تعرف النميمة لغةً من الاغتياب، وهي كشف ما يُكْرَه كشفه أمام الجمع من الناس، والسعي بينهم بالفتنة، أما اصطلاحاً؛ فهي نقل الكلام عن المتكلم به إلى غيره بهدف الإفساد، ويجدر التفريق هنا بين الغيبة والنميمة لتشابه المعنى، فالنميمة أعم وأشمل من الغيبة، لكون الأخيرة ذكر المغتاب بما يكره، أما النميمة فهي نقل الكلام من طرف لآخر سواء فيما يكره أو لا يكره، وقد ذم العرب النميمة منذ القدم، وسنبين لكم أدناه ما هي آثار النميمة على الفرد والمجتمع في نواحٍ عدة.[١][٢]


آثار النميمة المادية والملموسة

قد يظن البعض أن النميمة مجرد كلمات ليس لها تأثير فعلي ملموس على أرض الواقع، إلا أن هذا الاعتقاد خاطئ فعلاً، فالنميمة تنعكس سلباً وقد تؤدي إلى ما يلي:[٣][٤]

  • انخفاض أو خسارة الإنتاجية في المجتمعات، وبالأخص في الشركات والمنشآت؛ وذلك لانشغال الأفراد بالثرثرة أكثر من القيام بالمهام الرسمية أو الإنتاجية المطلوبة.
  • الإيذاء الجماعي المادي أو الملموس، فالنميمة تؤثر بشكل سلبي على العلاقات بين الأفراد في المجتمع، والتي قد تتطور إلى الاعتداء الجسدي والإيذاء.
  • قد تقوم النميمة على إنشاء أفكار انتحارية لدى الضحية في بعض الأحيان.


آثار النميمة النفسية والمعنوية

قد تكون آثار النميمة النفسية أو غير الحسية أقوى وأعظم من المادية، فالكثير من الأفراد يلجؤون إلى العلاج النفسي بسبب النميمة، وفيما يلي بعض آثارها:[٤][٥]

  • للنميمة تأثير سلبي فعّال وطويل الأمد على ثقة الشخص المستهدف عند الغالبية.
  • قد تؤثر النميمة على احترام الفرد لذاته.
  • قد تقود النميمة إلى تطور حالات من الاكتئاب والقلق عند الفرد.
  • إضرابات الأكل، وهي حالة متطورة وخطيرة بحسب ما وصفتها مختبرات مايو كلينك، إذ ترتبط بسلوكيات الأكل المستمرة مما يؤثر على الصحة والعواطف بشكل سلبي.
  • تمتد النميمة لتخرج من واقعنا المادي إلى الواقع الافتراضي، ففي دراسة أجريت على مراهقين كان مفادها أن من كان قد تعرض منهم للنميمة أو التنمر الناتج عن النميمة، يختبرون مستويات أعلى من الانتهاك العاطفي أكثر من غيرهم.[٦]


آثار النميمة الاجتماعية

بما أن الفرد هو المكوّن الأساسي الفعّال والأولي في أي مجتمع، فإن آثار النميمة تؤثر أيضاً على المجتمعات بالشكل التالي:[٧]

  • تؤثر النميمة بشكل سلبي على ديناميكية العلاقات بين الأفراد في المجتمع أو داخل مؤسسة ما، ومن الممكن أن تؤدي إلى حالات من الصراع المزمن.
  • في معظم الوقت، قد تتصاعد النميمة إلى مرحلة التنمر والإيذاء.
  • أكثر أشكال الصراعات في المجتمعات نتيجةً للنميمة هي الإسقاطات الوهمية والقولية الخاطئة، وهي عندما يُنسب إلى الشخص المستهدف خصائص أو سمات لا يمتلكها على أرض الواقع بهدف التشهير.
  • قد تصل أشكال الصراعات في المجتمعات إلى مرحلة التجريد من الإنسانية؛ أي نزع الصفات من شخصية الأفراد بهدف الإيذاء، مما يتسبب بالكثير من المشكلات بين الأفراد.


آثار النميمة في المنشآت التجارية والأعمال

تمتد آثار النميمة لتشمل الشركات التجارية والمنشآت وكل التجمعات الرسمية للأفراد، وإليك بعض آثارها:[٨]

  • قد تؤدي النميمة إلى انهيار تماسك القسم أو الدائرة؛ وذلك بسبب المعتقد الذي قد يكون خاطئاً حول واحد أو أكثر من زملاء العمل.
  • جعل الثقة والتعاون الوظيفي أمراً مستحيل بين الأفراد في العمل.
  • الإذلال والذي يعد أحد أشكال الصراعات داخل المجتمعات الرسمية وبيئات العمل.
  • انخفاض الرضا الوظيفي بين العاملين.

المراجع

  1. "Negative Rumor: Contagion of a Psychiatric Department", US National Library of Medicine National Institutes of Health, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  2. "النميمة"، المعجم، اطّلع عليه بتاريخ 14/6/2021. بتصرّف.
  3. "Negative Rumor: Contagion of a Psychiatric Department", US National Library of Medicine National Institutes of Health, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  4. ^ أ ب "Gossip", Good Therapy, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  5. "Eating disorders", Mayo Clinic, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  6. "Is Gossip Good For You?", University Of Miami Health News, Retrieved 24/6/2021. Edited.
  7. "Negative Rumor: Contagion of a Psychiatric Department", National Center for Biotechnology Information, U.S. National Library of Medicine, Retrieved 17/6/2021. Edited.
  8. "Negative Rumor: Contagion of a Psychiatric Department", US National Library of Medicine & National Institutes of Health, Retrieved 17/6/2021. Edited.