ما هي آثار العنف بأشكاله المختلفة؟

العنف هو نمط من السلوكيات التي يستخدمها شخص ما للتسبب بالأذى والضيق لشخص آخر، حيث يمكن أن تأخذ هذه السلوكيات المسيئة العديد من الأشكال المختلفة منها؛ العنف الجسدي، أو العنف العاطفي، أو العنف الجنسي، أو الإهمال، أو العنف الأسري، أو العنف الاقتصادي، ويتم استخدام العنف في معظم الحالات من قبل المعتدي بغرض التحكم وفرض السيطرة والقوة على الضحية، وغالباً ما يتم استخدام هذه الأساليب العنيفة بشكل متكرر ومنتظم.^[١][٢]

آثار العنف ضدّ المرأة

العنف ضدّ المرأة هو نوع من أنواع الإساءات القائمة على النوع الاجتماعي، حيث أشارت بعض الدراسات التي تم إجراؤها من قبل الأمم المتحدة بأن العنف ضدّ المرأة زاد بشكل ملحوظ في السنوات الأخيرة، إذ يؤثر على المرأة ذاتها وعلى المجتمع بالأشكال التالية:^[٣][٤]

على المرأة

يتسبب العنف ضدّ المرأة بالعديد من المشاكل الجسدية والعقلية والجنسية الخطيرة قصيرة وطويلة الأمد، منها:^[٥]

• الكسور، والجروح، والرضوض، والكدمات، وصولاً إلى الموت أو الميل إلى الانتحار.
• يمكن أن تشمل الآثار الصحية طويلة الأمد؛ الصداع، وآلام الظهر والبطن، وآلام الحوض المزمنة، واضطرابات الجهاز الهضمي، ومحدودية الحركة، وسوء الصحة العامة.
• يزيد التعرّض للعنف أثناء الحمل من احتمالية الإجهاض، أو ولادة الجنين ميتاً، أو الولادة المبكرة، أو انخفاض وزن الأطفال عند الولادة.
• آثار نفسية مثل؛ الاكتئاب، والتوتر، والصدمة، واضطرابات القلق، وصعوبة في النوم، واضطرابات الأكل، حيث وجدت دراسة أجريت عام 2013 أن النساء اللواتي تعرضنّ للعنف هنّ أكثر عرضة للإصابة بالاكتئاب والإدمان على شرب الكحول.
• قد تعاني النساء من العزلة، وعدم القدرة على العمل، وفقدان الدخل، وعدم المشاركة في الأنشطة المجتمعية، والقدرة المحدودة على رعاية أنفسهن وأطفالهن.

على المجتمع

تمتد آثار العنف ضدّ المرأة من المرأة نفسها وعائلتها إلى المجتمع ككل، حيث تشمل:^[٦][٧]

• تكاليفاً باهظة من حيث الرعاية الصحية مخصصة لعلاج الإصابات الجسدية الخطيرة، بالإضافة إلى معالجة العواقب الطبية المباشرة للاعتداء الجسدي أو الجنسي.
• إنفاق مبالغ كبيرة على المشكلات النفسية، بما في ذلك إدارة القلق والغضب، واستعادة النساء الثقة بأنفسهن.
• تكاليف المحاكم والخدمات القانونية لمقاضاة مرتكبي العنف، وتكاليف برامج العلاج للمعتدين الذين يمارسون العنف ضدّ المرأة، وتكاليف الخدمات الاجتماعية مثل خدمات حماية الطفل.
• قد يكون للمرأة التي تتعرض للعنف مساهمة أقل في المجتمع، مما يمنعهن من التقدم في الحياة العملية والانخراط في الاقتصاد المجتمعي وسوق العمل، ويمكن أن يؤدي ذلك أيضاً إلى نقص الإنتاجية وزيادة التكاليف على أصحاب العمل.

