يمكن أن تكون المراهقة مرحلة صعبة من حياة الأفراد الذين تتراوح أعمارهم بين 10-19 عاماً؛[١] وذلك لأنها المرحلة الانتقالية للنمو والتطور بين الطفولة والبلوغ التي يتعرض خلالها المراهق للعديد من التغييرات الجسدية، والمعرفية، والعاطفية، والنفسية، بالإضافة إلى الصراعات الداخلية والخارجية العديدة التي يمكن أن تجلب القلق للمراهق وعائلته، حيث يحتاج الوالدان إلى التقرّب من أطفالهم والتعامل مع مشكلاتهم بعناية طوال هذه الفترة حتى بداية مرحلة البلوغ والاكتفاء الذاتي؛ وذلك لتعزيز نموهم الصحي.[٢][٣]


كيفية التعامل مع المراهق العنيد

فيما يلي بعض طرق التعامل مع المراهق العنيد:

  • قم بوضع حدود واضحة ومحددة للتعامل مع المراهق العنيد والحفاظ على علاقة عملية وبنّاءة؛ وذلك لأن معظم المراهقين يرغبون بالحصول على أكبر قدر من الاستقلال والاعتماد على الذات، مما يجعلهم يميلون بشكل كبير إلى تحدي الآخرين وكسر القوانين، لذلك يفضّل إعلام المراهق بما يجب فعله مثل "قم بترتيب غرفتك وستشعر بتحسن كبير" بدلاً مما لا يجب فعله مثل "لا تكن فوضوياً".[٤]
  • امدح السلوك الجيد؛ وذلك من خلال تقديم المجاملات أو الثناء أو الشكر البسيط عندما ترى ابنك المراهق يتخذ خياراً جيداً أو يفعل شيئاً يعود عليه بالمنفعة؛ مثل "شكراً جزيلاً على تنظيف غرفتك دون أن يُطلب منك ذلك"، بحيث تكون طريقة الشكر ليست ساخرة أو مبالغاً فيها، حيث ستشجع مثل هذه الكلمات الصغيرة ابنك على الاستمرار في فعل الأشياء الجيدة.[٥]
  • علّم ابنك المراهق مهارة حلّ المشكلات بغض النظر عما يقوله عن الرغبة بحلّ مشكلاته بنفسه، حيث أن جزءاً من دورك بصفتك أحد الوالدين هو أن تكون معلماً ومدرباً ومشجعاً لابنك، والذي من المرجح أنه يرفض فعل بعض الأشياء مثل القيام بواجباته ليس بغرض العناد إنما ببساطة بسبب مواجهة صعوبات في فهم واجباته الصفية، أو ربما يخشى التحدث في الأماكن العامة لذلك يرفض إعداد مشروعه، فقد تحتاج إلى مساعدته في هذه الحالة على تطوير مهارات جديدة وإبداعية في حلّ مشكلاته الشخصية والمدرسية وغيرها.[٥]
  • اطرح أسئلة صادقة على ابنك المراهق، وحاول تجنب طرح أسئلة تتسم بتوجيه الاتهام التي يمكن أن تجعل المراهق يتخذ موقفاً دفاعياً؛ مثل "لماذا لا يمكنك الاستيقاظ في الوقت المحدد؟ ما هي مشكلتك؟" وذلك لأن هذه الأسئلة تؤدي فقط إلى الصراع وليس الحلّ، بدلاً من ذلك يمكنك سؤاله عن أفكاره ومشاعره تجاه شيء معين، ودعه يشعر بأنك تؤمن به وتفهمه، وأنك لست غاضباً منه بسبب معاندته في الكثير من المواقف، مما يمكن أن يؤدي إلى تطوير ثقة حقيقية لدى ابنك عندما يرى أن لديك إيماناً بقدراته ولديه مساحة شخصية للتعبير عن نفسه.[٦]
