يُعرف الطلاق على أنه ترتيب قانوني يُنهي العلاقة الزوجية قبل وفاة أي من الزوجين، وتتم إجراءات الطلاق وما تشملها من قضايا؛ كحضانة الأطفال، وتقسيم المُمتلكات، والاتفاق على النفقة، وبعد أن يتم الطلاق يتحرر الطرفان من العلاقة التي تلزمهما ببعضهما، ومن أكثر أسباب الطلاق الشائعة هي؛ عدم المسؤولية، والخيانة الزوجية، وعدم التهيؤ للزواج، والإساءة بكافة أشكالها، والزواج المُبكر، والتوهمات والافتراضات التي لا تمت للواقع بِصِلة، وستناول في هذا المقال الأسباب بشمولية وتفصيل.[١][٢]


أسباب الطلاق الاقتصادية أو المادية

تعد القضايا المتعلقة بالمال من أكثر العوامل المتسببة للطلاق، وقد صرح الخبراء بهذه المسائل أنها من أكبر أسباب الطلاق، وتشمل عدة حالات؛ كوضع أولوية مالية غير منطقية مُقارنة بما تحتاجه الأُسرة، إضافةً للنفقات الكبيرة غير المخطط لها، أو اكتشاف دخل يُنفق منه بالخِفية دون عِلم الشريك الآخر، عدا عن الديون المُستحقة الكبيرة والتي تسبب ضغطًا كبيرًا على الطرفين، فالمال يعد من الأمور الأولى التي تدخُل في جدالات الأزواج في العالم بأسرِه، وفيما يلي ندرج أبرز أسباب الطلاق المالية وِفقًا لدراسة الخبراء الماليين:[٣]

  • عدم التنازل عن الإنفاق الكبير والمُتكرر: قد يكون من الصعب أن يتساوى الزوجان في نفس الدرجة من الإنفاق ولكن يجب عليهما أن يتعلما كيفية التنازل عن الإنفاق الثانوي للحفاظ على علاقة زوجية مُتزنة ومُريحة، فمثلًا هنالك بعض الأزواج يُصِرون على تناول الطعام من الخارج على الرغم من تكلفته المُضاعفة عنوةً عن إعداده في المنزل، ولا يقبلون بأن تخصص بعض الأيام بين الحين والآخر لهذه المسألة.
  • الديون المُتراكمة: وهي أبرز الأسباب التي تؤدي للطلاق على غرار باقي الأسباب كونها تجعل كِلا الطرفين في بعض الحالات، أو الزوج وحده في أغلب الحالات يعمل أو يعملان لساعات إضافية مُهلكة كي يتم تسديد هذه الديون.
  • عدم السيطرة على الحالة الاقتصادية للأُسرة: فالمراقبة المالية من أهم الأمور التي يجب متابعتها، والأهم أن تكون من قِبل الزوجة كونها تسعى دائمًا لتعزيز حياة زوجها المهنية، فإن لم تفعل أو لم يُسلمها الزوج زمام الأمور فستنهار ثروة الأسرة، إضافةً لتفريق دخل الأُسرة من قِبل الزوجين.[٣]


أسباب الطلاق النفسية أو المعنوية

يتم الطلاق في بعض الأحيان وِفقًا لأسباب عاطفية صريحة لكلا الشريكين ولكنها مُعقدة لمِن هم خارج إطار هذه العلاقة، ومشاكل معنوية ونفسية لا تُطاق، فقد يشعر الزوجان بأنهما أصبحا شخصين مُختلفين عن بعضهما البعض، انعدم الانسجام فيما بينهما، وانقطع رابط العاطفة الذي يربط أُسرتهما، فهذه الأسباب من أكثر وأشد العوامل التي تؤدي للطلاق وانفصال الشريكين، وفيما يلي ندرج بعض هذه الأسباب:[٤]

  • الغيرة، وعدم الشعور بالأمن: يحصل هذا السبب عند إهمال أحد الطرفين للآخر وعدم إعطائه حقه في الوقت والرعاية، مما يجعله يشعر بعدم الأمان بقرب شريكه، والغيرة من اهتمامات الآخر حتى ولو كانت بأي أمور أخرى كالهوايات أو حتى الاهتمام بأفراد الأسرة الآخرين.
  • فقدان الذات في العلاقة الزوجية: إن كان أحد الطرفين لا يُبالي بالآخر ويريد أن يُحقق كل ما يرغب به من أحلام، أو ممارسة هوايات، أو حتى تناول الأمور التي يُفضلها دون الاكتراث لما يُفضله شريكه بالتأكيد سيفقد الشريك نفسه في هذه العلاقة الأنانية، فالعلاقة الزوجية قائمة على المشاركة.
  • الاستياء أو الشكوى من قدرات الشريك وإمكانياته: وهذا السبب إن وِجد سيهدم رابطة المحبة الزوجية، فالشعور بالاستياء من الشريك أو تبادل هذا الاستياء بين الزوجين كاعتقاد أن كلاً منهما لا يملك ما يُميزه وأن ما يقوم به أمرٌ عادي لا يُذكر، أو إن كان أحدهما يجني دخلاً مالياً أكبر ويشكو من شريكه لعدم مشاركته بالأمر ذاته، من الأمور التي تُبهت العلاقة وتؤدي بها في النهاية للطلاق.