آثار العنف الأسري

يُعرّف العنف الأسري بأنه التسبب بالضرر أو الإساءة الجسدية أو النفسية من قبل شخص بالغ في الأسرة من أجل ترسيخ السيطرة والخوف والرهبة من خلال سوء المعاملة، ويؤثر العنف الأسري على صحة الضحية، والأطفال، وعلى سلوكيات الأبوة والأمومة الإيجابية، وعلى الرفاهية الاقتصادية والثقافية للمجتمع، حيث تشمل بعض هذه الآثار على أكثر من مستوى ما يلي:^[٨][٩]

على الأسرة

يؤثر العنف الأسري مباشرة على جميع أفراد الأسرة وعلى بنية الأسرة وتماسكها بالشكل التالي:^[١٠][١١]

• يؤدي العنف الأسري إلى خلق الخوف بين أفراد الأسرة، مما يدمر البيئة الأسرية ويفكك أفرادها.
• يؤدي الصراع الأسري المنتظم إلى مشاكل جسدية لدى الضحية مثل؛ الرضوض، والعلامات المائلة إلى الاحمرار أو الزرقة، أو الكسور، أو التعب المزمن، أو صعوبة التنفس، أو اضطرابات في الأكل والنوم، بالإضافة إلى آثار نفسية مثل؛ الاكتئاب، واضطراب ما بعد الصدمة، والتوتر المزمن، وانعدام الثقة بالذات، والخوف المستمر.
• يكبر الأطفال دون تعلم العلاقات الإيجابية والاحترام والمودة، حيث أشارت الدراسات بأن الأطفال الذين نشأوا في منازل تواجد فيها العنف هم أكثر عرضة لاستخدام العنف في حياتهم المستقبلية للحفاظ على السلطة والسيطرة.
• تشير الدراسات إلى أن العنف الأسري يمكن أن يتسبب بالأذى الجسدي والعاطفي للأطفال والشباب؛ كالاضطراب العاطفي، والقلق المستمر، والأعراض الجسدية مثل؛ الصداع، وآلام المعدة، وعدم القدرة على التركيز في الدراسة، وصعوبة إدارة التوتر، وعدم الثقة بالنفس.
• يمكن أن يؤدي العنف الأسري بشكل مباشر إلى تشرد النساء والأطفال، حيث قد يكون الفرار من المنزل هو الخيار الوحيد للابتعاد عن المعتدي.^[١٢]
• قد يعاني الأشخاص الذين تعايشوا مع العنف الأسري لفترات طويلة من صعوبة في التعلم، ومهارات اجتماعية محدودة، وقد يظهرون سلوكاً عنيفاً أو منحرفاً.^[١٢]

على المجتمع

بما أن الأسرة هي الأساس الذي يقوم عليه المجتمع، فمن المؤكد أن تكون هنالك العديد من الآثار للعنف الأسري على الأمن المجتمعي، منها:^[١٣][١٤]

• تكاليف خدمات الرعاية الصحية، والخدمات الاجتماعية، والاستشارات، وخدمات الشرطة، والعدالة الجنائية، والخدمات القانونية، وتكاليف النقل والإسكان، وخدمات اللجوء الأخرى التي يستخدمها ضحايا العنف الأسري، وخدمات التعليم الخاص، والتأهيل لعلاج الأطفال الذين تعرضوا العنف الأسري.
• ارتفاع معدلات تعاطي المخدرات والكحول، وزيادة مشاكل الصحة العقلية في المجتمع.^[١١]
• بالإضافة إلى تفكيك الوحدة الأسرية الأساسية في المجتمع، فإن العنف الأسري يسبب فساداً في المجتمع بأكمله، وتزيد حالات استخدام العنف بسببه في أماكن وسياقات أخرى.
• يمكن أن يُعزى تزايد حالات التشرد في المجتمع إلى عدد قليل من العوامل الحاسمة، بما في ذلك العنف الأسري.

