شهدت كل علاقة من العلاقات الزوجية وستشهد العديد من المشكلات والتقلبات على الرغم من اختلاف نوعها من علاقة لأخرى، إذ تظهر هذه المشاكل عادةً بعلامات عدة منها؛ الانتقاد المستمر للشريكين من قبل بعضهما، واستمرار الجدال على نفس القضايا مرارًا وتكرارًا، وعدم الاستمتاع بقضاء الوقت مع الشريك، والاحتفاظ بالأسرار دون اطلاع الشريك عليها، أو استسلام أحد الشريكين وعدم مناقشة الشريك الآخر بأي قضية أو مشكلة تتعلق بعلاقتهما، وغيرها العديد من العلامات والمشاكل.[١]


أنواع المشاكل الزوجية

يعد السعي للبحث عن وسائل تُسهل التعامل مع المشاكل الزوجية أمرًا صعبًا للغاية، خاصةً لاختلاف مصادر المشكلات وتنوعها، وفيما يلي سنطرح أبرز مصادر المشاكل الزوجية وأكثر أنواعها شيوعًا بين المتزوجين:[٢][٣]

مشاكل انفعالية ونفسية

إليك ما يلي بعض المشاكل الانفعالية والنفسية:

  • الإجهاد والضغط اليومي: إذّ تؤدي الضغوطات اليومية إلى مشاكل عديدة في العلاقة الزوجية، وتؤدي إلى تفاقم وتضخم المشاكل الموجودة مُسبقًا، فعندما يمر أحد الزوجين بيوم مُتعب ومُرهق، فمن المحتمل أن يفقد صبره عند عودته إلى المنزل، عدا عن أنه قد يتعامل مع الخلافات بحكمة وخبرة أقل نظرًا لنفاذ طاقته العامة وطاقته العاطفية الضرورية لحلّ المشكلات مع الشريك، وقد يمر الزوجين أيضًا بمثل هذه الظروف في نفس اليوم، مما يؤدي إلى تفاقم المشاكل.
  • المشاكل الناجمة عن العادات السيئة: إذ يواجه جميع الأزواج هذا النوع من المشاكل والتي يمكن حلها إن لاحظ الزوجان هذه العادات السيئة وقاموا بتغييرها، ولكن غالبًا لا تتم المناقشة بين الزوجين حول هذه الأمور لعدها أمورًا فارغة غير ضرورية، وتشتمل هذه العادات؛ التذمر، والانتقاد، وعدم تحمل المسؤولية بأبسط الأمور التي يجب القيام بها ذاتيًا، والكسل، وعدم الانتباه مع الشريك، والعديد من العادات السيئة.


مشاكل ثقافية

إليك ما يلي بعض المشاكل الثقافية:

  • المشاكل المتعلقة بالخلفيات الثقافية: قد تكون الاختلافات الثقافية موضعًا للخلاف بين الزوجين خاصةً في بداية الزواج، إضافةً إلى الاختلافات الدينية والممارسات المرتبطة بهذه المعتقدات، فالتقاليد والعادات أمران أساسيان عند دخول كلا الزوجين إلى عائلات جديدة.[٤]
  • مشاكل متعلقة باللغة المحلية: ويحدث هذا النوع من المشاكل إن كان كلا الزوجين من بلدين مختلفين، فعند الزواج ستتفاقم الأمور وسيستخدم كل منهما لغته الأم كون الحياة الزوجية حياة أبدية، وسيكون من الصعب على كل منهما ترك لغته.
  • اختلاف التصورات والاعتقادات عن الزواج: إذا تعتمد هذه الفرضيات والآراء على المنطقة الأصلية التي نشأ بها كلا الزوجين، إضافةً للجنس والعرق.
  • تمسك أحد أو كلا الزوجين بمجتمعه ومعتقداته: ويكون ذلك دون محاولة الانخراط في المجتمعات الجديدة التي دخلوا إليها.


مشاكل اجتماعية

إليك ما يلي بعض المشاكل الاجتماعية:

  • المشاكل المتعلقة بالأطفال: قد يكون الأطفال مصدرًا لتوتر العلاقة الزوجية وزيادة مشاكلها، وعلى الرغم من تأكدنا بأن الأطفال نعمة ورزق من الله وما يقدمونه لآبائهم من معانٍ ومغزى لحياتهم، إلا أن إنجابهم يجلب ضغوطًا إضافية على الزوجين، فالرعاية تتطلب الكثير من المسؤولية إضافةً لتحديد الأدوار، مما يزيد من التوتر بين الزوجين، إضافةً إلى تقليل وقت التواصل المُتاح للزوجين، والذي يعد أحد أهم الوسائل التي توثق ترابط العلاقة فيما بينهما.
  • مشاكل التواصل الضعيف أو التواصل السلبي: وتعد أحد أكثر المشاكل الضارة في العلاقة الزوجية، فالتواصل السلبي الركيك يدمر العلاقة الزوجية، ويعود هذا النوع بسبب عدم بناء الزوجين أسسًا واضحة للتواصل فيما بينهم، وعدم السير على نهج التواصل الصحي فيما بينهما.
  • المشاكل المالية والاقتصادية: إذّ تسبب الضغوطات المادية بين الزوجين العديد من المشاكل الأخرى، ففي الأوقات الاقتصادية الضيقة تسبب المزيد من الضغط العام، وتزيد من الصراعات الأخرى غير المتعلقة به، إضافةً لاستثمار هذا السبب ووضع الحجج المتعلقة بالأمور التي تتمحور حول المال، وقد يكون أحد الزوجين الذي يعاني من ضائقة مالية أو حتى كليهما مُعرضًا للتوتر ونفاذ الصبر في شتى الأمور المختلفة في الحياة الزوجية، وقد تؤدي به هذه الآثار إلى صراعات أكثر وأكثر.
  • مشاكل بسبب عدم تفرغ أحد الزوجين للآخر بسبب انشغاله الدائم: تنتج هذه المشاكل عند ازدحام جداول ومهام العمل المُبالغ فيها، إذّ يتعرض الزوج أو الزوجة المنشغلين لتوتر دائم وإهمال أنفسهم دون نوم وتغذية جيدة، إضافةً لعدم مشاركة أزواجهم بأي من المسؤوليات المنزلية والاجتماعية، عدا عن شعورهم بالرغبة بالانفصال في حياتهم لقلة الوقت الذي يقضونه مع شركائهم، مما يفكك الروابط أو يعدمها من جذورها الأصلية.