أسباب الطلاق الاجتماعية

إن أسباب الطلاق الاجتماعية لا يمكن حصرها ولا عدها، ولكن تكثر أغلبها بسبب الجهل بالزواج وعدم تلقي أي تعليم أو تدريب للعلاقات الزوجية، أو الحصول على أي دعم أو مهارات تساعد في الحياة الزوجية وسندرج فيما يلي أبرز النقاط التي تتناول أكثر الأسباب الاجتماعية التي تؤدي للطلاق:[٥]

  • الخيانة الزوجية: إن الخيانة هي السبب الاجتماعي الرئيسي المؤدي للطلاق، وهو نقطة فاصلة لتدهور العلاقة الزوجية، وقد يؤدي لصدمة كبيرة للشريك الضحية وخيبة أمل لا تصدق، الخداع وعدم الاكتفاء وإشعار الشريك بالنقص من أصعب الأمور التي تعد نقطة جوهرية وسببًا كافيًا للطلاق.
  • العنف الأُسري: بوجود هذا السبب تتطور الإساءة الموجهة في العلاقة تدريجيًا، وتوصل للطلاق إما عند بدايتها أو حتى تشتد إلى مراحل لا يُمكن السيطرة عليها أو منعها، ويشتمل العُنف الأسري على الإساءة اللفظية، أو الاعتداء الجسدي، فالعدوانية أمر مستهجن وغير مقبول بأي علاقة بشرية كانت.
  • الزواج المُبكر: يعد الزواج في سن مُبكر عاملًا رئيسيًا مُسهمًا في الطلاق، ويظهر هذه العامل في أغلب الأوقات عند الزيجات التي تتم بسرعة دون اكتشاف شركائهم بوضوح وعمق أو التفكير بعقلانية قبل الزواج، فهم في عُمر أصغر وأقل نُضجًا من أن يتخذوا مثل هذه القرارات المصيرية.


أسباب الطلاق الأخرى

نظرًا لأن أسباب وعوامل هذه الظاهرة لا تُعد ولا تُحصى ولا يُمكن حصرها ضمن مجالٍ واحد، نُدرج فيما يلي أكثر الأسباب شيوعًا تؤدي للطلاق:

  • فقدان الحب بين الزوجين، والافتقار للهفة، إما عند أحد الشريكين أو عند كليهما، وهذه الأمور تعد أساسًا للعلاقة الزوجية وللأسرة بأكملها إن فُقدتْ انهارت روابط العلاقة والروابط الأُسرية على حدٍ سواء.[٦]
  • مشاكل الاتصال والتواصل بين الزوجين، وقد تكمن هذه المشاكل في أساليب التواصل المختلفة والمُتباينة بين الزوجين، أو في كمية الوقت المُستغرق في التواصل فيكون أقل عند أحد الزوجين.[٦]
  • فقدان الاحترام أو الثقة بين الشريكين، ونقرر جميعًا بأن هذا الأمر لا يُمكن المساومة عليه أبدًا، فالانتقاص من الشريك أو عدم احترامه أو احترام حاجياته ورغباته من أبرز العوامل التي تقود الزوجين للانفصال دون تردد.[٦]
  • اختلاف أساليب تربية الأطفال بين الزوجين، إن لم تتوحد طريقة تربية الأطفال بين الزوجين فقد تتفاقم الخلافات والمشاكل بينهما مما يؤدي للانفصال وتفكك الأسرة.[٧]
  • السيطرة والتحكم في حياة الشريك، التدخل المشروط في حياة الشريك أو الشريكة من الأمور التي تخنق العلاقة وتجعلها أكثر تعقيدًا، فالمساحة الشخصية ضرورية للغاية لممارسة الحريات والرغبات الشخصية حتى في العلاقة الزوجية.[٧]
  • التدخل من أطراف خارجية خارج العلاقة الزوجية؛ كالأهل والأقارب في المشاكل الزوجية لتقديم النصائح والتوجيهات دون طلب، والتدخل بكل تفاصيل المشكلة بين الشريكين.[٧]
  • الاختلافات الثقافية خاصةً عند المتزوجين حديثًا نظرًا لأن كليهما دخلوا إلى عائلات جديدة عليهم تحمل تقاليد مختلفة عن عائلاتهم السابقة، وقد تكون الاختلافات الدينية أيضًا عاملًا مهماً ومؤثرًا قويًا في قضية الطلاق.[٧]

المراجع

  1. "How Common is Divorce and What are the Reasons?", yourdivorcequestions, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  2. "What is a divorce?", liveabout, Retrieved 21/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Sharon Feiereisen (7/2/2019), "The 12 biggest money-related reasons people get divorced", businessinsider, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  4. "What is an “Emotional Divorce” and the Top Reasons for One?", sasforwomen, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  5. "Reasons for Divorce and Recollections of Premarital Intervention: Implications for Improving Relationship Education", ncbi, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب ت Samantha Lauriello (13/1/2020), "The 4 Most Common Reasons for Divorce, According to Research", health, Retrieved 9/5/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت ث Bhavana Navuluri (15/9/2020), "21 Devastating Reasons For Divorce And What The Laws Say", momjunction, Retrieved 9/5/2021. Edited.