يُعرف الشخص المتسول بأنه شخص فقير يسأل الآخرين من أجل أهداف متعددة مثل؛ الحصول على المال، أو على الطعام، ومعظم هؤلاء الأشخاص لا يملكون مأوى، ولم يتمكنوا من الحصول على وظائف، ويعيش هذا الشخص على التسول أي تُعد وظيفته الرئيسية لقوت يومه، ويستخدم المتسولون طرقًا مختلفة لاستجلاب العاطفة والرحمة، ومن أسباب حدوث هذه الظاهرة؛ الفقر، والتفكك الأسري، والإعاقات الجسدية، والحاجة للمكاسب المادية المستعجلة، أو اتخاذ هذه الظاهر كمهنة أساسية.[١][٢]


آثار التسول المادية والاقتصادية

لظاهرة التسول آثار اقتصادية متعددة نذكر أبرزها فيما يلي:

  • زيادة ظاهرة البطالة التي تؤثر اقتصاديًا، إذّ تميل أغلب الشركات إلى اتخاذ قرارات توظيف في مجتمعات اقتصادية شحيحة الموارد، ويطلب أصحاب العمل الأيدي العاملة، ويقدم العمال ساعات عمل بناءً على أجور العمل المعروضة، وهذا النموذج الضيّق المستخدم أدى إلى استغلال المتسولين لهذه الظاهرة وعدها سوق عمل خاص بهم، فيرى المتسول أنه سيكسب في الشارع أكثر من اكتسابه في هذه الوظائف الخانقة.[٣]
  • تُعيق ظاهرة التسول حركة المرور، وتضعف تدفق السياح إلى المدينة التي تُمارس فيها هذه الظاهرة، مما يؤدي إلى إضعاف اقتصاد الدولة، وعدا عن أن المتسولين قد يخلفون آثارًا صحية سلبية على السكان؛ وذلك نظرًا لعدم وجود ملجأ لهؤلاء المتسولين، ولا مكان لقضاء حاجاتهم البيولوجية اليومية، مما يزيد من العبء على عاتق الدولة لتقديم الخدمات الصحية.[٤]


آثار التسول النفسية والمعنوية

أمّا فيما يتعلق بالآثار النفسية السلبية لهذه الآفة فنذكر منها ما يلي:[٥]

  • قضى معظم المتسولين على حس التعفف البشري بداخلهم، وعن الشعور بالكرامة التي تمنع الاستجداء والطلب في أي حال من الأحوال، إضافةً لتدمير علاقته بذاته وعدم احترامها وتقديرها؛ وذلك لأنه يتصرف بطريقة سلبية خارجة عن الطبيعة.
  • يتعرض أغلب المتسولين إلى إساءة المعاملة، إذ يرونهم معظم الأشخاص الآخرين مصدرًا للإزعاج، ويُنظر إليهم على أنهم مجرمون بحق أنفسهم بسبب السلوكيات والتعبيرات التي يسلكونها أثناء ممارستهم لظاهرة التسول، وبالتالي يفقدون الحساسية والشعور اتجاه هذه المسائل حتى يُجرحوا جرحًا اجتماعيًا عميقًا لا يشفون منه.


آثار التسول الاجتماعية

فيما يلي بعض الآثار الاجتماعية لظاهرة التسول:[٦]

  • ازدياد ظاهر الاعتداء الجنسي، خاصةً إن كانت فئات المتسولين من النساء والأطفال، مما يزيد من انتشار الأمراض المنقولة جنسيًا، وبالتالي ازدياد عرضة هؤلاء المتسولين وبقية السكان لخطر هذه الظاهرة.
  • التعرض للاختطاف، وقد كثرت هذه الظاهرة المفجعة واللاإنسانية في الآونة الأخيرة، فقد تم الاتجار بالنساء والأطفال المتسولين، مما أدى إلى ظهور هذه الآفة في المجتمع، إذ يتعرض المتسولين لخطر الاختطاف ويُجبرون على المشاركة في أعمال قسرية.
  • ظهور الجريمة المجتمعية والتجارة بالمخدرات والمواد الممنوعة، وفي دراسات أنه إن كان هنالك ما نسبته 82% من المتسولين لم يفعلوا هذه السولكيات سيفعلون سلوكيات إجرامية أخرى، أمّا بالنسبة للمتسولين الذين ينخرطون في تجارة الممنوعات فيُحفزون من قبل تجار المخدرات بوعدهم بحياة أفضل.
  • التعرض لمخاطر الإصابة في الحوادث، وكثير ما تحدث في المناطق التي تعاني من حركات مرور كثيفة، وقد يتعرض المتسولون لحوادث الدهس من قبل السائقين المتهورين، ويشكلون نسبة كبيرة من ضحايا هذه الحوادث.