  • إذا كنت تشعر بالفضول بشأن ما يحدث في حياة ابنك المراهق، فقد لا يكون طرح الأسئلة المباشرة بنفس فعالية مجرد الجلوس والاستماع لما سيقوله دون تطفل، حيث من المرجح أن يكون الأطفال أكثر انفتاحاً مع والديهم إذا لم يشعروا بالضغط لمشاركة المعلومات، وتذكر أن استخدام عبارات وتعليقات إيجابية حول الأحداث اليومية لابنك المراهق هي طريقة جيدة للتواصل، حيث أنه من المهم أن يعرف المراهقون في هذه الفترة أنهم يمكن أن يكونوا مقربين من والديهم، وأنه بإمكانهم مشاركة تجاربهم معهم دون الحاجة إلى القلق من طرح أسئلة تطفلية تؤدي إلى الميل لكتم المشاعر والأفكار؛ وذلك لتجنب الفضولية الزائدة من جانب الوالدين.[٧]
  • أظهر الثقة تجاه ابنك المراهق؛ وذلك لأن الأطفال في هذه المرحلة يريدون من والديهم أن يأخذوهم على محمل الجد، لذلك ابحث عن طرق لإظهار أنك تثق بابنك المراهق، واطلب منه القيام ببعض الأشياء التي تدل على أنك تعتمد عليه، حيث يمكن أن يؤدي ذلك إلى تعزيز ثقة ابنك بنفسه وزيادة روابط المحبة بينكما.[٧]
  • قم بتنظيم أنشطة جماعية تشعرك بأنك على تواصل مع ابنك المراهق، حيث يمكنكما قضاء وقت رائع في القيام بأشياء يستمتع بها كلاكما، سواء أكان ذلك الطبخ أو التنزه، أو الذهاب إلى السينما، دون التحدث بأي شيء شخصي بالضرورة.[٧]
  • كن نموذجاً للمشاعر الصحية؛ وذلك من خلال إخبار ابنك المراهق بالطريقة التي تعتقد أنه يجب أن يتصرف بها، وإعطائه جميع أنواع الاستراتيجيات، ولكن إذا كنت تسيء التعامل معه باستخدام الصراخ، أو الغضب، أو العنف، أو التعليقات السلبية فسيؤدي ذلك إلى عكس ما تتوقعه من ابنك، لذلك من المهم جداً تعلم كيفية إدارة انفعالاتك ومشاعرك لتكون مثالاً يحتذى به عندما يتعلق الأمر بالتعبير عن المشاعر الصحية.[٨]
  • ركز على السلوك وليس على الشخص خاصة عند التحدث مع ابنك المراهق عن السلوكيات التي تزعجك، وذلك بإخباره بأنك لا تحب هذه السلوكيات دون التعليق على شخصية المراهق نفسها؛ فمثلاً بدلاً من إخبار ابنك "أنا لا أحبك الآن" أو "أنت شخص غير جيد" قم بإخباره "أشعر بالانزعاج عندما تتحدث معي بهذه الطريقة".[٩]
  • تجنب دائماً مقارنة ابنك المراهق بأشخاص من عمره مثل أقاربه، أو أصدقائه، أو جيرانه، حيث يعتقد بعض الآباء بأن المقارنة ستؤدي إلى تحسين المراهق لسلوكه لكسب رضا الوالدين، ولكنه في الحقيقة ستكون ردة الفعل لهذه المقارنات سلبية تماماً؛ لأن ذلك يضعف ثقة المراهقين بنفسهم، ويمكن أن يفقدوا أيضاً الاهتمام والشغف بأداء الأعمال المدرسية أو الأنشطة المختلفة الأخرى.[١٠]


نصائح أخرى للتعامل مع المراهق العنيد

إليك ما يلي بعض هذه النصائح:

  • حاول أن تكون توقعاتك معقولة، حيث يميل المراهقون دائماً إلى الارتقاء لمستوى التوقعات الأبوية، وإذا كانوا عاجزين عن ذلك فقم بالاستجابة لهم بشكل داعم، وشجعهم على السلوكيات الجيدة.[١١]
  • امنح المراهقين فرصة لتأسيس شخصيتهم وهويتهم الخاصة، وامنحهم المزيد من الاستقلال والاعتماد على الذات في بعض المجالات، حيث سيساعدهم ذلك على تحديد مكانهم في العالم، وستكون لهم مساحتهم الخاصة للتعبير عن نفسهم.[١٢]
  • لا تتوقع أن يوافق المراهقون على كل ما تقوله، فمن الطبيعي أن تكون آراء الآباء والمراهقين في بعض الأحيان مختلفة تماماً لأسباب كثيرة منها الفجوة بين الأجيال.[١٣]
  • دع ابنك يعرف أنك مهتم بما يفعله في المنزل أو المدرسة أو أي نشاطات أخرى رياضية أو موسيقية يقوم بها في وقت الفراغ، وقدم له الدعم والتوجيه.[١٣]
  • ساعد ابنك المراهق في تحديد أهدافه، حيث يتعلم المراهقون كيفية التفكير بشكل استراتيجي عندما يشجعهم الآباء على تحديد الأهداف، ومساعدتهم على تطوير خطة للوصول إليها.[١٤]


صفات المراهق العنيد

إليك ما يلي بعض هذه الصفات:[١٥]

  • لديهم قدرة منخفضة على تحمل الإحباط، ويميلون للتعبير عن غضبهم بطريقة غير مناسبة ومؤذية في بعض الأحيان للآباء.
  • يحبون المجادلة والانخراط في صراعات على أصغر الأشياء مع الوالدين، ولا يستسلمون عند النزاعات، وغالباً ما يتسبب إصرارهم العنيد في إرهاق من حولهم.
  • غالباً ما تكون لديهم رؤية معينة في أذهانهم حول الطريقة التي يجب أن تكون عليها الأشياء، ويشعرون بالضيق إذا لم تكن هذه الأشياء كما يرغبون.
  • يفضل المراهقون العنيدون وضع قواعدهم وسياساتهم الخاصة بهم بدلاً من اتباع قواعد يضعها غيرهم.
  • يميل المراهقون العنيدون إلى اتباع ما يسمى بالاستماع الانتقائي؛ أي أنهم يسمعون الجزء الذي يرغبون أن يطبقوه من الكلام ويتجاهلون ما تبقى إذا كان لا يناسب رغباتهم واحتياجاتهم.


المراجع

  1. "Adolescence", britannica, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  2. Brittany Allen, Helen Waterman, "Stages of Adolescence", healthy children, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  3. "Common Teenage Problems And Their Solutions", JBCN International School, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  4. Kaja Perina (19/7/2015), "7 Keys to Handling Difficult Teenagers", psychology today, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  5. ^ أ ب "10 STRATEGIES FOR DEALING WITH A DEFIANT TEEN", Middle Earth, 12/10/2015, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  6. Debbie Pincus, "5 Secrets for Communicating With Your Teenager", empowering parents, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Tips for Communicating With Your Teen", Child Mind Institute, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  8. "The Best Ways to Handle Teen Anger, According to Psychologists", good housekeeping, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  9. "Dealing with Disrespectful Teenage Behaviour", Healthy Family BC, 30/11/2014, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  10. Sukhpreet Kaur (13/9/2019), "6 Strategies to Handle Stubborn Teenagers", recursource, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  11. "Parenting skills: Tips for raising teens", mayoclinic, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  12. Jeanie Lerche Davis, "10 Parenting Tips for Raising Teenagers", WebMD, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  13. ^ أ ب "Parenting teenagers", Parenting Across Scotland, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  14. "Tips for Parents of Teens", Alberta, Retrieved 15/6/2021. Edited.
  15. Amy Morin (21/9/2020), "10 Signs You're Raising a Strong-Willed Child", very well family, Retrieved 15/6/2021. Edited.