تعرف الشائعة بأنها عبارة عن خبر أو قصة غير رسمية ومثيرة للاهتمام قد تكون صحيحة أو مخترعة، إذ يتم انتشارها في أغلب الحالات بسرعة كبيرة من شخص لآخر، حيث يصعب على الناس في بعض الأحيان التفريق بين الشائعات والحقيقة بسهولة؛ وذلك لأن الشائعات بطبيعتها تحتوي على تفاصيل تثير عواطف الناس وتغير من حالتهم المزاجية، مما يؤدي إلى تسببها بالكثير من الآثار السلبية الفورية وطويلة الأمد.[١][٢]


آثار الشائعات المادية والاقتصادية

على الفرد

إليك ما يلي بعض هذه الآثار على الفرد:

  • يمكن أن تؤثر الشائعات على تفضيلات المستهلكين الشخصية للمنتجات، بحيث يصبح لدى الأشخاص الذين يتابعون الشائعات ويصدقونها تفضيلات مختلفة عن الماضي والذي يطلق عليه في عالم الاقتصاد بمصطلح "سلوك المستهلك"، حيث يعرّف بأنه دراسة الاستجابات العاطفية والعقلية للمستهلكين والعمليات التي تؤثر على اختيارهم للمنتجات والخدمات.[٣][٤]
  • تتسبب الشائعات بمشاعر الخوف الذي يؤثر سلباً على الإنتاجية والإنجاز للأفراد، مما يؤدي إلى عرقلة العمل الجماعي داخل المشاريع ويحول دون تحقيق المزيد من التقدم والازدهار على المستوى الاقتصادي.[٥]


على المجتمع

إليك ما يلي بعض هذه الآثار على المجتمع:[٤]

  • تُعتبر الشائعات جزءاً من أجزاء الحياة الاقتصادية، حيث يتأثر المتداولون بشكل كبير بالأخبار المتعلقة بأي نوع من البيانات الاقتصادية؛ مثل معدلات البطالة، ومعدلات الفائدة، ومعدلات النمو وغيرها.
  • يمكن أن يكون للشائعات الخاصة بصناعة معينة تأثيرات واضحة على أسعار الأسهم المعنية، مما يؤثر على إنتاجية وسير عمل هذه الصناعات.
  • قد تؤدي الشائعات إلى خسارة الشركات وانخفاض شديد في الأرباح، ومن الأمثلة على ذلك الشائعة التي انتشرت في أوروبا لأكثر من عشر سنوات اتهمت فيها عشر ماركات معروفة من المنتجات الغذائية بأنها سامة وتؤدي إلى الإصابة بالسرطان، مما أدى إلى ابتعاد المستهلكين عن هذه المنتجات وتحمّل الشركات المصنعة لها العديد من الخسائر الفادحة.


آثار الشائعات النفسية والمعنوية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:[٦][٧]

