كيف أتعامل بهدوء مع أطفالي؟

تُعد التربية عملية متكاملة توفر فرصة لنمو الفرد من الناحية الشخصية والجسمية والعقلية والعاطفية والاجتماعية، حتى يستطيع التكيف مع المجتمع والحياة عمومًا، ويتم السعي من خلالها إلى تحقيق أهداف مبنية على معتقدات الأبوين والمجتمع ولا بد أن تكون مبنية على الاعتدال والتوازن فلا يكون إفراط في جانب أو نقص في آخر.^[١]

كيف أتعامل بهدوء مع أطفالي؟

فيما يلي طرق للتعامل مع أطفالك بهدوء:^[٢]

• خصّص وقتاً للاختلاء بطفلك: لأنه أمر مهم لبناء أي علاقة جيدة، ويُمكن دمج هذا الوقت مع العديد من النشاطات مثل جلي الصحون أو التحدّث معه عند نشر الغسيل.
• أثْنِ على أفعاله الحميدة: غالبًا ما يركز الآباء والأمهات على هفوات وأخطاء الأطفال، وقد يفهم الطفل ذلك على أنه سبيل لجذب الانتباه إليه، لهذا تستمر سلوكياته السيئة بدلًا من إنهائها، فالمديح يجعل الأطفال يشعرون بأنهم يحظون بحبّ أهاليهم وبأنّهم متميّزون.
• فهم طفلك ما الذي تنتظره منه بالضبط: فطلبك منه بأن يبقى هادئًا ليوم كامل مثلًا هو طلب قد لا يقدر عليه مقارنة بطلبك منه أن يصمت لعشر دقائق عندما تتحدث على الهاتف، لذا لا تطلب منه ما لا يستطيع فعله.
• ابتكر أساليبَ لإلهائه: يجب البحث عن العديد من الأنشطة الإيجابية والنافعة التي تصرف انتباه طفلك عن شيء ما في العديد من اللحظات.
• استخدم عقوبة هادئة: وهي عملية تحسن السلوك عنده وتعلّمه المسؤولية في ذات الوقت.
• الثبات عامل مهمّ في التربية الإيجابية: فتنفيذك لوعيدك أمر مهم، وهذا يعطي أطفالك تحذيرًا وفرصة لتغيير سلوكهم، وفي حال خطئهم بأمر قد نُبهوا عليه يجب تنفيذ العقوبة بهدوء ودون إظهار الغضب.

نصائح حول التعامل بهدوء مع الأطفال

فيما يلي أهم النصائح التي تساعدك في التعامل بهدوء مع أطفالك:^[٣]

• اذهب إلى منطقة هادئة: ويُمكن تخصيص مكان تذهب إليه لتهدأ، قبل الصراخ أو الرد بسخرية أو غضب، وسوف يتعلم أطفالك الكثير منك بهذه الطريقة وربما يتطلعون إلى مكانهم الخاص.
• اخرج للمشي أو الجري: يُمكن ممارسة الرياضة دون التحدث أو التفكير بالذي حصل لتهدئة النفس.
• خذ نفسًا عميقًا عندما تشعر بالضيق: يمكن أن يساعد إبطاء التنفس على تهدئة أجسامنا من الناحية الفسيولوجية، مما يؤدي إلى حالة عقلية أكثر هدوءًا، ويُمكنك أن تتحدث مع أطفالك حول كيف يمكن للتنفس أن يساعدنا على الهدوء، ويمكنكما التدرب معًا، كما أن العناق أمر بسيط قد يجذب طفلك كطريقة للتهدئة.
• العد من (1-100): مجرد التوقف مؤقتًا قبل الاستجابة يمكن أن يساعد في منع خروج الكلمات السيئة من الفم، وتعليم أنفسنا وأطفالنا هذه المهارة قد يغير الحياة للأفضل.
• فكر في شيء أنت ممتن له: فهو يساعدك على الهدوء، وإذا قمت بتدوين ملاحظة عن بعض الأشياء التي تشعر بالامتنان لها أو كتبت رسالة شكر، فسوف تشعر بهدوء أكبر بعد ذلك.
• اجلس بهدوء واشرب الماء: أو يُمكنك شرب كوب من الشاي أو تناول قطعة فاكهة، ومجرد الجلوس بهدوء واحتساء كوب من الماء هو وسيلة للتخلص من أي مواجهة أو موقف مرهق في متناول اليد.

