يعرف القمار بأنه عبارة عن لعبة ورق تُلعب بأشكال مختلفة في جميع أنحاء العالم، حيث يجب على اللاعب أن ينادي أو يبدأ بالرهان، أو زيادة أو رفع الرهان، أو الانسحاب، وتعد أمريكا الشمالية منبعها الأصلي، حيث يتم لعبها في المنازل، ونوادي البوكر، وعبر الإنترنت وغيرها من الأماكن؛ إذ يراهن فيها اللاعب على أن قيمة الأوراق التي معه أكبر من تلك التي مع الآخرين، حيث يجب على اللاعبين الآخرين إما أن يقوموا بمعادلة أو رفع الرهان أو الانسحاب، واللاعب الذي يحمل أعلى توزيع ورق في نهاية الرهان هو الرابح؛[١][٢] أي أنها عبارة عن مراهنة بالمال، أو الممتلكات مقابل كسب أموال أكثر.[٣]
آثار القمار المادية والاقتصادية
فيما يلي آثار القمار التي تترتب على الفرد والمجتمع اقتصادياً:[٤][٥]
آثار القمار السلبية:
- بلغت النسبة ما يقارب 46% من المراهقين الذين سرقوا من عائلاتهم، و12% سرقوا من آخرين، و31% ممن باعوا ممتلكاتهم، مما أدى إلى حدوث مشاكل اقتصادية لدى العائلات والمجتمعات بشكل عام.
- وفقًا لدراسة أجريت سابقًا، فقد دفع المقامرين جميع أموالهم في سبيل هذه اللعبة، بما في ذلك الدفع ببطاقات الائتمان، ووصلت النسبة إلى 38.7%، وأخذ الديون من الأصدقاء والأقارب بنسبة 32.9٪، والقروض من البنوك والمؤسسات المالية بنسبة 29.8%.
- أفادت الدراسات بأن عدداً كبيراً من الموظفين قد فقدوا وظائفهم، مما أدى إلى ارتفاع معدلات البطالة.
- نظراً لسرعة الإدمان عليها فقد أدت إلى الإفلاس، ففي إحدى الأبحاث وجد أن 28% من 60 مقامرًا مدمنًا أفادوا أنهم تقدموا بالإبلاغ والإعلان عن إفلاسهم، أو أبلغوا عن ديون تتراوح ما بين 75000-150.000 دولار.
- بلغ متوسط ديون المقامر أكثر من 40 ألف دولار من الديون غير المضمنة والمرهونة، ويمتلك متوسط ثماني بطاقات ائتمان بأرصدة تتراوح ما بين 5000-10000 دولار لكل منها، وإجمالاً فإن المجموعة التي أجريت عليها الأبحاث تبين أنها مدينة بنحو 1.1 مليون دولار، باستثناء الرهون العقارية ومدفوعات السيارات وضرائب الدخل.
هذا وتجدر اللإشارة إلى أن بعض المجتمعات الغربية ترى أن للقمار آثارًا إيجابية على اقتصاد المجتمع؛ ووفقًا لجمعية الألعاب الأمريكية بلغت قيمة هذه الصناعة 41.7 مليار دولار في عام 2018، وهو ما يمثل نموًا بنسبة 3.5% عن العام السابق، بالإضافة إلى أنها ترى أيضاً تأثير القمارعلى العمالة والتوظيف والأجور، وذلك لأن المقاهي تقوم بتوظيف العديد من العاملين في أقسام مختلفة سواء رجال أمن أو محاسبين.
آثار القمار النفسية والمعنوية
إليك ما تسببه القمار نفسياً:[٦][٧]
- تسبب الإدمان، ويحدث ذلك بشكل تدريجي، ويمكن أن تكون له العديد من التداعيات النفسية، والجسدية، والاجتماعية السلبية، ويصنف ضمن اضطراب السيطرة على الانفعالات، وتم تضمينه في الدليل التشخيصي والإحصائي للجمعية الأمريكية للطب النفسي.
