يعد من الضروري أن تكون البيئة الأسرية بيئة آمنة تلبي الاحتياجات البيولوجية والنفسية والاجتماعية لجميع أفرادها، وعلينا أن نعلم بأن أساس هذه البيئة يتأثر بالعنف، والذي يعاني منه أضعف أفرادها ولا سيما الأطفال أكثر من بقية الأفراد، لذلك من المهم أن رفع وعي هؤلاء الأفراد حول قضية العنف، ومنع حدوثها، والتحقيق فيها إن وجِدت، وحلها، ومعاقبة مرتكبيها، ويعرف قانون منع العنف المنزلي بأنه منع أي شكل من أشكال العنف الذي يمارسه أحد أفراد الأسرة سواء أكان عنفًا جسديًا أو نفسيًا أو جنسيًا.[١]


طرق الوقاية من العنف الأسري

قد تتعرض أكثر من ثلث النساء، وواحد من كل 12 رجلًا للعنف الأُسري من شركائهم، وهذه النسبة كفيلة بأن تحرك وعينا اتجاه قضية العنف الأسري، لذلك نطرح فيما يلي ذكر لبعض الطرق التي تسهم في منع والوقاية من هذه الآفة:[٢]

سلك طريق الوقاية الأولية

تعمل هذه الوقاية على وقف العنف الأُسري، فهو آفة تستهدف المجتمع ككل، إضافةً لمجموعات محددة داخله، ولمنع العنف الأُسري يجب أن تتغيَّر المواقف والظروف الاجتماعية التي تسمح أو تهيء لحدوثه، ويحدث هذا التغيير من خلال؛ السعي للاحترام بين العلاقات، والوقوف بوجه المجتمعات التي تتغاضى عن العنف ضدّ المرأة، وتغيير الثقافة التي ترى بأنه أمر معتاد، واستخدام مجموعات متنوعة من الأساليب التكاملية لمنع حدوث هذه الظاهرة وتداركها.[٣]


التدخل المبكر

يهدف هذا الإجراء إلى تحديد الأفراد الذين يعانون من العنف الأُسري ودعمهم؛ لغاية إيقاف العلامات المُبكرة للعنف من التصعيد، أو منع تكرار العُنف، أو الحدّ من الضرر على المدى الطويل، ويمكن أن يتم هذا النوع من الوقاية في جميع الأماكن، حيث يتواجد الأفراد الذين قد يوفرون المساعدة لهؤلاء الضحايا مثل؛ أماكن الرعاية الصحية، ومراكز الصحة النفسية، والمستشفيات، ومجموعات المجتمع المحلي، والمدارس، وأماكن رعاية الأطفال، ويمكن لأيّ فرد أن يتخذ هذه الطريقة ويقدم المساعدة والدعم بطريقة احترازية.[٣]


الاستجابة للأزمات

يتم هذا النوع من الوقاية عندما يحتاج الناجون من العنف الأُسري إلى الدعم ليبقوا في أمان من الشخص الذي مارس العنف الأُسري ضدهم، وقد لا يزالون في علاقة تجمعهم به، أو عند تخطيطهم للمغادرة، أو قد غادروه بالفعل، وتعود أهمية هذا النوع من الوقاية بسبب المخاطر التي يتعرض لها ضحايا العنف الأُسري التي تكون قاتلة في بعض الأحيان، ولأنها تمنع الأذى وتنقذ الأرواح في بعض الحالات، إضافةً إلى تقديم الدعم المناسب للضحايا الناجين مما يجعلهم قابلين للتعافي والازدهار بعد هذا العنف الأُسري.[٣]


تحديد العوامل التي تُحفز لحدوث العُنف الأسري

تعين العوامل التي تؤدي لزيادة وتصعيد المواقف المتوترة، على كل فرد من أفراد الأُسرة أن يراقب نفسه وتصرفاته، ويحتفظ بملاحظاته، وإن وجد بأنه غير قادر على السيطرة عندما يكون غاضبًا أو متعبًا أو مُنشغلًا فعليه أن يبتعد عن بقية الأفراد مُباشرةً.[٤]


دور المؤسسات والمنظمات في الوقاية من العنف الأسري

فيما يلي نطرح بعض الأمور التي يجب على المنظمات والمؤسسات اتخاذها للوقاية والحد من العنف الأُسري:[٥][٦]

