يُعدّ الطلاق من أصعب القرارات التي يُمكن اتخاذها بعد محاولات عديدة لإنقاذ الحياة الزوجية، ويقع أثر القرار الذي يتخذه كل من الزوج والزوجة عند عدم التمكن من الاستمرار في العيش مع بعضهما واللجوء لحل الرباط الزوجي الذي يجمعهما، فيشرع كل منهما في البدء في اتخاذ الإجراءات القانونية التي تحكم علاقتهما وتسمح بعدها لكل منهما في العيش بمفرده وأخذ قرارات حرة تخص حياته العاطفية والاجتماعية دون الارتباط بالطرف الآخر،[١] حيث يواجه الطلاق عدد من المشكلات ومنها؛ مشكلات فكرية، واجتماعية، ونفسية، واقتصادية.[٢]


كيفية تجنب الطلاق

في ما يأتي عدد من النصائح لتجنب وقوع الطلاق:[٣][٤]

  • تحمّل المسؤولية: حيث يجب عليك الاعتراف بالمسؤوليات المترتبة عليك والاعتراف بالخطأ في حال التقصير بإحداها بدلًا من توجيه أصابع الاتهام للطرف الآخر، فالزواج يؤكد على مفاهيم الشراكة في السراء والضراء.
  • كن هادئًا واحرص على الاستماع: يجدر بالذكر أنه لا يمكن إنكار الخلافات والمشاكل التي تقع في الزواج والتي قد تؤدي في الكثير من الأحيان إلى توتر العلاقة، وللتخفيف من حدتها يجب عليك الاستماع بحرص والانتباه لما يقوله الشريك عند النزاعات والغضب أو حتى عند التنفيس عن نفسه من ضغوطات الحياة، ولكن هذا لا يعني عدم التحدث، وإنما اختيار الكلمات القليلة وذات المعنى العميق لإيصال الفكرة والتأكيد على التواصل مع الشريك.
  • اعتمد نهج الوسطية وابحث عن الحل الوسط للأمور: حيث يمكن تحقيق ذلك من خلال أكبر قدر ممكن من التنازلات من قبل الشريكين للوصل إلى حلول ترضي الطرفين، لكن التنازل ليس الحل الأفضل ولن تشعر بالسعادة عند القيام به، إلا أنه واجب لاستمرار الزواج، وهو من أهم المفاتيح لاستمراره والابتعاد عن الطلاق.
  • أعد ترتيب أولوياتك ليكون الزواج أولها: إن نجاح الزواج وحمايته من الطلاق يعني أن يولى الاهتمام الأكبر في حياتك لتكون الأولوية على الأطفال والعمل والوظيفة وغيرها، وبالطبع لا نعني إهمال الجوانب السابقة أو غيرها، وإنما إعادة ترتيبها في حياتك، فمثلًا بدلًا من الخروج مع الأصدقاء لحضور مباراة أو للذهاب إلى التسوق بشكل متكرر ركز على قضاء وقت أكبر مع شريكك.
  • احذر من الانتقاد والتصرف بلئم وأنانية مع الشريك: ويكون ذلك من خلال تعليقات صغيرة تنتقد فيها شكل وتصرفات الشريك أو التقصير في بعض الأحيان؛ كنسيان شراء بعض الأمور من البقالة، أو السخرية منه، وإطلاق النكات والمزحات غير اللائقة، أو حتى مضحكة كنعته بالسمين مثلًا، هذا لا يعني عدم وجود الانتقاد في العلاقة، ولكن يجب أن يكون ضمن كلمات صحيحة ومدروسة وفي أوقات مُناسبة وعند الحاجة لذلك فقط.