طرق أخرى للحفاظ على الهدوء في التعامل مع الأطفال

فيما يلي طرق أخرى يُمكن تعليمها للأطفال للحفاظ على الهدوء أثناء التعامل معهم:^[٤]

• علمه أن يتعاطف: غالبًا ما لا يهتم الأطفال الصغار بالتأثير الذي قد يحدثه سلوكهم على أي شخص آخر، فإذا ضرب أحدًا أو عضه أو ركله، يُمكنك النزول إلى مستواه وسؤاله بهدوء عن شعوره إذا فعل أحدهم له ذلك.
• حلول العصف الذهني: منها ما يحبه الأطفال كلعبة التظاهر ويمكن استخدام ذلك لتعليمهم كيفية التفاعل مع الأشياء التي تُثير غضبهم.
• افصله عن المشاهد العدوانية العصبية: يميل الأطفال الذين يرون سلوكًا عدوانيًا أو عنيفًا على شاشة التلفاز أو في ألعاب الكمبيوتر أو حتى في الشارع، إلى أن يكونوا أكثر عدوانية عندما يلعبون، وفي حال رؤيته لذلك يُمكن أن تشرح له أن الضرب ليس طريقة جيدة للتصرف ولا يحل المشاكل.
• لا تصفعه: إذا كنت معتادًا على صفع طفلك عند الغضب، فأنت بحاجة إلى التعبير عن ذلك بشكل بناء أكثر، فهذا الأسلوب يعلمه أن يكون غاضبًا أو منكسرًا، ويكسبه عادة لصفع الآخرين.

فوائد التعامل بهدوء مع الأطفال

فيما يلي مجموعة من الفوائد للتعامل بهدوء مع الأطفال:^[٥]

• يساعد الآباء على بناء علاقات وثيقة مع الأبناء، ويُساعد على اكتشاف نقاط القوة والضعف لدى الأطفال، والتعرف لمخاوفهم وتجاوزها.
• يُساعد الآباء على تلبية احتياجات أطفالهم من الحب والاهتمام والتوجيه، بالإضافة إلى الانضباط الذي يتيح للأطفال رؤية حب والديهم من خلال الوقت الذي يقضونه معًا، كما يعلمهم كيفية استكشاف العالم، وكيفية مراقبة المواقف العدوانية وتجنبها.
• يعزز الحالة النفسية وتقدير الذات عند الأطفال ويوفر لهم نموذجًا صحيًا للأبوة.
• يجعل الأطفال أقل عرضة للدخول في المشاكل التعليمية والصحية والعاطفية والسلوكية، وأقل عرضة للانخراط في السلوك الإجرامي مع أقرانهم.

تأثير الصراخ على الأطفال

عندما يسيء الأطفال التصرف أو يتصرفون أو يرفضون الاستماع، نلجأ إلى الصراخ الطفل أو يلجأ الأطفال أنفسهم إلى الصراخ ولهذا آثار سلبية: ^[٦][٧]

• ثبت أن للصراخ على الأطفال آثارًا نفسيةً ضارةً، فقد يشعرون بالسوء، ويظهرون عدوانية متزايدة، والصراخ المستمر، وزيادة القلق، وتدني احترام الذات، والمشاكل الاجتماعية والسلوكية، والكآبة، وسلوك التنمر.
• يميل الأطفال إلى معاملة الآخرين بنفس الطريقة التي يعاملهم بها الناس، فالعادات والميول التي تنشأ لدى الأطفال من المعاملات التي تعرضوا لها في طفولتهم، يمكن أن تؤثر في علاقاتهم ندما يكبرون.
• يمكن أن تؤثر السلوكات العنيفة والصراخ على التطور الشخصي للطفل في مجالات الحياة الأخرى، وهو ما يجعل المشكلة السلوكية تزداد سوءًا، وقد يرى العديد من الآباء أن الصراخ حل سريع لإصلاح سلوكيات أطفالهم غير المنطقية لكن عليهم إعادة التفكير وتقويم سلوكهم.
• يؤثر الصراخ على الصحة الجسدية للأطفال، فالذين يتعرضون للإيذاء اللفظي من قبل آبائهم يتعرضون للتوتر، ويصبح هذا الضغط جزءًا منهم عندما يكبرون، وإذا لم تتم إدارة المشكلة على نحو صحيح، يمكن للطفل أن يصاب بمشاكل صحية جسدية مختلفة سيضطر إلى إدارتها لبقية حياته.
• يمكن أن يسبب الصراخ آلامًا مزمنة، وربطت الأبحاث حالات الألم المزمن في مرحلة البلوغ مثل التهاب المفاصل والصداع السيئ ومشاكل الظهر والرقبة بتجارب الطفولة السلبية من الصراخ والصفع، التي استخدمها الآباء لتصحيح سلوكيات الطفل السيئة.