  • تعزيز الرعاية الشاملة لتحديد احتياجات المرأة لكونها الفرد الأكثر عُرضة لهذه الآفة، وتحديد الخدمات الواجبة على كل وكالة، وإحالتها للجهة المعنية للتفكير باحتياجاتها لمعالجة العنف ضدّ المرأة.
  • تطوير منظور شامل مع مراعاة الجوانب البيولوجية والنفسية، إضافةً إلى جانب القضايا القانونية، والاجتماعية، والاقتصادية، والقضايا المتعلقة بمؤسسات ومراكز الشرطة.
  • العناية بصحة الضحايا من خلال منع وتشخيص وعلاج الضرر الجسدي أو النفسي الناشئ عن تجربة حالة من حالات العُنف الأُسري.
  • الاهتمام النفسي والاجتماعي من خلال ضمان ظروف البقاء الكريمة والتكيف مع التطورات الجديدة، وإعادة التأهيل النفسي والعاطفي للضحايا، والبحث عن بدائل جديدة للحياة.
  • تطوير آلية التواصل مع المنظمات والجهات المعنية بمنع ومناهضة العنف الأُسري والقضاء عليه، بكافة الوسائل الممكنة وأبسطها وأسهلها.
  • تنفيذ القانون من الجهات المُختصة مُباشرة اتجاه قضايا العنف المُرتكبة بحقّ ضحايا العُنف المنزلي، بحيث ترأسُها سلطة مجتمعية معروفة وواضحة تقدم خدماتها مجانًا.
  • حماية سلامة ضحايا العنف الأُسري وتشديد مُساءلة الجاني من قبل الشرطة بصفتهم المستجيب الأول في معالجة جميع حوادث العُنف.
  • تدريب ضباط إنفاذ القانون على تحديد العنف المنزلي والعنف المتعلق بالشريك وكيفية التصرف وِفقًا لذلك.


آثار العنف الأسري على الأفراد والمجتمعات

تعد الآثار والعواقب المترتبة على ظاهرة العنف الأسري كثيرة للحدّ الذي لا نعلم شيئًا عن بعضها نظرًا لخفيتها من قِبل الجاني والضحية، ولكن نذكر بعضًا من الآثار الظاهرة على الأفراد والمجتمع والتي لا تعد ولا تحصى:[٧][٨]

  • تعرض الأطفال في الأسرة التي تتعرض لهذه المشكلة للعنف الجسدي مباشرة عند محاولتهم حماية أحد أفراد العائلة من العنف، أو عند محاولة منع المعتدي من العنف، ويعد الأطفال الأكثر مشاهدة للعنف الأُسري أكثر عرضة للإيذاء أو الإهمال.
  • يتعرض الأطفال الذين يعيشون في أُسر يسود بها العنف الأسري إلى تعاطي المواد الممنوعة والخطرة على حياتهم.
  • عند إساءة معاملة المسنين ضمن العنف الأسري يجعلهم أكثر عرضة للعزلة الذاتية والشعور بالعجز، وخاصةً إن شمل العنف إيذاء جسدي، أو لفظي، أو الإهمال الصحي؛ كتقرحات الاستلقاء، وسوء تلقي الأدوية، أو السيطرة المالية عليهم وحرمانهم من الاحتياجات الضرورية لاستمرار حياتهم.
  • تشرد الضحايا، مما يزيد الطلب على المساعدة وتقديم خدمات التشرد جرّاء مشكلة العنف الأسري.
  • عاهات دائمة وإصابات ومشاكل بالصحة الجسدية لا يمكن علاجها طبيًا.
  • الصدمات النفسية والعاطفية التي تدمر الضحايا، وتؤثر على صحتهم الجسدية والعقلية والعاطفية، وتعرضهم لمرض الاكتئاب، وشعورهم بالعار والغضب، وتعزيز رغبتهم بالانتحار والتخلص من حياتهم.
  • تدمير البيئة الأُسرية وتفكيكها من خلال؛ العنف، والتهديد، والخوف المسيطرين على الجو العام في المنزل.
  • محاولة هروب الضحايا من الجاني.
  • توليد صراعات منزلية مستمرة.
  • يكلف العنف المنزلي أعباء ضخمة على الاقتصاد في محاولة الحماية وحل المشكلة.
  • عدم تعلم أطفال الضحايا والجُناة الاحترام وبناء العلاقات الصحية الإيجابية.
  • سجن ومنع حرية المعتدين وتغريمهم.
  • صعوبة ذهاب الأطفال إلى المدرسة والقيام بالعمل المدرسي كما يجب.
  • لجوء الأطفال إلى سلوك ظاهرة التنمر، أو تعرضه لأن يصبح ضحية لهذه الظاهرة.
  • زيادة العدوانية عند الأطفال ضدّ زملائهم وأصدقائهم في المدرسة والمجتمع.
  • يعاني ضحايا العنف الأسري من اضطراب ما بعد الصدمة؛ وذلك نتيجة لاسترجاعهم ذكريات الماضي المؤلمة، ولتعرضهم للقلق الشديد.[٩]
  • يتعرض الضحايا والأفراد الشاهدين على العنف الأُسري لليأس، والشعور بالإحباط، والخوف من المستقبل، وقلة الثقة بالنفس والانطفاء الروحي، وتغيرات في أنماط الأكل والنوم.[٩]


المراجع

  1. "Prevention of domestic violence", gov.si, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  2. "10 Ways You Can Help Prevent Domestic Violence Locally", domesticshelters, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "PREVENTION AND RESPONSE TO FAMILY VIOLENCE", dvvic, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  4. "7 Steps to End Family Violence", allprodad, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  5. "Process of dealing with violence against women: intersectoral coordination and full attention1", scielo, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  6. "Role of Police", stopvaw, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  7. "The impact of domestic violence on individuals", mja, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  8. "The effects of domestic and family violence", nsw, Retrieved 30/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب "Effects of Domestic Violence", joyfulheartfoundation, Retrieved 30/5/2021. Edited.