أسباب المشاكل الزوجية

تختلف أسباب المشاكل الزوجية من أسرةٍ إلى أخرى، ولكن يندرج معظمها تحت هذه الأسباب:[٥]

  • قلة الألفة والمحبة بين الزوجين: تعد أبرز الأسباب المؤدية للمشاكل الزوجية لشعور أحد الزوجين بأنه غير محبوب من قبل شريكه أو غير مرغوب به.
  • سوء إدارة الأعمال المنزلية وتوزيعها: فعدم المشاركة في الأعمال المنزلية، وقلة اهتمام الزوجين بمنزلهم وببعضهما البعض سيؤدي حتمًا إلى المشاكل الزوجية، إذّ يعتقد العديد من الأزواج بأن زوجاتهم يجب أن يتحملوا مسؤولية المنزل على مدار الساعة دون التفكير بالمساعدة؛ وذلك لأنهم يقضون ساعات طويلة في أعمالهم ووظائفهم.
  • عقم أحد الزوجين: يواجه بعض الأزواج تحديات عند إنجاب الأطفال وتكوين أسرهم؛ كالمشكلات الصحية، والأمور الوراثية، وتغيير الأولويات في الحياة الزوجية.
  • الخيانة وعدم الوفاء: إذّ تسبب العلاقات العاطفية الخارجية المُقامة من قِبل أحد الزوجين إلى مشاكل زوجية كبيرة.
  • الغيرة وعدم الثقة: إن الافتقار لعنصر الثقة في العلاقة الزوجية قد يشكل عائقًا أمام بناء علاقة زوجية صحيّة، ويؤدي إلى العديد من المشاكل الزوجية، خاصةً إن كان يشعر أحد الزوجين بأمر يجعله غير واثق بشريكه، أو شعور الشريك الآخر بالظلم لحجب الثقة عنه.


حلول للمشاكل الزوجية

نطرح فيما يلي بعض المقترحات لحلّ المشاكل الزوجية:[٦][٧]

  • التقليل من الديون، وترتيب آلية الإنفاق، واستخدام المال لما يستحق وإعطاؤه الأولوية لحل المشكلات المتعلقة بالمال.
  • تعلم مهارات التواصل الصحيحة؛ كالانتباه والتركيز الدائم مع الشريك، والاستماع الجيد له، واحترام وجهة نظره، ورد النقد برقة ولطف.
  • البحث عن حلول وسطية للمشاكل، وأخذ وقت للاستراحة بين الحين والآخر.


أثر المشاكل الزوجية على الأسرة والمجتمع

فيما يلي بعض من آثار المشاكل الزوجية على الأسرة والمجتمع:[٨]

  • قد يشاهد الأطفال أحد الخلافات الزوجية من قبل والديهم مما يزيد من قلقهم وخوفهم، وتوليد حالة من العدوان والعنف والسلوك المعادي للمجتمع؛ كارتكاب الجرائم، وضعف التحصيل الدراسي، أو دخولهم في حالة من الاكتئاب، والعديد من المشاكل العاطفية والسلوكية التي ستظهر في المستقبل.
  • تؤدي المشاكل والخلافات الزوجية إلى تأخر النمو النفسي لدى الأطفال الذين يشهدونها.
  • تنتج هذه المشاكل أفرادًا سيعانون من مشاكل عاطفية وسلوكية طويلة الأمد، إذ سوف يؤسسون علاقات تمتاز بالصراعات المتكررة والسيئة، والتصرفات العدائية في المجتمع.


نصائح لحياة زوجية أفضل 

ندرج فيما يلي بعض النصائح المفيدة المطروحة من قبل خبراء لزواج أكثر سعادة وطمأنينة:[٩]

  • تقبّل الاختلافات بين الزوجين وتوقع حدوثها إن لم تكن.
  • تقدير الزوجين لبعضهما البعض.
  • ضرورة إقامة الود والألفة والمحبة بين الزوجين.
  • أهمية قضاء الوقت بين الزوجين والحرص على الاستمتاع به.
  • عدم تحميل المسؤولية كاملة لأحد الشريكين بتلبية احتياجاته أو احتياجات الأطفال والبيت.


المراجع

  1. Sheri Stritof, "8 Warning Signs of a Troubled Marriage", verywellmind, Retrieved 26/5/2021. Edited.
  2. "Common Marriage Problems and Solutions", verywellmind, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  3. "8 Common Problems for Cross-Cultural Couples", expats, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  4. "21 Devastating Reasons For Divorce And What The Laws Say", momjunction, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  5. "11 Common Causes of Marital Problems", bestlegalchoices, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  6. "How to Improve Your Relationships With Effective Communication Skills", verywellmind, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  7. "4 Simple Ways to Relieve Money Stress", verywellmind, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  8. "The impact of couple conflict on children", tavistockrelationships, Retrieved 27/5/2021. Edited.
  9. Sara Stillman Berger (28/1/2019), "The Secret to Having a Happy Marriage", oprahdaily, Retrieved 27/5/2021. Edited.