  • قم بإنهاء الجدال أو النقاش مبكرًا قبل فوات الأوان: وذلك عندما يتولد لديك شعورًا بأن الجدال أو النقاش بدأ بأخذ مجرى آخر ليصبح ضبابيًا وغير واضح تراجع لكي لا يتصاعد الموقف، وقم بتأجيل النقاش لوقت آخر لكي يهدأ كل منكما ويصفي ذهنه، فلو اخترت الاستمرار ستجد أن الشريك بدأ بتذكر المواقف السيئة بتفاصيل حرفية، وقد يبدأ كلاكما بالشعور بالغضب وقول كلام جارح يصعب محوه أو استعادته، فالغضب هو أسوأ وأقبح شعور، كما يدمر الزواج ما لم يتم التعامل معه بشكل بنّاء.
  • افصل حياتك الشخصية عن حياتك العملية: فمن منا لا يتعرض لضغوطات يومية سواء أكانت من العمل أو اجتماعيًا أو غيرها، ولكن الذكاء يكمن في عدم تأثيرها وفصلها تمامًا عن حياتك الشخصية، وحاول ألا توجه غضبك لشريكك بسبب مزاجك السيئ الذي قد تعود به من العمل إلى المنزل، بل تجنب العودة إليه وأنت مكدر المزاج، كما يمكنك مثلًا الاعتذار عن المناسبات الاجتماعية التي قد تؤثر سلبًا على زواجك والتي يُضخ من قبل أشخاص فيها عدد من المشاعر والأفكار السلبية.
  • أعد ترتيب أفكارك لتركز على استمرار الزواج بدلًا من التركيز على الطلاق: فبدلًا من إيجاد الأسباب المبررة للطلاق ركّز على إيجاد طرق لإنقاذ الزواج، فمثلًا حاول التحدث مع الأًصدقاء لإيجاد حلول للخلافات القائمة بدلًا من الحصول على مشورة حول التملص من التكاليف المترتبة على وقوع الطلاق، كما يجب عليك أن تتذكر أنه كلما تحدثت عن أمر وفكرت به كلما زادت نسبة حدوثه، وهذا ينطبق على كل من إنقاذ الزواج أو الطلاق.
  • امنح نفسك والشريك المساحة الكافية: كل شخص بحاجة لمساحة ووقت لنفسه بما في ذلك الأزواج، فالاختلاط الدائم على مدار اليوم وطوال الأسبوع ما بين الشريكين بسبب حاجة أحدهما للآخر أو لانعدام الثقة بينهما يهدد الزواج ويشعر كل منهما بالاستياء، ولكن يجب استثمار الوقت المأخوذ كاستراحة لكل منهما في أعمال جيدة كممارسة الهوايات، أو التطوع للجمعيات الخيرية وغيرها من الأمور.
  • احترم وقدر الشريك: فمهما طرأ من تغيرات على الشريك فلا بد من أن فهمها واحتوائها سيساهم في استمرار الزواج، ولتتمكن من تحقيق ذلك حاول تذكر أفضل الصفات فيه، واستجمع الأسباب التي جعلتك تختاره منذ البداية، كما يمكنك التعبير عن مدى تقديرك له ولجهوده من خلال شكره وتقديم المجاملات اللطيفة.
  • شارك القرارات والخطط المالية: الكثير من الخلافات ما بين الأزواج تكون بسبب المال وطريقة إدارته بناءً على الشخصية المالية لكل منهما ومدى ميلوها للصرف أو الادخار، ومن خلال مشاركة هذه القرارات ومناقشتها يصل الزوجان لاتفاقيات واضحة حول التعامل مع الإيرادات وكيفية صرفها ضمن خطة واضحة ترضي الطرفين وتتوافق مع كل من الاحتياجات والرغبات والرفاهيهات.


