مفهوم البطالة: كل ما ترغب في معرفته

تُعرَّف البطالة عمومًا بأنها تُشير إلى الأفراد المُهيئين للتوظيف والباحثين بنشاط على وظيفة ولكنهم غير قادرين على إيجاها، وتشمل البطالة الأفراد المسرحين من الخدمة والمنتظرين العودة إلى الوظيفة، ولا تشمل الطلبة الخريجين منذ فترة قصيرة، أو المتقاعدين، أو الأشخاص من ذوي الهمم والذين يحملون قضايا شخصية، إضافةً للأشخاص الذين يريدون العمل ولكنهم لا يقومون بجهد للبحث عن عمل، بالإضافة إلى ذلك تحدّ البطالة من مؤشرات الوضع الاقتصادي للبلد.^[١]

البطالة

إليك ما يلي حول البطالة:

• تعريف البطالة لغةً: يعود أصل هذه الكلمة لمصدر أبطل، ويعني إيقام نشاط شيء ما وتأثيره، وهي الحالة التي لا يتواجد فيها وظائف يبحث عنها الناس.^[٢][٣]
• تعريف البطالة اصطلاحًا: تعرف البطالة بأنها حالة مُلازمة لكل شخص قد بلغ سن العمل أيّ 16 سنة فما فوق، وهو قادر ومتاح للعمل ولكنه عاطل عنه، حيث يبحث بإمكانياته ونشاطاته عن وظيفة، ويتواصل مع جهات مختلفة للبحث عن الوظائف، ويتقدم للشواغر، وتعد البطالة من القضايا الحساسة التي تدخل في اقتصادات العالم، وتستخدم العديد من الدول معدلات البطالة لتحديد كل ما يخص الاستقرار الاقتصادي لإرضاء المواطنين.^[٤]
• تعريف البطالة في السياسة وتأثيرها عليها: تعرف البطالة في عدم المساواة في الفرص في المجتمع، والتي تؤدي إلى ازدياد وتضخم العوامل المحددة لعدم الاستقرار السياسي، وترتبط البطالة بزعزعة الاستقرار السياسي، إذّ تؤدي بطالة الشباب إلى العنف السياسي والنزاع المسلح وخاصةً في البلدان النامية، فقد يلجأ الفرد للانخراط في أعمال شغب أو تمرد، ويختلف الأمر باختلاف مستويات التعليم لدى الأفراد.^[٥]
• تاريخ استخدام المصطلح: تم استخدام مصطلح البطالة تاريخيًا لأول مرة ما بين عامي 1885-1890.^[٦]
• أقسام البطالة: تنقسم البطالة إلى قسمين؛ بطالة طويلة الأمد، وبطالة قصيرة المدى، وفيما يلي سنشرح ونعرف كلًا منهما:
• البطالة طويلة المدى: عُرفتْ البطالة طويلة الأجل من قِبل مكتب إحصاءات العمل بأنها بقاء الشخص بلا عمل لمدة ستة أشهر فأكثر أو لأطول من هذه المدة، ويقوم خلالها بالبحث عن وظيفة، ولا يوجد أي سبب مُعين للبطالة طويلة المدى، ولكنها نتيجة لعوامل اجتماعية واقتصادية وفردية متعددة، وتنقسم هذه البطالة لفئتين؛ بطالة دورية وتحدث نتيجة للركود الاقتصادي، وبطالة هيكلية والتي تنتج عند عدم تلبية مهارات العمال لاحتياجات سوق العمل.^[٧]
• البطالة قصيرة المدى: وهي البطالة التي تستمر ما بين شهر حتى 6 أشهر؛ أي تقتصر على مدة تتراوح ما بين الأسبوع والستة أشهر ولا تزيد عن ذلك.^[٨]

كيف يتم حساب نسب البطالة ومعدلاتها؟

حساب نسبة البطالة

يتم احتساب معدل البطالة بقسمة عدد العاطلين عن العمل على العدد الإجمالي للقوى العاملة، ثم يُضرب العدد في الرقم 100، ومثال على ذلك لنفترض أن هنالك 7.7 مليون شخص عاطل عن العمل، وهنالك 159.1 مليون شخص في القوى العاملة، فنقسم العدد 7.7 مليون على 159.1 مليون، ومن ثم نقوم بضرب الناتج بالرقم 100، فتنتج نسبة أو معدل البطالة البالغ 4.8%.^[٩]

