة معدل البطالة بسبب رفض المتقدمين للعمل بناءً على لون بشرتهم أو عرقهم، حيث تعكس مستويات البطالة العالية مشكلة في الاقتصاد المحلي فيما يتعلق بخلق فرص عمل للأشخاص الذين يرغبون بالعمل، ويبحثون عنه بنشاط في مجالات اهتماماتهم.[٦]
  • تؤدي العنصرية إلى تحمل تكاليف كبيرة على مستوى الدولة؛ وذلك لأنها تمنع الناس من الاستفادة القصوى من إمكانياتهم الاقتصادية، حيث يمكن للمجتمع الأكثر عنصرية أن يكون أضعف من المجتمعات الأخرى من الناحية الاقتصادية.[٧]
  • أثبتت بعض الدراسات في الولايات المتحدة خسارة عائدات الأعمال المحتملة؛ وذلك بسبب الإقراض القائم على التمييز لرواد الأعمال، مع عدم توفير ما يقدر بنحو 1.6 مليون وظيفة نتيجة لذلك.
  • التفاوت في الأجور بين العاملين ذوي المؤهلات والمسؤوليات المتساوية، مما يؤدي إلى تراجع الاقتصاد المحلي، وزيادة نسبة الصراع في بيئة العمل، بالإضافة إلى تحمّل تكاليف رفع دعاوى قضائية من قبل الأشخاص الذين يعانون من التمييز.


آثار العنصرية النفسية والمعنوية

إليك ما يلي بعض الآثار النفسية والمعنوية للعنصرية:[٨][٩]

  • يمكن أن يؤدي التعرض للعنصرية بشكل منتظم ومتكرر إلى زيادة الإجهاد النفسي، وبالتالي يتسبب في مشاكل صحية طويلة الأمد؛ مثل ارتفاع ضغط الدم وضعف جهاز المناعة.
  • يمكن أن يؤدي الإجهاد الناتج عن العنصرية إلى سلوكيات قد تسبب المزيد من المخاطر على الصحة البدنية، فعلى سبيل المثال وجدت الأبحاث أن التعرض للتمييز مرتبط ارتباطاً وثيقاً بارتفاع معدلات التدخين، وتعاطي الكحول، وتعاطي المخدرات، وعادات الأكل غير الصحية.
  • للعنصرية تأثير سلبي كبير على عادات النوم والأداء الفسيولوجي للجسم في منتصف العمر.
  • يمكن أن تؤدي العنصرية إلى الاكتئاب، والضغط العصبي، والاضطراب العاطفي، والقلق المستمر، بالإضافة إلى اضطراب ما بعد الصدمة، والميول إلى التفكير بالانتحار، خاصة لدى الأطفال والشباب الذين يتعرضون للعنصرية في الحي أو المدرسة.
  • تتسبب العنصرية في بعض الحالات باستخدام العدوان تجاه الآخرين كرد فعل على التعرض للتمييز، بالإضافة إلى الشعور بالعزلة الاجتماعية، وعدم القدرة على تكوين صداقات وعلاقات صحية مع الآخرين.[٣]
  • مشاكل سلوكية مثل الميل إلى عدم الالتزام بالقوانين، والاندفاع العاطفي، وتحدي الآخرين، بالإضافة إلى فرط النشاط وعدم الانتباه.[١٠]
  • يتأثر الأطفال والمراهقون بشكل خاص بسبب العنصرية والتمييز؛ وذلك لأن تطورهم العقلي والعاطفي والجسدي يعتمد على التفاعل الاجتماعي، والحصول على الدعم من الآخرين، حيث يمكن أن تتشكل لديهم حواجز وصعوبات في النمو بسبب التأثيرات المختلفة للتنمر المبني على العنصرية، بالإضافة إلى الشعور بالتوتر الدائم.
  • انعدام الثقة بالنفس والشعور بالاختلاف عن الآخرين بشكل يؤثر على نظرة الأشخاص الذين يعانون من العنصرية لأنفسهم.


آثار العنصرية الاجتماعية

إليك ما يلي بعض الآثار الاجتماعية للعنصرية:[١١]

  • التفكك الاجتماعي بين الأفراد والجماعات في المدارس والأحياء وأماكن العمل، بالإضافة إلى الزيادة الحادة في صعود الأحزاب السياسية، والحركات والجماعات المتطرفة التي تؤثر على تماسك المجتمع.[٩]
  • ارتفاع نسب استخدام العنف بجميع أنواعه، سواء أكان ذلك نفسياً، أو جسدياً، أو لفظياً، أو رمزياً، كما تعتبر العنصرية من الأسباب الجذرية للنزاع المسلح الذي يؤدي إلى تزعزع أمن المجتمع واستقراره.[١٢]
  • قلة ثقة الأفراد ببعضهم البعض، وقلة الثقة بالمؤسسات الحكومية وقدرتها على إيجاد حلول منهجية لمعالجة العنصرية أو العنف الناتج عن التمييز بين أبناء وبنات المجتمع.
  • قلة تقبل التنوع الثقافي داخل المجتمع الواحد، والذي يعتبر أحد أهم الركائز التي تؤدي إلى تقدم البشرية عامة وتحقيق رفاهيتها، وتضمن المشاركة التامة لجميع الأفراد بغض النظر عن أصولهم ودياناتهم في جميع جوانب المجتمع.
  • انعدام الاستقرار السياسي والاجتماعي، مما يؤدي إلى انعدام التنمية المحلية، بالإضافة إلى زيادة معدلات الفقر، والتخلف، والجهل، والتهميش، والاستبعاد الاجتماعي، والتفاوت في مستوى المعيشة.

المراجع

  1. "About Racism", Coalition for Racial Equality and Rights, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  2. "What is Racism?", Australian Human Rights Commission, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب VicHealth, Mental health impacts of racial discrimination in Victorian culturally diverse communities, Page 3. Edited.
  4. "Cost Of Racism: U.S. Economy Lost $16 Trillion Because Of Discrimination, Bank Says", NPR, 23/9/2020, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  5. "Racism is hurting the economic well-being of the US and its workforce — including white workers", The Kinder Institute for Urban Research, 3/8/2020, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  6. unemployment rate is a,employment and actively seeking work. "Indicator description: Unemployment rate​", International Labor Organization, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  7. Joseph Losavio, "WHAT RACISM COSTS US ALL", International Monetary Fund, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  8. "What are the effects of racism on health and mental health?", Medical News Today, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  9. ^ أ ب American Academy of Pediatrics, Reaching Teens, Page 3. Edited.
  10. D. M. Macedo, L. G. Smithers, R. M. Roberts, Y. Paradies, L. M. Jamieson (22/8/2019), "Effects of racism on the socio-emotional wellbeing of Aboriginal Australian children", Biomedical Central, Retrieved 27/6/2021. Edited.
  11. إدارة شؤون الإعلام بالأمم المتحدة، الإعلان وبرنامج العمل، صفحة 13. بتصرّف.
  12. "How violence and racism are related, and why it all matters", The Conversation, 22/9/2016, Retrieved 27/6/2021. Edited.