الآثار السلبية للطلاق

الآثار السلبية للطلاق على الأطفال

في ما يأتي عدد من مخاطر الطلاق على الأطفال:[٥]

  • تأثير الطلاق سلبًا على التحصيل الأكاديمي للأطفال؛ وذلك بسبب تشتت انتباههم وتوجههم نحو فهم الديناميكيات المتغيرة لأسرتهم.
  • التأثير على التواصل والحياة الاجتماعية للأطفال؛ إذّ قد يميلون أكثر نحو العزلة لفقدانهم الشعور بالأمان.
  • ارتباك العاطفة لدى الأطفال، وعدم إدراك الطريقة الصحيحة للتعامل مع مشاعرهم كالحزن والارتباك وغيرها.
  • تولد شعور الذنب لديهم، وبالتالي تولد الضغط واحتمالية الإصابة بالاكتئاب والتوتر وغيرها من المشاكل.


الآثار السلبية للطلاق على الصحة الجسدية والنفسية

في ما يأتي عدد من الآثار السلبية للطلاق على الصحة الجسدية والنفسية:[٦]

  • تولد الشعور بالقلق من المستقبل.
  • زيادة أو نقصان في الوزن وما يترتب على كل منهما من أمراض.
  • التعرض للإصابة بمتلازمة التمثيل الغذائي.
  • التعرض للإصابة بالاكتئاب.
  • التعرض للإصابة بأمراض القلب والأوعية الدموية.


دور الأهل والمقربين في تجنب الطلاق

في ما يأتي عدد من المعلومات حول دور الأهل والمقربين في تجنب وقوع الطلاق:[٣]

  • الحصول على الاستشارة: قد يكون هذا الأمر صعبًا على البعض وسهلًا على البعض الآخر، إذ إن طرح المشاكل والخوض في تفاصيلها أمام طرف ثالث سواء من الأهل أو الأقارب أو المؤسسات المعنية بذلك هو أمر غير مريح وخصوصًا للطرف المذنب أو من يترتب عليه الخطأ، ولكنها إحدى الأساليب الفعالة لحلّ المشاكل وكشف الجوانب السلبية والسيئة للزواج، وتقديم الإرشاد للبدء بحلها دون تهديد العلاقة.
  • الحصول على النصحية واعتماد قدوات إيجابية يحتذى بها: فتواصلك مع أشخاص وأصدقاء وأقارب قد مرّوا بتجارب سلبية مع الزواج يؤدي إلى تلقيك رسائل ذات تأثير سلبي عليك وعلى علاقتك الزوجية مع الشريك سواء أكانت عن قصد أو دون قصد، أما عند إحاطة نفسك بأشخاص إيجابيين يمرون بتجارب صحية بمختلف نواحي الحياة وبما فيها الزواج ستجد نفسك تتلقى الدعم والإيجابية وأمام قدوات يُحتذى بها.


نصائح زوجية لحياة أكثر استقرارًا

في ما يأتي عدد من النصائح الزوجية للوصول إلى حياة زوجية مستقرة:[٧]

  • تواصل مع الشريك بشكل واضح ومستمر، وكن صريحًا في التعبير عن كل ما بداخلك باحترام ولباقة، كما يشمل التواصل الاستماع بحرص لكل ما يقوله الطرف الآخر، وفهم ما يريده منك وما يرغب بإيصاله.
  • عبر عن امتنانك دائمًا لشريكك لوجوده في حياتك، وانتهز جميع الفرص الممكنة لذلك، واظهر الامتنان له لو قدم لك المساعدة في أمور الأطفال، أو في تحضير الطعام، أو التسوق، وحاول في نهاية كل يوم إخباره عن عمل واحد على الأقل أنت ممتن لقيامه به.
  • احرص على قضاء وقت مع الشريك لوحدكما ودون وجود الأطفال، وبعيدًا عن مسؤوليات العمل والحياة.
  • تفهّم أن الاختلاف هو أمر جيد ولا بأس به، واحرص على التعامل معه بشكل عادل ومحترم، واعطِ الشريك الفرصة للتعبير عن رأيه دون الشعور بالغضب أو الاستياء.
  • تعلم أن تسامح الشريك حتى وإن انتباتك مشاعر الغضب والاستياء، وعبر عنها لكن لا تسمح لها بأن تسيطر عليك.

المراجع

  1. "What Is a Divorce?", kidshealth, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  2. ,Rachael Pace, Approved By Angela Welch, LMFT (11-8-2020), " 20 Most Common Marriage Problems Faced by Married Couples", marriage, Retrieved 10/6/2021. Edited.
  3. ^ أ ب Jason Crowley (23-2-20121), "How to Avoid Divorce: 13 Ways to Save Your Failing Marriage", survivedivorce, Retrieved 4-6-2021. Edited.
  4. "13 Ways to Strengthen a Marriage and Avoid Divorce", verywellmind, Retrieved 11/6/2021. Edited.
  5. "What Are the Effects of Divorce on Children?", familymeans, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  6. Jane Bianchi (8-2-2015), "8 Surprising Ways Divorce Affects Your Health", prevention, Retrieved 4/6/2021. Edited.
  7. "The Keys to a Successful Marriage ", urmc.rochester, Retrieved 4/6/2021. Edited.