معدل البطالة

يُعرف معدل البطالة بأنه نسبة القوى العاملة العاطلة عن العمل، وهو مؤشر متغير؛ إذ يرتفع وينخفض عمومًا في ظل الظروف الاقتصادية المتغيرة بدلًا من توقعها، فعندما يكون الاقتصاد في حالة سيئة يكون هنالك شُح وندرة في الوظائف، ومن المتوقع أن يرتفع معدل البطالة، وعندما ينمو الاقتصاد بمعدل منطقي وطبيعي، وتكون الوظائف متوفرة نوعًا ما؛ فمن المتوقع أن ينخفض معدل البطالة حينها.^[١٠]

أنواع البطالة

للبطالة ستة أنواع نذكرها كما يلي:^[١١]

• البطالة الدورية: ويحدث هذا النوع نتيجة فقد الأفراد لوظائفهم بسبب تراجع الطلب الكلّي، وإذا استمر الانخفاض في إجمالي الطلب، إضافةً لاستمرار البطالة طويلة الأجل، ويُطلق عليها حينها بطالة ناقصة الطلب، أو عامة، أو بطالة كينزية.
• البطالة الهيكلية: تحدث هذه البطالة عندما تنخفض بعض الصناعات نتيجة التغيرات طويلة الأجل في ظروف السوق المختلفة، وتعد العولمة أحد أبرز وأهم الأسباب التي تزيد من البطالة الهيكلية في العديد من البلدان.
• البطالة الكلاسيكية: وتحصل هذه البطالة عندما تكون الأجور مرتفعة جدًا، وتسمى أيضًا ببطالة الأجور الحقيقية، وقد سيطر هذا التفسير للبطالة على النظرية الاقتصادية قبل الثلاثينات، وحينها قد ألقى العمال اللوم على أنفسهم لعدم تقبلهم الأجور المنخفضة.
• البطالة الموسمية: تتواجد هذه البطالة جرّاء إنتاج بعض الصناعات أو توزيع منتجاتها في أوقات معينة من السنة، وتشمل هذه البطالة القطاعات الزراعية، والسياحية، وقطاع البناء.
• البطالة الاحتكاكية: تسمى هذه البطالة أيضًا باسم بطالة البحث، وتحدث عند فقدان العمال لوظائفهم الحالية وهم في مرحلة بحث عن وظيفة أخرى، ويعد هذا النوع من البطالة من أكثر الأنواع استمرارًا؛ لأن العمال سيكونون دائمًا في مرحلة تغيير لوظائفهم، ولا توجد الكثير من الحلول للقضاء عليها.
• البطالة الطوعية: وتُعرَّف هذه البطالة بأنها حالة يختار فيها العمال عدم العمل بمعدل أجر التوازن الحالي؛ أي عندما يكون معدل الأجر المتوازن أقل من الأجر الضروري لتحفيز الأفراد على العمل.

أسباب البطالة

تتعدد أسباب البطالة وتختلف من نوع لآخر، فمثلًا هنالك أسباب لنوع البطالة الاحتكاكية، وأخرى للبطالة الهيكلية، وآخر للبطالة الدورية، وفيما يلي سنذكر الأسباب وفقًا لنوع البطالة الحاصل:^[١٢]

