تعد تربية الأبناء من أصعب الأمور التي يواجهها الوالدان وخاصةً في هذا الوقت الحالي الذي تمر به المجتمعات المحيطة بمراحل انتقالية وانفتاح لامحدود على كافة شرائح الأفراد، وقد أدى هذا الانفتاح إلى جانب التطور السريع والمستدام إلى حدوث تأثيرات سلبية على أخلاق الأطفال، لذلك من الضروري مساعدة الطفل في بناء شخصية مستقلة ذات قيم ومبادئ سوية وبمجرد تأسيس شخصية الطفل على قواعد ومعتقدات وقيم صالحة؛ سيكون فردًا فعالًا في مجتمعه وقادرًا على تحمل المسؤولية، وإذا لم تؤسس شخصيته منذ الطفولة فسيكون عالةً على مجتمعه وأسرته، وفي هذا المقال سنتناول أبرز مهام وأدوار الأبوين في تربية الأبناء وتنشئتهم.[١]
دور الآباء في تربية الأبناء
ندرج فيما يلي أهم الأدوار والواجبات التي تقع على مسؤولية الوالدين أثناء تربية أبنائهم:[٢][٣]
التنشئة الجسدية الصحية للأبناء
يجب تعليم الأبناء أسالب وأنماط حياة تساعدهم في التمتع بحياة صحية جسديًا من خلال تعويدهم على ممارسة مهارات رياضية بانتظام وبما يفضلونه من أنواع الرياضة المختلفة دون إجبارهم على نوع معين، بالإضافة إلى الالتزام باتباع نظام غذائي صحي يكفل حصولهم على كافة العناصر الغذائية الهامة لنموهم، ويتم هذا الأمر من خلال بعض الإرشادات التي يقوم بها الوالدان أثناء تخطيط برامجهم اليومية الروتينية بحيث يتم إدخال ممارسة الرياضة لها إلى جانب النظام الغذائي المناسب لضمان نموهم البدني على الوجه الصحيح، ويعد هذا الدور واحدًا من حقوق الطفل على الوالدين.
التنمية المعرفية للأبناء
تساهم التربية الإيجابية الفعالة في تحسين أساليب الطفل ومهاراته المعرفية، والمجتمعية، بل وتساعده على حل المشكلات والعقبات، كما أن التربية الإيجابية تساعد في تنمية الأبناء وتطورهم ليكونوا نسخًا من أفراد أفضل في مستقبلهم وحياتهم المقبلة، وتعتمد التربية الإيجابية على التفاعل والتشجيع وخاصةً في بداية عمر الطفل، أمّا فيما يتعلق بالأبناء الأكبر سنًا فإن التربية الإيجابية ستساعدهم على حل المشكلات بأسهل الطرق الممكنة وأسرعها، بالإضافة إلى تعليمهم كيفية الالتزام والانضباط، وتنظيم الوقت.
التنمية الاجتماعية للأبناء
ويتم هذا الدور من خلال تعليم الأبناء المبادئ والقيم الجيدة وغرسها في نفوسهم، وتعليمهم كيفية التعامل مع الآخرين في المواقف الحياتية المختلفة، وحثهم على التعاون لتحقيق الأهداف المشتركة مع الآخرين والابتعاد عن الأنانية، وتعليمهم كيفية اختيار الرفقاء المناسبين لهم من خلال تثبيت وغرس بعض المعايير والقيم، وغيرها من الأمور المتعلقة بالعلاقات الاجتماعية التي تبني شخصية الطفل.
التنمية العقلية للأبناء
تعتمد عمليات التعليم ذات الكفاءة والفعالية العالية على أساليب الوالدين في تنشئة عقل الطفل، ويتم الأمر من خلال تعليم الطفل قبول عيوبه وحالات فشله والتغلب عليها في المحاولات القادمة، وشرح الانضباط والالتزام له، وتقبل الآخر، وتوضيح مفهومية العقاب والثواب، كل هذه المؤثرات تساهم في تأسيس وتنشئة عقل الطفل منذ الصغر، وهذا ما يقع على عاتق الآباء بصورة أساسية.
التنمية العاطفية والتنشئة النفسية للأبناء
ويتم هذا الدور من خلال تقديم الحب غير المشروط من قبل الوالدين للأبناء، دون إقصاء أي ابن لكونه يتصرف بسلوكيات سيئة، إذّ يجب أن يلقى القبول الحب والأمان في المنزل قبل أي مكان آخر، وقد يفعل الطفل تصرفات خاطئة ولكن يجب ألا نربط أيًا من هذه التصرفات بمقدار الحب الذي يجب أن يعرضه ويشرحه الآباء لأبنائهم، ومشاركة الطفل لاهتماماته والتحدث معه، والإنصات له دائمًا، إلى جانب ضرورة التعامل مع الطفل وفقًا للسن التي هو فيه واعتمادًا على نوع شخصيته.[١][٤]
المراجع
- ^ أ ب "Role Of Parents In Child Upbringing", modernghana, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ↑ "Role of Parents in Child Development", parenting.firstcry, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ↑ "Your Child's Nutrition: The Power of Parents", webmd, Retrieved 12/12/2022. Edited.
- ↑ "Parenting Matters", cdc, Retrieved 12/12/2022. Edited.