تتغير أساليب وتقنيات التربية مع مرور الزمن كما تتغير العديد من أنماط المعيشة المختلفة، فمثلًا لقد كانت العقوبة الجسدية جزءًا لا يتجزأ من طرق التربية القديمة التقليدية عند قيام الطفل بسلوكيات سيئة، ولكن قل استخدام هذا الأسلوب مع مرور الزمن والتطورات التي شهدتها المجتمعات جراء وفرة المعلومات والدراسات وتخصصها وإتاحتها للجميع، بل أن هنالك بعض المؤسسات والمنظمات المعنية بشؤون تربية الأطفال قد حظرت العقوبات الجسدية أثناء التربية من خلال توعيتها للمجتمعات وعرض الآثار السلبية التي تخلفها على الطفل سواء أكانت تؤثر مباشرةً على الحالة النفسية للطفل، أو على الحالة الاجتماعية، أو على سلوكياته، أو في طريقة استقباله للمعرفة والمعلومات، ويمكن القول أن أساليب التربية القديمة قد تجاهلت أهمية التواصل المباشر مع الطفل، إلى جانب أنها لم تكن تنظر إلى السلوكيات السيئة التي يفعلها الطفل على أنها فرصة قيمة لتعليمه وليس لمعاقبته، أو تقويمه، أو ممارسة السلطة عليه، وفي هذا المقال سنتناول أبرز أساليب وتقنيات التربية الحديثة.[١][٢]


ندرج فيما يلي أبرز استراتيجيات وتقنيات التربية الحديثة الفعالة، للمس الآثار الإيجابية لهذه التربية ودورها في بناء المجتمع:[٢][٣]


إعطاء الوقت الكافي للطفل بعد السلوك السيء

أي بمجرد أن يرتكب الطفل سلوكًا خاطئًا يجب على الوالدين أو أحدهما أن يصبر قليلًا ويتريث، ثم ينقل الطفل من المكان الذي ارتكب فيه السلوك الخاطئ إلى مكان آخر بهدف إعطاء الطفل وقتًا كافيًا للتفكير بسبب افتعاله هذا السلوك، وأن يعترف حقًا بفعلته، بهدف تحدث الطفل وإبداء مشاعره، ومساعدة الطفل على تحديد هذه المشاعر من خلال الحوار معه ببعض الجمل التي تحمل استفهامًا كالقول له "يبدو أنك الآن غاضبًا جدًا من كذا وكذا" ويتم ذكر الموضوع له، وبعد ذلك سؤاله عن المشكلة، الهدف في هذه الاستراتيجية تعليم الطفل كيفية التعامل مع مشاعره قبل أن يتجاوزها.


منح الطفل الثقة والإيمان به

يجب أن يكون الآباء هم المشجعون لأطفالهم والإيمان بقدراتهم وإشعارهم بهذا الأمر؛ حينها سيحاول الطفل بجدية أكبر وسيبذل كل ما بوسعه ليكون نسخة أفضل من نفسه، كما أن هذا السلوك يساعد الطفل في بناء ثقته بنفسه، وسيتعلم كيفية تحقيق أهدافه عند الفخر بقدراته، ولا يتطلب الأمر سوى لتذكير الطفل بإنجازاته ونجاحاته السابقة في كل مرة يواجه فيها تحديًا أو منافسة سوية وودية بينه وبين أقرانه، لمنحه الطاقة الإجابية الكافية.


ترك الطفل يخطئ ليتعلم

من الضروري عدم إنقاذ الطفل وتقويمه مباشرةً في كل مرة يفشل بها وخاصةً عندما يكون الطفل صغيرًا كي يتعرف على شعور الفشل ويبحث عن كيفية الخروج منه، ولا يتطلب من الوالدين سوى التواجد لتوجيهه، فمثلًا إذا أراد الطفل بناء برج من قطع الألعاب حينها يجب على الوالدين تقديم معلومة ونصيحة له بشأن قاعدة هذا البرج على أنها يجب أن تكون قوية ومتوازنة لينجح الأمر، ولكن إذا أصر الطفل على اتباع طريقته فيجب تركه دون إصلاح ما يفعله، ولكن يمكن توجيهه إذا أراد إصلاح الأمر، وينطبق هذا الأمر على كافة الحالات التي تتطلب حلًا للمشكلات.


التعايش مع مرحلة الطفولة الطبيعية للطفل

يجب أن يعيش كل مرء مرحلة الطفولة ويتمتع بكافة تجاربها، وعلى الآباء خفض التوقعات تجاه سلوكيات أطفالهم خاصةً تلك التي يفعلها البالغون، فالأطفال بطبيعة الأمر يمتلكون نشاطًا بدنيًا أكثر من البالغين، وتتطلب أجسامهم أوقاتًا أكثر للنوم، كما أن فضولهم يعمل طوال الوقت، لذلك ليس من المنطقي التوقع منهم أن يقوموا بسلوكيات البالغين لأنهم ببساطة أطفال؛ وهذه أبسط حقوق الطفل التي يجب أن ينالها.


توقع الآباء أن يكونوا قدوة للطفل والعمل على ذلك

يراقب الأطفال بالطبع سلوكيات آبائهم، ويتخذونهم قدوة في مختلفة مراحل طفولتهم، لذلك من الضروري أن يركز كلًا من الوالدين على سلوكياتهما، وأخلاقهما في التعامل، حتى يحتذي بهما أطفالهما من خلال الممارسات الخلوقة التي تذم الأفعال السيئة وتدعو لكل ما هو جيد، فمثلًا إذا كان أحد الوالدين يلعب مع الطفل أي لعبة كانت يجب ألا يغش أبدًا ويشرح للطفل أنه لن يغش حتى ولو خسر.[٤]


المراجع

  1. "The 5 Core Areas of Modern Parenting", parentingthemodernfamily, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  2. ^ أ ب "The 7 most common parenting styles — with modern makeovers", care, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  3. "12 Pieces of Child Rearing Advice for Today’s Modern Family", lifehack, Retrieved 20/11/2022. Edited.
  4. "Ten Tips for Raising Kids Who Care", psychologytoday, Retrieved 20/11/2022. Edited.