• أسباب البطالة الاحتكاكية
• ترك القوى العاملة طوعًا، ويحصل هذا الأمر عند توفير العاطلين عن العمل المال الكافي الذي يمكنهم من ترك وظائفهم الغير مُجدية، وتفرغهم التام للبحث عن فرصة عمل أفضل.
• انتقال العمال من مدينة لأخرى حتى يجدوا الوظائف المناسبة في المدينة الجديدة.
• دخول العمال الجدد ذوي الخبرة المنخفضة إلى القوى العاملة، ويشمل هذه الفئة الطلبة الخريجين من الدراسات الثانوية أو من الدراسات العُليا، والذين يبحثون عن وظائف مناسبة لمهاراتهم ومؤهلاتهم الجديدة، ويعد هذا السبب هو السبب الرئيسي لبطالة الشباب.
• عودة الباحثين عن العمل إلى القوى العاملة، وقد يكونون توقفوا عن العمل لتربية الأطفال، أو الزواج، أو رعاية الأقارب المسنين.
• أسباب البطالة الهيكلية:
• التقدم التكنولوجي، فعندما تحلّ أجهزة الكمبيوتر والريبوتات محلّ العمال، سوف يحتاج هؤلاء الأفراد إلى تدريب أكثف قبل أن يتمكنوا من العثور على وظائف جديدة في مجالات عملهم.
• الاستعانة بمصادر خارجية للعمل، فعندما تنقل الشركات مراكز التصنيع أو الاتصال الخاصة بها من بلد لآخر ذو تكلفة معيشية منخفضة، وتكون تكاليف العمالة أرخص بها، وتعلم العمال المهارات التي تحتاجها هذه الشركات، ستؤدي هذه العوامل بالتأكيد إلى البطالة.
• أسباب البطالة الدورية:
• ويحدث هذا النوع من البطالة عندما تكون هنالك وظائف أقل من عدد المتقدمين عليها، ويُعرف المصطلح الفني لهذا النوع "ببطالة نقص الطلب"، ويحدث خلال مرحلة الركود في دورة الأعمال لهذا السبب سمي هذا النوع بالبطالة الدورية.
• انخفاض الطلب الاستهلاكي، حيث تخسر الشركات الكثير من الأرباح عندما ينخفض الطلب، حيث أنه إذا لم يتوقعوا زيادة في المبيعات في أي وقت سوف يقومون بتسريح العمال.

تأثيرات البطالة

تؤثر البطالة على الفرد وعلى المجتمع والاقتصاد ككل، وفيما يلي نطرح أبرز الآثار السلبية والمساهمة في التأثير المضاعف للبطالة:^[١٣]

• انخفاض دخل الفرد، إذّ يعاني العاطلون عن العمل من انخفاض في الدخل نتيجة عدم عثورهم على وظيفة توفر لهم أجورًا، حيث يعتمدون على مدخراتهم أو على الأموال المقترضة لتمويل تكاليفهم الأساسية.
• مشاكل صحية على الفرد، تعد البطالة أمرًا مُرهقًا للغاية على الفرد، وتتسبب بمشاكل صحية مرتبطة بالتوتر كالصداع، وارتفاع ضغط الدم، وأمراض القلب، والأرق، وآلام الظهر، مما تتطلب زيارات إلى الطبيب واستخدام الأدوية لحل هذه الظروف الصحية.
• مشاكل أسرية كثيرة، يتعرض العاطلون عن العمل لتحديات عائلية متزايدة، وضغوط عديدة تؤثر سلبًا على رفاهية الأسرة، عدا عن تعرض الأطفال من قبل المسؤول عنهم العاطل عن العمل لعمالة الأطفال.
• تؤثر معدلات البطالة العالية في مناطق معينة إلى ارتفاع معدلات الفقر وزيادة الأحياء الفقيرة التي تزيد من التأثير المجتمعي للبطالة، عدا عن قلة المساكن الكريمة، ومحدودية وسائل النقل العام، والخدمات العامة، والمدراس التي تعاني نقصًا في التمويل.
• يؤثر العاطلون عن العمل على الاقتصاد ككل، فعندما يُنفق العاطل عن العمل أمولًا أقل؛ سيساهم في التقليل من المساهمة في الاقتصاد المتعلق بالخدمات أو السلع المباعة، فارتفاع معدل البطالة قد يُعرض الاقتصاد للفقر في المنتجات المباعة، مما يترك المؤسسات في مشكلة انخفاض الإيرادات.

طرق الحدّ من البطالة

وفيما يلي ندرج أبرز السياسات المُساعدة للحد من مشكلة البطالة:^[١٤]

• توفير أسواق عمل مرنة تُسهل توظيف العمال وفصلهم.
• خفض الحدّ الأدنى من الأجور للحدّ من البطالة الحقيقية للأجور.
• إعانة الشركات جغرافيًا لتحفيزها على استثمار المناطق المنكوبة.
• توفير التعليم والتدريب للأفراد للحد من البطالة الهيكلية.
• اتباع السياسة النقدية القائمة على خفض أسعار الفائدة لتعزيز الطلب الكلّي.
• اتباع السياسة المالية من خلال خفض الضرائب.