آثار التسول الأخرى

بعد ذكرنا للآثار على وجه الاختصاص لكل جانب من الجوانب السابقة نذكر بعضًا من الآثار الأخرى لهذه الآفة:[٧]

  • قد يضطر الأطفال المتسولون أو المجبورين على التسول قسرًا إلى التسرب من المدارس، وبالتالي تدني تحصيلهم العلمي، وهذا الأمر منتشر بكثرة في المجتمعات، وكثيرًا ما يتواجد أطفال يمارسون التسول في أوقات دوام المدرسة، وبديهيًا عند ترك المدرسة لن يستطيعوا إكمال تعليمهم في الكلية.
  • إضاعة المال أو تكديسه أو وضعه في غير مكانه الصحيح، ولن توضع هذه الأموال المُعطاة للمتسولين في مشاريع إنتاجية، ولا في أي مؤسسات قد تساهم في مساعدة ودعم الأسر الفقيرة والمحتاجة.
  • تشرد الكثير من المتسولين الأطفال وكبار السن في الشوارع، وتعوّدهم على النوم في الساحات العامة دون الاكتراث لمكان نومهم أو جلوسهم، وهذه الظاهرة منتشرة كثيرًا في الحدائق والمنتزهات.
  • اكتساب الأطفال والبالغين للكثير من السلوكيات والممارسات السيئة؛ كالإدمان، والتدخين، وغيرها من الآثار التي تعد خطيرة للغاية على الأفراد والمجتمع، ويخلق التسول بيئة خصبة ومُشجعة للسلوكيات الخارجة عن الأخلاق والمبادئ.
  • تعرض المتسولين وخاصةً النساء والأطفال والفتيات الصغار إلى مخاطر الانحراف والجريمة، إذ تجلب هذه الظاهر كل عوامل الدمار لتعرضهم لكافة أطياف الناس، وتزرع في دواخلهم بذور الإجرام والانحراف.
  • يتعرض المتسولون لخطورة كبيرة على صحتهم؛ ويعود ذلك الأمر بسبب قيامهم بالعديد من الممارسات غير الصحية؛ كتناول الطعام والشراب في الشوارع دون التأكد من سلامة ونظافة الطعام، أو نظافة أيديهم، مما يُعرضهم لأمراض في المعدة، إضافةً إلى عيشهم في ظروف معيشية سيئة لا توفر المعايير الصحية المناسبة للعيش بسلامة، وتسبب لهم أمراضًا متعددة مثل؛ مرض الربو، والسل، ومشاكل في النظر.[٨]


المراجع

  1. "beggar ", vocabulary, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  2. "The Phenomenon Of Begging And Its Treatment In Islam Comparative Study Of Religions", produccioncientificaluz, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  3. "The Economics of Begging", chicagopolicyreview, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  4. "Begging in a Fast-Growing City: Impacts and Measures in Bahir Dar, Ethiopia", internationaljournalcorner, Retrieved 25/6/2021. Edited.
  5. Mustafa , BEGGARY AS A MEANS OF EMOTIONAL EXPLOITATION: A QUALITATIVE INQUIRY INTO THE BEGGARY IN SIVAS, Page 3. Edited.
  6. Osa Edoh Gloria ,Ayano Samuel, The Prevalence of Street Begging in Nigeria and the Counseling Intervention Strategies, Page 3. Edited.
  7. علي عودة الشرفات، الشرفات ظاهرة التسول.pdf ظاهرة التسول حكمها وآثارها وطرق علاجها في الفقه الإسلامي، صفحة 10. بتصرّف.
  8. Dr Menka, Tarique Hassan, BEGGING IS A CURSE ON SOCIETY: AN EMPIRICAL STUDY, Page 49 50. Edited.