مفهوم التفكك الأسري

يُعرَف التفكك الأسري بشكلٍ عام على أنه القطيعة الجسدية والعاطفية بين أفراد الأسرة الواحدة والتي تؤدي إلى انعدام قدرة الأسرة بشكل كلي أو جزئي على القيام بدورها في التنشئة الاجتماعية للأطفال والحفاظ على استقرار كافة الأفراد، وقد يحدث هذا التفكك لأسباب عدة صادرة من كافة أفراد الأسرة، أو قد يحدث بسبب الوالدين بشكلٍ خاص، وفي هذا المقال سنوضح مفهوم التفكك الأسري بشكل أعمق، ونتطرق لأسباب حدوثه، وآثاره الوخيمة.^[١][٢]

مفهوم التفكك الأسري

يمكن أن نوضح هذا المفهوم بافتقار أفراد العائلة للروابط الأسرية نظرًا لعدة عوامل وأسباب مختلفة تتلخص بعدم اهتمام الوالدين بشكل خاص ورئيسي بتقوية العلاقات الأسرية نظرًا لانشغالهما بأمورهما الشخصية كالعمل والأنشطة الخاصة التي يتم تأديتها بشكل فردي، وعدم اتفاقهما في تحديد وتخصيص أوقات لبناء روابط أسرية قوية بينهما وبين بقية أفراد الأسرة وممارسة النشاطات والسلوكيات المختلفة التي تقوي من العلاقة الأسرية والتي يجب أن تقوم بدورها في تلبية كافة احتياجات أفرادها الاقتصادية، والثقافية، والتعليمية، والتي من خلالها يتم بناء المبادئ والقيم، أو قد يحدث التفكك الأسري بسبب الأبناء أيضًا لأسباب وعوامل مختلفة، وينجم عن هذا التفكك مجتمعات ضعيفة لا تملك أي روابط مجتمعية أو أي بوادر للتماسك والتعاضد؛ لأن المجتمع يبدأ من الأسرة التي من المفترض أن تكون وحدة واحدة مجتمعة في كافة الظروف وبين أفرادها صلة قوية.^[١][٢]

أسباب التفكك الأسري

ندرج فيما يلي أبرز الأسباب الشائعة التي تؤدي إلى التفكك الأسري:^[٣][٤]

• الطلاق: وخاصةً حالات الطلاق التي تحدث بسبب خيانة أحد الزوجين للآخر، والتي قد تحدث أيضًا بسبب الخلافات الأسرية المختلفة التي قد تؤدي في نهاية المطاف لانهيار وحدة الأسرة.
• الهجرة: والتي تحدث عند انتقال بعض أفراد الأسرة أو جميعهم بشكل فردي إلى بلدان ومناطق أخرى بعيدة عن الموطن الأصلي للعائلة وقد تحدث هذه الهجرات إما للعمل أو للتعلم، ويؤدي هذا التباعد الجغرافي إلى تفكك الأسرة.
• الاستبداد: ويحدث هذا السبب عندما يكون أحد الأبوين متحكمًا بأفراد الأسرة الآخرين، ويتجاهل ويهمل رغباتهم ولا يحترم قراراتهم، مما يؤدي في نهاية الأمر إلى تمرد أفراد الأسرة وتفكك الروابط التي تجمعهم تلبيةً لما يرغبون.
• الاعتماد على النفس: إذا كان كل فرد من أفراد الأسرة معتمدًا على ذاته بكافة جوانب حياته ولا يحتاج لأي نوع من أنواع الرعاية من الأفراد الآخرين، ستقل بوادر التعاون بين أفراد الأسرة وستبدأ في التفكك.
• الفقر: والذي يتسبب بعدم قدرة أفراد الأسرة المسؤولين على توفير الغذاء الكافي، والاحتياجات الضرورية للأفراد، وتأمين تعليمهم، والخدمات الصحية التي يحتاجونها، مما يخلق بيئةً مليئة بالقلق والتوتر بين أفراد الأسرة الواحدة حتى يبدأ نظام الأسرة بالتفكك.
• الأنانية: وبمجرد أن تتواجد هذه الصفة عند أحد أفراد الأسرة أو لدى كافة الأفراد فهي كفيلة بأن تفكك الروابط الأسرية بلا شك، لأن الأسرة تحتاج إلى تضحيات وتنازلات كثيرة من أجل بقائها وديمومتها.

آثار التفكك الأسري

تتسبب ظاهرة التفكك الأسري بالعديد من الآثار السلبية التي تؤثر على المجتمع، والأسرة، وعلى الأطفال خاصةً إذا كانوا من أحد أفراد الأسرة المفككة، وفيما يلي ندرج أبرزها:^[٥]

• عدم تلبية الاحتياجات الأسرية التي يتوقع أن يلبيها أفراد الأسرة المسؤولون.
• تدني احترام الذات لدى أفراد الأسرة والأطفال، وتولد مشاعر سلبية، والقيام ببعض السلوكيات التي تظهر العجر في بعض مجالات الحياة.
• صعوبة تكوين أي علاقة مع الجنس الآخر بعدما يكبر الأطفال خوفًا من تكرار تجربة الوالدين.
• الاكتئاب والعُزلة بشكل مُفرط، أو تولد سلوكيات عنيفة.
• نشوء مجتمعات ضعيفة الانتماء والولاء نظرًا لحالات التفكك الأسري التي تمت فيها.