- قد يعاني الأشخاص المدمنون من الاكتئاب، والصداع النصفي، والضيق، والاضطرابات المعوية، وغيرها من المشاكل المرتبطة بالقلق.
- كما هو الحال مع أنواع الإدمان الأخرى، يمكن أن تؤدي إلى الشعور باليأس والعجز، وفي بعض الحالات يمكن أن يؤدي أحياناً إلى محاولات الانتحار.
- قد يعاني بعض الأشخاص أيضًا من الإدمان على الكحول أو المخدرات.
- تسبب استخدام بعض الأدوية؛ على سبيل المثال الأدوية المضادة للذهان، ومنبهات الدوبامين، والتي تعمل بدورها على زيادة احتمالية الإدمان على القمار.
- تؤدي أحياناً إلى حدوث اضطرابات في الصحة العقلية؛ أي يمكن أن تتسبب باضطراب ثنائي القطب، أو الوسواس القهري، وحتى اضطرابات في التركيز.
آثار القمار الاجتماعية
فيما يلي مجموعة من الآثار الاجتماعية الناتجة عن القمار:[٨]
- تؤدي إلى زيادة معدلات الجريمة، وإضاعة الوقت بشكل عام ووقت العمل بشكل خاص، والمشاكل التي تواجهها عائلات مدمني القمار.
- تؤدي إلى تفكك الأسر وارتفاع معدلات الطلاق، حيث وصلت إلى أكثر من 53.5%.
الآثار القمار البيولوجية
إليك بعض هذه الآثار:[٨]
- بدأت الأبحاث والدراسات الحديثة بدراسة تأثير القمار وإدمانها على الدماغ والجسم، وأظهرت تغيرًا في العمليات العصبية الحيوية، مما يعني أنها ستؤدي إلى فهم أفضل لعملية السلوكيات المسببة للإدمان؛ لأنه لا توجد مواد مضرة للأعصاب مثل الكوكايين أو الميثامفيتامين التي قد يتلقاها الشخص.
- تشير أعمال التصوير العصبي التي أجريت إلى أن مناطق الدماغ مثل الحزامية الأمامية، والقشرة الأمامية، المدارية، ودائرة الدماغ المتوسط، تشبه تلك الموجودة والناتجة عن تعاطي المخدرات.
- أشارت الدراسات الكيميائية العصبية إلى حدوث تغييرات في أنظمة الدوبامين، والسيروتونين، والنورادرينالين للأشخاص المدمنين والمقبلين على القمار.
- ذكرت إحدى الدراسات أن تركيزات الدوبامين كانت أقل في السائل الدماغي الشوكي لهؤلاء الأشخاص مقارنةً مع الآخرين.
- قلة واضطرابات في النوم، حيث أن للحرمان من النوم تأثيرًا على الصحة الطبية والنفسية، وتشمل عادةً الإعاقة الحركية والإدراكية، وتقلب المزاج، وخلل التنظيم المناعي، وأحياناً اللعب دون الوعي بذلك.
المراجع
- ↑ "poker", merriam-webster, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ Albert H. Morehead , "Poker", britannica, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ DI.pdf "Is Gambling Harmful To Our Society?", Daniels Fund Ethics Initiative - University of New Mexico, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ "The Economic Impact of Gambling", Retail Insider Media, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ "Pathological Gambling: A Critical Review ", National Academy of Sciences, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ Tim Newman, "What's to know about gambling addiction", medical news today, Retrieved 15/6/2021. Edited.
- ↑ "القمار القهري"، مايو كلينك، اطّلع عليه بتاريخ 15/6/2021. بتصرّف.
- ^ أ ب Timothy W. Fong, "The Biopsychosocial Consequences of Pathological Gambling", National Center for Biotechnology Information, Retrieved 15/6/2021. Edited.