  • تتسبب الشائعات بظهور الأمراض النفسية، بالإضافة إلى توليد مشاعر الحقد والكراهية لدى البعض، مما يؤدي إلى تفكيك الروابط الاجتماعية بين العائلات وأفراد المجتمع، وجعلهم معرضين بشكل أكبر لقبول شائعات جديدة دخيلة ومضرة.
  • قد ينتج عن الشائعات الرغبة في التسبب بإيذاء النفس والعزلة عن الباقي والاكتئاب، مما قد يؤدي إلى ميول الأفراد إلى استخدام العنف مع الآخرين؛ بسبب انعدام الثقة بالإضافة إلى تخريب الممتلكات العامة.
  • قد تزيد الشائعات من مستويات القلق لدى الأفراد خاصة لدى الأشخاص الذين لديهم مشاكل مسبقة مع اضطرابات القلق، حيث يقضون وقتاً أطول على الإنترنت للبحث عن المعلومات والتأكد من الشائعات، وتظهر العديد من التقارير بأن هنالك زيادة في نشاط وسائل التواصل الاجتماعي عبر الإنترنت؛ بسبب الاتصال المستمر بالأخبار الوطنية والعالمية، مما يؤدي إلى إدمان الأشخاص القلقين بطبيعتهم على البحث عن المعلومات بشكل غير صحي ومؤذٍ للصحة النفسية.
  • يمكن أن يسبب انتشار الشائعات مشاكل صحية عقلية طويلة الأمد، بما في ذلك اضطراب ما بعد الصدمة، أو نوبات الذعر، أو الشعور بالذنب، أو الميول إلى التفكير بالانتحار، مما يؤدي إلى التأثير سلباً على معنويات وعلاقات أفراد المجتمع ككل.[٢]
  • عندما يعاني شخص ما من التوتر أو الخوف الشديد، تصبح الشائعات أكثر فاعلية، وتزيد من حالة الاضطراب لدى ذلك الشخص.
  • في حالات انتشار الأمراض الجديدة، لا تواجه الأنظمة الصحية في جميع أنحاء العالم تحديات كبيرة فحسب، بل يؤدي ذلك أيضًا إلى زيادة انتشار العديد من الشائعات والمعلومات الخاطئة فيما يتعلق بمسببات المرض ونتائجه والوقاية منه وعلاجه، حيث أن انتشار مثل هذه المعلومات المضللة يخفي السلوكيات الصحية ويعزز الممارسات الخاطئة التي تزيد من انتشار الفيروس، وبالتالي تؤدي في النهاية إلى نتائج صحية جسدية وعقلية سيئة بين الأفراد.[٨]


آثار الشائعات الاجتماعية

إليك ما يلي بعض هذه الآثار:[٦][٩]

  • تفكك المجتمع وانعدام الشعور بالانتماء، خاصة أن انتشار الشائعات يمس بالبنيان الاجتماعي، مما يؤدي إلى تدمير القيم والتكامل بين الأفراد في حال استمرار انتشار الشائعة دون نفيها من مصدر رسمي.
  • تؤثر الشائعات بشكل سلبي على الأخلاق المجتمعية مثل؛ الصدق، والأمانة، والتعاون، والتكافل، والإيثار، والشعور بالمواطنة، كما تؤدي إلى تدني المعنويات وإثارة الشك، وشعور المواطنين بالخطر والقلق من أي معلومة قد تنتشر في المجتمع حتى لو كانت لا تشكل تهديداً حقيقياً على أي شخص.
  • انعدام الشعور بالأمن؛ وذلك لأن الشائعة تترك الأفراد يعيشون في دائرة لا تنتهي من الخوف، وتؤثر على مناحي حياتهم الاقتصادية والاجتماعية والنفسية، وذلك في حالة عدم وجود الوعي اللازم للتأكد من المعلومات قبل تصديقها.
  • تؤدي الشائعات في الكثير من الحالات إلى التفكك الأسري، والتي تعتبر مشكلة اجتماعية تؤدي إلى تفكك العلاقات بين العائلات، والتأثير على الصحة النفسية وقيم الأطفال وجميع الأفراد داخل الأسرة.

المراجع

  1. "RUMOUR", Cambridge Dictionary, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  2. ^ أ ب Nayana Ambardekar (8/2/2020), "Rumors, Gossip, and Your Health", WebMD, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  3. "Consumer behavior in marketing – patterns, types, segmentation", omniconvert, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب Michael Kosfeld, Rumours and Markets, Page 6. Edited.
  5. "موضوع عن الآثار السلبية للإشاعات"، موسوعة المعلومات بيت، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
  6. ^ أ ب نجوى الجزار، Departments and Offices/Mass Communication/documents/Capstone/project_study.pdf محاربة الشائعات، صفحة 8. بتصرّف.
  7. "Mental health issues mediate social media use in rumors: Implication for media based mental health literacy", US National Library of Medicine, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  8. Samia Tasnim, Mahbub Hossain, Hoimonty Mazumder (2/4/2020), "Impact of Rumors and Misinformation on COVID-19 in Social Media", Journal of Preventive Medicine and Public Health, Retrieved 14/6/2021. Edited.
  9. Akinlolu Makinwa , CHALLENGES OF DISINTEGRATING FAMILY LIFE TO YOUTH MINISTRY: A PRACTICAL THEOLOGICAL INVESTIGATION, Page 5. Edited.