يعرف الفقر بأنه الحالة الاقتصادية التي يفتقر فيها الفرد إلى الدخل الكافي، وذلك للحصول على المستويات الدنيا من الغذاء، والملبس، والرعاية الصحية، والتعليم، وكل ما يعد من الاحتياجات الضرورية لتأمين مستوى لائق في الحياة، وفي غالب الأحوال ينتج الفقر عن المستوى المنخفض للتنمية الاقتصادية أو البطالة المنتشرة في المجتمع، وعرف برنامج الأمم المتحدة للتنمية (UNDP) الفقر ببعد إنساني أعمق يتضمن عدم مقدرة الأفراد على العيش حياة طويلة مبدعة وصحية، واكتساب المعرفة، ونيل الحرية، والكرامة، واحترام الذات، واحترام الآخرين، والوصول إلى الموارد المطلوبة لتحقيق مستوى معيشي كريم.[١]


آثار الفقر المادية والاقتصادية

تعد ظاهرة الفقر في جميع دول العالم مشکلة مستعصية الحلّ، أما في دول العالم الثالث فالارتفاع الكبير في معدلات الفقر هو المشکلة بحدّ ذاته، حيث ينجم عن تلك الظاهرة العديد من المشکلات منها الاقتصادية التي يكون أثرها فيما يلي:[٢]

  • زيادة الديون والقروض الفردية؛ وذلك لسدّ الضرورات والحاجيات الاستهلاكية بدلاً من الخوض في خطط النهضة والبناء والتعمير.
  • تبعية الشعوب الاقتصادية للدول والشعوب المانحة للقروض والديون، وما يترتب عليها من آثار سلبية في جميع الجوانب والجبهات.
  • زيادة الاستغلال والاحتكار، وبالتالي يزداد الفقراء فقراً والأغنياء غنى؛ لأن الفقراء نظرًا لحاجتهم الشديدة غير قادرين على المنافسة، فيخضعون للشروط التعسفية للأغنياء والشركات الاحتكارية.
  • انخفاض مستوى الإنتاج، وبالتالي انخفاض الدخل والاستثمار والادخار ونصيب الفرد من الناتج القومي، حيث يكون نصيب الفقير أقل من غيره في الصناعة والزراعة واستغلال الأرض؛ وذلك بسبب عدم قدرته على شراء التقنيات الحديثة المتطورة التي تزيد في الإنتاج والإتقان، فهو في الغالب يعتمد على الوسائل البدائية، وبالتالي يكون إنتاجه قلیلاً في مختلف المجالات، ويكون معدل نصيبه من الناتج القومي قلیلاً أيضاً، لذا ينصح الخبراء الدول الفقيرة بضرورة زيادة الإنتاج وبخاصة الإنتاج الصناعي.


آثار الفقر الصحية والجسدية

يؤثر الفقر على الصحة بل ويدمرها، ومن أهم آثاره على الفرد ما يلي:[٣]

  • سوء التغذية؛ إذ يعاني الفقراء من عدم توفر الغذاء، وإن وجد فقد لا يكون صحياً، وكما يعانون من سوء التغذية الذي يجعل الأطفال يتضّورون جوعاً حتى الموت.
  • عدم القدرة على تلقي العناية الصحية، إذ يعاني الفقراء في الغالب من عدم القدرة على الذهاب إلى الطبيب المعالج، أو شراء الأدوية التي يحتاجونها.
  • يرتبط الفقر بارتفاع خطر الإصابة بالأمراض، والأوبئة، والوفاة المبكرة، إذ تكون أوزان الأطفال الذين يولدون في الأماكن الفقيرة من العالم أقل مقارنة بالأطفال الذين يولدون لأسر غنية، وتقل في الغالب عن 200 غرام، كما أنهم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المزمنة خلال فترة الطفولة، أو الإصابة بالعجز، أو حتى الوفاة عند الولادة، كما أن الصحة السيئة خلال فترة الحياة تؤدي إلى قصر العمر المتوقع للفرد.


آثار الفقر الاجتماعية

يؤثّر الفقر على مختلف المستويات في المجتمع، وبمختلف أنواع التأثيرات، وفيما يأتي بيان للآثار الاجتماعية للفقر:[٤]

  • يؤثر الفقر بصورة كبيرة على التعليم، إذ إن الفقير لا يلقي بالاً للتعليم، وتكمن أولوياته في سدّ احتياجاته من الأكل، والشرب، واللباس، والعلاج؛ ممّا يجعل التعليم بالنسبة له من الأمور الثانوية، وبالتالي يرى الفقير أنّ الأفضل له ولأبنائه عدم الالتحاق بالمدارس، وإنّما الالتحاق بما يحقّق لهم مصدراً للدخل، ممّا يؤدي بدوره إلى اقتصار التعليم على الأغنياء، وزيادة معدلات البطالة.
  • يؤثر الفقر على إبداع أفراد المجتمع، ممّا يؤدي إلى عدم الابتكار، فيتعطّل المجتمع عن التقدّم والتطوّر؛ وذلك بسبب قلّة إمكانيات الفقير، وعدم القدرة على مواكبة التطورات، فالمواكبة تحتاج إلى قدراتٍ ماديةٍ كبيرةٍ، وينتج عن الفقر أيضاً انتشار الأميّة في المجتمعات.
  • يعيق الفقر تنمية الإنسان، بل إنّه العائق الأكبر أمام التنمية، فالفقير لا يستطِع استغلال الكثير من الأمور المتاحة نتيجةً لفقره، وبالتالي عدم تطوّره، كما يحرمه أيضاً من الرفاهية، ممّا يؤدي إلى انعزاله عن المجتمع بشكلٍ كبيرٍ.


الآثار النفسية والمعنوية للفقر

توجد العديد من الآثار النفسية المعنوية للفقر، من أبرزها ما يلي:[٥]

  • الحرمان.
  • العزلة.
  • الاغتراب.
  • الاعتماد على الغير.
  • نقص الأصول الاقتصادية والخيارات.
  • الوهن.
  • عدم الاستقرار.
  • انخفاض نسبة المشاركة في صنع القرار.


الآثار الأخرى للفقر

توجد العديد من الآثار الأخرى للفقر على كل من الفرد والمجتمع سنذكر منها الآتي:[٦]

  • يولد الفقر شعوراً متنامياً بقلة الحيلة، وعدم القدرة على التفكير، أو التخطيط، أو الجنوح بالخيال إلى ما يتجاوز واقع الكفاح اليومي لمجرد البقاء.
  • يشكل الفقر نقمة تعيق النمو وتؤجج الاضطراب، وتحول دون تقدم البلدان الفقيرة على طريق التنمية المستدامة.
  • بالنسبة للأسر، فالفقرمصيدة تؤدي إلى عدم كفاية التعليم، ونقص المهارات، والدخل غير المضمون، والتبكير في الإنجاب، وسوء الصحة.


المراجع

  1. Alamuddin Banga, Evolution of the concepts of poverty and income distribution, Page 7.
  2. jumyl hanuna, الفقر على ....pdf?sequence=1&isAllowed=y The impact of poverty on the social security of the Palestinian family in the Gaza Strip, Page 54 63 .
  3. Dr Rabah Mahdi, Poverty affects the individual and society, Page 2.
  4. "The effects of poverty on society", noor-book.com, 30/6/2021, Retrieved 30/6/2021.
  5. Dr Khawla Faraj, Poverty Causes and effects, Page 407.
  6. International Labor Conference, deliverance from poverty, Page 1.