بحث عن البطالة الهيكلية

معنى البطالة الهيكلية

يستخدم مصطلح البطالة الهيكلية في مجال الاقتصاد، وهو أحد أشكال البطالة التي تكون فيها فرص العمل متاحة، يتواجد خلالها الباحثون عن العمل، ولكن يحول ما بين الباحثين عن العمل والوظائف المتاحة عدة معوقات؛ مثل وجود فجوة ما بين المهارات التي يمتلكها العمال والموظفون وبين المهارات التي تتطلبها الوظائف المتاحة، أو تواجد الباحثين عن العمل في منطقة جغرافية بعيدة جدًا عن فرص العمل، وقد تتخذ البطالة الهيكلية أشكالاً أخرى، إلا أنّ معناه ثابت، وهو توفر فرص العمل والباحثين عن العمل، ولكن لا يمكن الجمع بينهما.^[١]

أسباب البطالة الهيكلية

تتواجد العديد من الأسباب التي تقود إلى ظهور البطالة الهيكلية، وفيما يلي توضيح لأهم هذه الأسباب:^[٢]

• أتمتة الوظائف: تتجه العديد من الشركات للتخلي عن الموظفين ذوي المهارات التكنولوجية المتدنية، وتوظيف جدد بخبرات مهارات تمكنهم من التعامل مع الحواسيب، وذلك بعد أن تتحول من العمل اليدوي إلى المحوسب.
• تغير متطلبات المستهلكين: يؤدي تراجع الطلب على سلع معينة في الأسواق، إلى توقف الشركات والمصانع عن إنتاجها، والتوجه نحو منتجات أكثر طلبًا، وهذا بدوره يؤدي إلى الاستغناء عن بعض الموظفين والعمال، والسعي نحو عمال يملكون مهارات متعلقة بالمنتجات الجديدة.
• ارتفاع تكاليف التعليم: يحتاج العمال والموظفون إلى التعليم من أجل الحصول على المهارات والخبرات اللازمة لشغل الوظائف، وبالتالي فإن ارتفاع تكاليف التعليم أو التدريب، يؤدي إلى انحسار عدد الأشخاص الذي يمتلكون المهارات اللازمة لشغل الوظائف في سوق العمل.

حلول البطالة الهيكلية

يعتمد حل مشكلة البطالة الهيكلية على الأسباب التي أدت لظهورها، وفي ما يلي توضيح لأبرز الحلول للأسباب الشائعة:^[٣]

• التدريب: يعد فقدان المهارات والخبرات من أهم أسباب ظهور البطالة الهيكلية، لذلك فإن برامج التدريب المستمرة للعمال والموظفين سواء من أرباب عملهم، أو من جهات خارجية يحد من مشكلة البطالة الهيكلية.
• كسر حاجز البعد: على الرغم من أن التطور التكنولوجي يمكن أن يتسبب في البطالة الهيكلية، إلا أنه يعد حلًا لها أيضًا، وذلك من خلال تمكين بعض الشركات والموظفين من العمل عن بعد، وبالتالي التخلص من أحد مسببات البطالة الهيكلية، وهو المسافة الجغرافية ما بين فرص العمل والباحثين عنها.

مثال على البطالة الهيكلية

في العام 2009 قامت شركة فورد الأمريكية لصناعة السيارات بإغلاق مصنعها الواقع في مدينة ديترويت، وذلك نتيجة المنافسة العالية في سوق السيارات وانخفاض الطلب على مركبات فورد، مما أدى إلى فقدان عدد كبير من الموظفين والعمال ولوظائفهم، وعدم قدرتهم على شغل وظائف أخرى متاحة في المدينة، حيث إن خبرتهم منحصرة في مجال صناعة السيارات، والوظائف المتاحة متنوعة ما بين الطب، والتعليم، والمهن المتعلقة بتكنولوجيا المعلومات، وقد أدت هذه الحالة إلى ارتفاع البطالة في المدينة بنسبة 29%.^[٤]

سلبيات البطالة الهيكلية

يترتب على ظاهرة البطالة الهيكلية العديد من الجوانب السلبية، وفيما يلي بيان لأهمها:^[٣]

• تراجع كفاءة الاقتصاد: يعد الموظفون والعمال من مكونات الاقتصاد الأساسية، سواء من حيث الإنتاج أو الاستهلاك، لذلك فإن تواجد عدد كبير من المتعطلين عن العمل يؤدي إلى تراجع كفاءة الاقتصاد.
• عدم الاستقرار: يسعى جميع المتعطلين عن العمل إلى الحصول على وظائف، وفي حال عدم تمكنهم من ذلك، سيسعون إلى تغيير الواقع، والذي قد يتمثل في تغيير الأنظمة والسياسات عبر تغيير الحكومة.
• ارتفاع نسب الجريمة: قد يكون هذا الجانب السلبي مشتركاً ما بين جميع أنواع البطالة، إذ إن المتعطلين عن العمل في بعض الأحيان يسعون لتأمين قوتهم بمختلف الطرق حتى وإن لم تكن قانونية.