آثار العنف ضدّ الأطفال

يحدث العنف ضدّ الأطفال عندما يتسبب أحد الوالدين أو مقدم الرعاية بحدوث إصابة جسدية أو عاطفية أو إلحاق ضرر جسيم بصحة الطفل، حيث تشمل أشكال هذا العنف؛ الإهمال، والاعتداء الجسدي، والاستغلال، والاعتداء الجنسي، والعنف اللفظي، أو العاطفي، حيث يؤثر العنف ضدّ الأطفال على المستويات التالية:^[١٥]

على الطفل نفسه

يتسبب العنف ضد الأطفال بالكثير من العواقب التي يعاني منها الضحايا الصغار، منها:^[١٦][١٧]

• قد يتسبب العنف ببعض الآثار الجسدية الخطيرة طويلة وقصيرة المدى، خاصة أن الأطفال هم من الفئات الضعيفة التي تكون غالباً غير قادرة على حماية نفسها أو الدفاع عن نفسها أمام شخص بالغ، وتشمل هذه الآثار؛ الكدمات، وآلام المعدة، والصداع، وقلة الحركة، ومشاكل في التغذية، وقصر النظر، وقلة النمو، ويمكن أن تصل إلى الموت.
• من أهم الآثار التي يعاني منها الأطفال المعرّضين للعنف هي؛ الآثار النفسية مثل شعور الضحية بالعزلة والخوف، والتي يمكن أن تؤدي إلى عواقب نفسية تستمر مدى الحياة، إذ تظهر على شكل صعوبات تعليمية، وتدني احترام الذات، والاكتئاب المزمن، وصعوبة في تكوين العلاقات والحفاظ عليها.
• تعاطي المخدرات والكحول، حيث أثبتت الدراسات أن البالغين الذين تعرضوا للعنف في طفولتهم يواجهون خطراً أكبر للإصابة باضطرابات تعاطي المخدرات أكثر من البالغين الذين كانت طفولتهم طبيعية.
• يمكن أن يتسبب العنف ضدّ الأطفال بميل الطفل نفسه إلى استخدام العنف في المدرسة أو في الحيّ، وقد يستمر استخدام العنف حتى عند البلوغ، حيث يؤدي ذلك إلى زيادة الإجرام وجنوح الأحداث، حيث وجد المعهد الوطني للعدالة التابع لوزارة العدل الأمريكية بأن الأطفال الذين يتعرضون للعنف الجسدي أو العاطفي هم أكثر عرضة لتطوير سلوكيات معادية للمجتمع، وتكوين علاقات مع أشخاص آخرين غير اجتماعيين.
• قد يتسبب العنف بصعوبات التعلم لدى الأطفال أو ضعف التحصيل الدراسي.

على المجتمع

على الرغم من أن العواقب الجسدية والنفسية والسلوكية للعنف ضدّ الأطفال تثقل كاهل الأطفال نفسهم، إلا أن تأثير العنف لا ينتهي عند هذا الحدّ، حيث يدفع المجتمع ثمناً لانتشار العنف ضدّ الأطفال وإهمالهم بالأشكال التالية:^[١٦][١٨]

• التكاليف المباشرة مثل؛ مدفوعات الحضانة، والإدخال إلى المستشفيات، والتكاليف غير المباشرة مثل؛ الرعاية طويلة الأجل، والإنتاجية المفقودة في المدرسة، وتكاليف أنظمة العدالة الجنائية والأحداث.
• يؤدي العنف ضدّ الأطفال إلى انخفاض مستويات التعليم والدخل في المستقبل، كما يرتبط بارتفاع التكاليف الصحية على الفرد والمجتمع في مرحلة البلوغ.
• وجدت دراسة أن تدهور الحالة الصحية للطفل، والصعوبات الاجتماعية والعاطفية، وانخفاض الإنتاجية الاقتصادية، تؤثر سلباً على الرعاية الصحية للدولة والتعليم، والعدالة الجنائية، وأنظمة الرفاهية في البلاد.