آثار الكذب في الفرد: اعرف أكثر

الكذب هو سلوك أو صفة غير جيدة تُحدث أضرارًا للفرد والمجتمع، وهو عبارة عن تزييف الحقائق وإخبار الشيء عكس ما هو عليه في الحقيقة أو الحديث عن شيء موجود لكن هو في الأصل غير موجود، ويكون الكذب بسيطًا إذا استخدم قليلاً ولكن يصبح الكذب حالة مرضية عندما يلازم الفرد في حياته اليومية، وهو تصرف قد ينشأ عند الأطفال منذ الصغر، وقد يتطور مع مرور الوقت ويبقى مع الطفل في مرحلة المراهقة، وفي هذا الحالة يجب على الأب والأم أن ينظروا لهذه الظاهرة بصورة جدية حتى لا تتفاقم.^[١][٢]

آثار الكذب المادية والاقتصادية في الفرد

نجد أن الكذب شائعًا في الاقتصاد في الآونة الأخيرة أكثر من أي وقت مضى، فالكذب والتجارة لهما ارتباط قوي، فالكثير من التجار يلجؤون للكذب لاستمرارية العمل، وفيما يلي بعض الآثار المادية للكذب:^[٣]

• الكذب والتجارة أمران مترابطان، فالكثير من التجار يقومون بالترويج للبضائع بواسطة الغش والخداع والكذب.
• يؤدي الكذب إلى حرمان الإنسان من الرزق ويؤدي إلى الوقوع في الفقر والمسكنة.^[٤]
• فساد الاقتصاد ينبثق من فساد التجار الذين يعتمدون على الكذب لكسب المال وجذب المشترين.^[٥]

آثار الكذب النفسية والمعنوية في الفرد

قد يلجأ الإنسان للكذب لكي يتفادى موقفًا معينًا، ولكن للكذب تأثيراً على صحة الإنسان بشكل سلبي، فهو يؤدي إلى إصابته بأمراض سيئة تفقده قوته:

• يُشعر الكذب الفرد بالقلق الدائم ويجعله أكثر عُرضة للإصابة باضطرابات النفس؛ وذلك بسبب خوفه من أن يكشف أمره.^[٦]
• للكذب أضرار على الصحة، فالإنسان الذي يكذب يستهلك طاقة أكبر من الإنسان الصادق.^[٧]
• يَخلق الكذب صعوبة في التعلم لدى الشخص وهو في مرحلة النمو، إضافة إلى شعوره بالإحباط وعدم ثقته بنفسه.^[٨]

آثار الكذب الاجتماعية

لا شك أن الكذب يعد من أشد الأمراض الاجتماعية خطرًا، والتي تعمل على تفكيك المجتمعات وقوة ارتباطها، وهو صفة سيئة تؤدي إلى حدوث أضرار بالمجتمع منها:^[٩]

• زوال وضياع المكانة الاجتماعية للشخص الذي يكذب.
• قد يؤدي الكذب إلى عدم ثقة الناس بالشخص الكاذب والتردد بسلوكياته وأفعاله.
• هدم القيم في المجتمع وانتشار الفتن بين الناس.
• الكذب بين الزوجين يؤدي إلى خلق المشاكل، بالإضافة إلى انعدام الثقة والأمانة بينهما.^[١٠]

أنواع الكذب

الكذب الخيالي

يُعرفه علم النفس باسم الميثومانيا، وهو قيام صاحبه باختلاق القصص ومبالغته بشدة في وصف الأحداث، كما يقوم بمدح نفسه وسرد إنجازاته وبطولاته التي لا واقع لها، بالإضافة إلى اختراع كذبة في خياله ويسردها على الناس ويصدقها، وفي هذه الحالة يكون المريض واقعًا تحت تأثير الذاكرة الكاذبة، ويوجد عند الأطفال بكثرة؛ لأنهم يخترعون قصصًا في خيالهم، ويصبح هنالك اختلاط بين الحقيقة والخيال لديهم.^[١١][١٢]

الكذب الادعائي

هو الكذب الذي يدعي به الشخص أنه يمتلك شيئًا ما وهو لا يمتلكه، وينتج هذا النوع من الكذب لدى الأطفال نتيجة شعورهم بالنقص لشيء ما، ومثالاً على ذلك عندما يدعي الطفل المرض بسبب عدم رغبته في الذهاب إلى المدرسة أو رغبته في استكمال النوم.^[١٣]

الكذب الالتباس

وهو التباس الحقائق لدى الأطفال ما بين الخيال والواقع وربطهما معًا، ويزول هذا النوع من الكذب عند وصول الطفل إلى مراحل عمرية تكون فيها القدرات العقلية قد بدأت بالنمو، ويكون الطفل قادرًا على معالجة الأمور معالجة منطقية.^[١٤]

الكذب الانتقامي

وهو قيام الطفل بإلقاء تهمة على طفل آخر بغرض فرض العقاب على الطرف الآخر، ويقوم الطفل بذلك الفعل لأنه يشعر بعدم العدل والمساواة والراحة بين إخوانه في المنزل أو بين زملائه في المدرسة أو الحضانة، ويعد من أخطر الأنواع لتأثيره سلبًا على نفسية الطفل؛ لأنه يقوم بالتفكير مع سبق الإصرار والترصد لإلحاق الأذى بغيره.

^[١٥]

الكذب الدفاعي

وهو الكذب الذي ينتج عن خوف الشخص أو الطفل من العقاب فيلجأ إلى الكذب، وعادة ما يكون بسبب صرامة عقاب الأسرة في تأديب وتربية أبنائها، أو في الأسر المفككة التي يختلف فيها الآباء والأمهات، حيث يكذبون بهدف التستر على فعل ارتكبوه ويخشون من العقاب، أو للحفاظ على كيانهم بين الأفراد.^[١٦]