طفلي خجول كيف أتعامل معه؟

يعد الخجل عند الأطفال من الأمور الشائعة لكنها تُثير قلق الكثير من الآباء، خاصةً المهتمين بالتواصل الاجتماعي، وقد يكتسب الأطفال هذا الخجل بسبب بعض التجارب السيئة في الحياة، ومن الممكن أن يكون أمرًا طبيعيًا يحصل مع أغلب الأطفال، أما بعض الأطفال الخجولين لا سيما في طفولتهم المتوسطة قد يرتعبون من المواقف والتفاعلات الاجتماعية، ويُلاحظ عليهم عدم الشعور بالراحة عند التعامل مع أقران جدد، وغالبًا لا يستطيعون اتخاذ الخطوة الأولى للتعارف، وتختلف نسبة الخجل من طفل إلى طفل حسب السلوكيات التي يتعامل بها.^[١]

كيفية التعامل مع الطفل الخجول

يحتاج معظم الأطفال من آبائهم عمومًا معاملة خاصةً، لا سيما الخجولون منهم حتى يساعدوهم على تخطي هذه العقبة أو التقليل من آثارها، ونطرح فيما يلي بعض الخطوات والطرق لمعاملة هؤلاء الأطفال:^[٢]

• من الضروري عدم إطلاق صفة الخجل على الطفل أو تسميته بالخجول، أو السماح لأي أحد أن يصفه بالخجل كذلك، لأن معظم الأطفال وحتى الكبار لا يرغبون بأي تسميات تطلق من قبل الآخرين عليهم.
• تشجيع الطفل على التحدث عن أسباب خجله، والبوح بما يخاف منه.
• إخبار الطفل بتجارب الوالدين السابقة وشرح الكيفية التي تخلصا فيها من الخجل، لأن الطفل يرى أبويه دائمًا قدوة له، فالاعتراف بخجلهما له سيقلل من قلقه ويُشعره بالتحسن.
• الانفتاح بالتعامل مع هذه المشكلة عند الطفل، واتخاذ سلوكيات واثقة وقيادية.
• إخبار الطفل عن الإيجابيات والمزايا لعدم الخجل، من خلال تقديم أمثلة يومية له تم استغلال العديد من الفرص الجيدة فيها.
• تشجيع الطفل ومدحه على السلوكيات التي اتخذها في بعض المواقف الجديدة عليه، أو أثناء مقابلته لشخص جديد دون خجل.
• البدء مع الطفل تدريجيًا وتحديد أهداف صغيرة وبسيطة متسلسلة للتخلص من هذه المشكلة، بدايةً من تشجيعه على إلقاء التحية على طفل آخر وهكذا.
• اصطحاب الطفل إلى مواقف جديدة عليه بهدف إجراء تغييرات صغيرة في سلوكه والتطوير منه تدريجيًا.

كيفية تعزيز ثقة الطفل الخجول بنفسه

نطرح فيما يلي بعض الطرق التي تساعد الآباء في تعزيز وبناء الثقة بأطفالهم الخجولين:^[٣]

• إعطاء الطفل المجال لإنهاء كلامه وعدم مقاطعته: معظم الآباء يشاركون أو يقاطعون أطفالهم وهم يتحدثون عن حسن نية، لتقديم أفكار جيدة لأبنائهم وفي بعض الأحيان يُنهون جمل أطفالهم، وهذا الأمر يزعزع ثقة الطفل بنفسه.
• عدم انتقاد الطفل: عند شك الطفل بأن أحد أبويه أو أي شخص آخر سوف ينتقده سيصمت ولن يتحدث أبدًا، فمن الضروري السماح له بالتحدث دون انتقاده.
• الاستماع للطفل: يحتاج الطفل دائمًا لمشاركة الأحاديث مع الأشخاص الذين يثق بهم، لذلك من الضروري إشعار الطفل بالأمان أثناء مشاركته ومراقبته وهو يتطور.
• المدح: من الضروري مدح الطفل عند قيامه بالحديث أو التفاعل مع المواقف بالطريقة الصحيحة تمامًا، لتعزيز شعوره بالرضا، وبناء الثقة.

أسباب الخجل عند الأطفال

قد تكون إحدى النقاط التالية أو أكثر من نقطة مجتمعة معًا من العوامل المسببة لحدوث الخجل عن الأطفال:^[٤]

• يولد حوالي 15% من الأطفال مائلون لصفة الخجل، وِفقًا لأبحاث أُجريت على اختلافات بيولوجية في أدمغة بعض الأشخاص الخجولين.
• قد يتسبب الوالدان باكتساب الطفل لصفة الخجل نظرًا لكونهما استبدادين، أو مفرطي الخوف عليه كون الطفل الذي لا يُسمح له بتجربة المواقف الاجتماعية المختلفة يواجه صعوبة في تطوير مهارات الاتصال الاجتماعية.
• المدارس والأحياء والمجتمعات والثقافة جميعها تؤثر على الاتصالات التي يقوم بها الطفل داخل هذه الشبكات أثناء مراحل نموه، فقد يكتسب الأطفال الخجل من آبائهم الخجولين، وقد تؤدي المجتمعات وبيئات العمل الخاصة بالوالدين إلى الحرج والخجل.

