لماذا الصداقة مهمة في حياتنا؟

تعد الصداقة رابطة قوية بين شخصين يشاركان بعضهما بالمودة واللطف والتعاطف والولاء، وقد يتشاركان بالقيم والمعتقدات أيضًا، وتختلف درجات الصداقة بحسب بعض المعايير، ويتمتع الصديق الجيد بسمات عدة؛ كالوفاء، والإخلاص، والعطف وغيرها،^[١] ويساهم وجود الأصدقاء بتطوير الذات؛ إذ يساعد الأصدقاء الحقيقيون في إحداث التغييرات الإيجابية في حياة المرء، وخلق ممارسات وعادات صحية، ويعززون دائمًا من ثقة الفرد بنفسه من خلال التشجيع والدعم لاختياراته، فضلًا عن العديد من الأمور الأخرى التي سنذكرها في هذا المقال.^[٢][٣]

أهمية الصداقة وفوائدها

تتضمن الصداقات الناجحة والحقيقية الدعم المتبادل بين الصديقين، فالصديق الجيد يحاول تقديم كل ما بوسعه لمساعدة صديقه، ويُصغي إليه دائمًا، ويتقبله بكل ما فيه، كما أنه جدير بالثقة في أي ظرف، وفيما يلي سنطرح أبرز الفوائد التي تعود على المرء من صداقاته:^[٢][٣]

• التقليل من الشعور بالوحدة ومنع العزلة الاجتماعية: يؤثر الشعور بالوحدة والعزلة الاجتماعية على صحة الفرد الجسدية والنفسية، ويعتمد هذا التأثير على جودة الصداقة، فيتحقق بقوة ضمن الصداقات الموثوقة.
• التقليل من التوتر والقلق: تقلل الصداقات من الأعراض المزاجية كالاكتئاب والغضب، وأعراض التوتر التي تؤثر على جهاز المناعة وتسبب الأرق، ومشاكل في الجهاز الهضمي، ومشاكل قلبية، وارتفاع ضغط الدم، حيث تساعد الصداقات القوية المرء على التعامل مع التوتر بطريقة أكثر فعالية، وتقلل فرص مواجهة التوتر من الأصل، ويساعد الصديق في التنفيس عن النفس، ويساهم في طرح الحلول.
• الدعم العاطفي: وذلك من خلال الاستماع الجيد للمشاكل، والقيام بأمور لطيفة من أجل الصديق، ومحاولة الإلهاء عند الشعور بالحزن أو الانزعاج من أجل تحسين المزاج، إذ يدعم الأصدقاء الصحة العاطفية من خلال الهوايات والاهتمامات المشتركة.
• الشعور بالانتماء والولاء: إن الاهتمام بالآخرين يجعل حياة المرء ذات قيمة وأهمية، فعندما يهتم بأصدقائه يتحمل المسؤولية بشأن الدعم العاطفي، وهذا الأمر يمده بالقوة، ويثق بأن لديه ملجأ يمكن أن يأوي إليه عندما يحتاج للأمان في حياته.
• الدعم من خلال التحديات: قد يتعرض المرء في حياته للعديد من التحديات المختلفة التي تؤثر على المدى الطويل على راحته النفسية، لذلك يحتاج إلى الأصدقاء لمساعدته في مواجهتها بطريقة أكثر سهولة، ويعززون من المرونة الفكرية لديه لحلها.
• بناء الثقة بالنفس: كل إنسان لديه شكوك ذاتية وانعدام في الثقة الداخلية، حيث أنّ وجود الأصدقاء الداعمين يلعب دورًا كبيرًا في احترام الذات، وزيادة تقدير المرء لنفسه وحبها، ويتم هذا الأمر من خلال تقديم المدح والطمأنينة عند الشعور بالخوف.

تأثير الصداقة على الفرد

تدعم الصداقة الفرد وتؤثر على صحته الجسدية والنفسية وتساهم في رفاهيته الاجتماعية كما يلي:^[٤][٥]

• تحسن من مزاج الفرد: إن تواجد الأصدقاء من أجل الفرد يعزز من الحالة النفسية له، ويمنحه راحةً وهو في أمس الحاجة إليها، ويساعدون في خلق المواقف الطريفة، وبالتالي مساعدته على الضحك وزيادة هرمونات السعادة في جسده.
• إشعال روح الحماس داخل الفرد: إذ يدعم الأصدقاء أهداف الفرد وهواياته، ويساعدونه في تعلم مهارات جديدة تهدف إلى تحسين صحته النفسية، ويلزمونه بتحقيق أهدافه لمشاركتهم لها، عدا عن تحسين تواصل المرء مع الآخرين، وزيادة تقديره لذاته.
• زيادة الشعور بالتفاؤل: يعد الدعم الاجتماعي من قبل الأصدقاء العامل الرئيسي للشعور بالتفاؤل والذي يزيد من الرضا في الحياة، كما يقلل من الشعور بالاكتئاب، وهنالك العديد من الدراسات المختصة في علم النفس الاجتماعي منها أن الدعم الاجتماعي يغير من نظرة الإدراك البصري للتحديات.
• العيش لفترة أطول: فالحصول على الدعم الاجتماعي كما تحدثنا أمر هام للغاية، فوجود شخص يستند عليه المرء ويرعاه يزيد من فترة عمره بحسب دراسات أُجريت بخصوص هذه القضية.
• زيادة السعادة والرفاهية النفسية: فالعلاقات الاجتماعية ضرورية للشعور بالسعادة، حيث أنّ مرافقة الأصدقاء السُعداء يعد أمرًا معديًا ومؤثرًا بحسب دراسات قد أجريت والتي أثبتت أن السعادة تعد معدية خلاف الحزن.

صفات الصديق الجيد

هنالك العديد من الصفات والسمات للصديق الجيد نذكر بعضًا منها فيما يلي:^[٦][٧]

• وفِيّ: يتواجد في أي وقت يحتاجه صديقه به، ويؤثِر على نفسه وعلى حساب راحته من أجل صديقه، ولا يكلف أصدقاءه بالتعامل معه برسمية أو أي تكلف.
• مخلص: يحب صديقه بكل حالاته وقد لا يُلقي بالًا لعيوبه، كما ينصحه دائمًا بلطف ورقّة من أجلها حتى لا يشعر بأي ضعف أو نقص.
• يحب الخير لصديقه: فلا يغار من صديقه أبدًا، ويتمنى له الخير كما يتمناه لنفسه دون أي بغض أو غيره.
• يُضحك أصدقائه دائمًا: فتجده دائمًا بشوش ومرح، ويدخل الفرح والضحك إلى قلب أصدقائه، ويحسن من حالاتهم المزاجية العارضة.
• صادق: وهي أهم صفة تميز الصديق الجيد، إذ يعاتب المرء بصدق ويوضح له أخطاءه وهفواته بإيجابية، ولا يتركه يُعاني لوحده، بل يشاركه الحزن حتى ينقضي.