نصائح للتعامل مع الطفل الخجول

ندرج فيما يلي أبرز النصائح التي يُفضل اتباعها عند التعامل مع الطفل الخجول:^[٥]

• يُفضل الوصول مُبكرًا عند الذهاب إلى الحفلات أو المناسبات الرسمية: وبهذه الطريقة ستتاح للطفل فترة زمنية بسيطة يستطيع أن يأخذ بها على الجو العام والمكان المحيط به قبل وصول الجميع.
• التدرب على المهارات الاجتماعية: ويتم هذا الأمر من خلال لعب الأدوار الاجتماعية مع الطفل من خلال النظر في عينيه لما له من أثر حقيقي على ثقة الطفل وإشعاره بالاهتمام والتقدير، إضافةً إلى تدريبه على الكلمات الترحيبية والكلمات التي تُستخدم في اللقاء الأول للناس الجدد، مع العبارات المتداولة في المواقف الاجتماعية المختلفة.
• مدح الجوانب الإيجابية في شخصية الطفل: ويتم هذا الأمر من خلال تشجيعه وتحفيزه على تعزيز السمات الشخصية التي تجعل منه فردًا مميزًا؛ كالطيبة، والإيثار، والمساعدة، والحذر، وغيرها من الصفات الإيجابية التي تُميزه.

أمور يجب تجنبها عند التعامل مع الطفل الخجول

من الضروري الحذر والحرص على عدم فعل هذه الأمور عند التعامل مع الطفل الخجول كي لا تتفاقم المشكلة:

• تجنب وصفه بالخجول: فعند سماعه لهذا الوصف عادةً ستزيد رغبته في التمسك بهذه الصفة واستخدامها كحجة لعدم محاولته بالتحسن أو التغيير، وإن كان لا بد من تفسير سبب صمته في بعض المواقف الطارئة فيمكن القول أو التبرير بأنه لا يرغب بالحديث في الوقت الحالي.^[٦]
• عدم الإفراط في حماية الطفل: من الضروري ترك مساحة حرة للطفل كي يخوض أكبر عدد من التجارب ليتطور ويتعلم، إضافةً إلى ضرورة تجنب الضغط عليه أثناء محاولاته.^[٥]
• عدم انتقاد الطفل أبدًا على هذه الصفة: أو السخرية منه في حال أبدى أي تصرف ظهر فيه خجله، بل على الأبوين دعم طفلهما وأن يكونا متعاطفين معه ومتفهمين لما يحدث.^[٢]

العلامات الطبيعية للخجل عند الأطفال

تتباين وتختلف العلامات من طفل لآخر حسب قوة صفة الخجل لديهم، لكن ندرج فيما يلي أشهر العلامات وأبرزها:^[٧]

• لا يحبون أن يكونوا محط اهتمام أو أن يركز الجميع عليهم: وتظهر هذه العلامة عادة عند تقديمهم لعرض ما، أو التحدث على الهاتف، ولا يعرفون كيف يتصرفون في مثل هذه المواقف ولا يركزون ويرغبون بالاختباء فورًا.
• يملكون عددًا قليلًا من الأصدقاء: ويتجنبون التواجد ضمن مجموعات أو في أنشطة تشاركية.
• لا يرغبون بمقابلة أي أشخاص جدد: لأنهم يواجهون صعوبة في مقابلة الغرباء عنهم، ولا يحبون الانخراط في المجموعات التعارفية.
• الانسحاب: كثيرًا ما ينسحب الأطفال الخجولون، ويشكل الاتصال مع الآخرين لهم مصدر خوف وقلق كأنهم يتعاملون مع أمر خطير.
• الهدوء: تجد الأطفال الخجول دائمًا هادئين ولا يتواصلون بعفوية وطلاقة كالأطفال الآخرين.
• لا يتحدثون عن أنفسهم: ولا يتناقشون مع الأحداث التي تحصل معهم في المدرسة، أو مع أصدقائهم، أو عند إنجازاتهم، ويجدون صعوبة بالغة في التحدث عن أنفسهم، وإذا تم طرح أسئلة شخصية عليهم غالبًا ما يظهرون الكثير من مشاعر القلق والتوتر.