يُعرف الطلاق على أنه حكم قانوني يحصل بين المتزوجين يفصل فيما بينهم ويُنهي علاقتهم، ويتطلب الطلاق أسبابًا قانونية عدة، وتتم مناقشة هذه الأسباب كل واحد على حدة وصولًا لفسخ عقد الزواج في المحكمة بعد النظر في بعض القضايا الأخرى التي يجب جزمها ووضع حد لها قبل أن يحصل الطلاق رسميًا؛ كحضانة الأطفال ونفقتهم ورعايتهم إن وِجدوا، والنفقة على الزوجة، وإنهاء أي حسابات مالية وديون مشتركة فيما بينهم وتقسيمها، إضافةً إلى توقيع تعهد إن كان أحد الطرفين يتعدى على الآخر بسوء المعاملة.[١]


آثار الطلاق الاقتصادية أو المادية

على الفرد

نذكر منها:[٢]

  • يحتاج كِلا المُطلقين لزيادة دخل يقدر متوسطها بنسبة 30% ليحافظا على المستوى المعيشي الذي كانا يعيشان به قبل الطلاق، ويعد مكلفًا عليهما إذّ يتطلب تقسيم كافة الممتلكات والأموال والأصول المالية والديون المسجلة أثناء الزواج على كِلا الزوجين.
  • تُعاني المرأة من الآثار الاقتصادية بعد الطلاق أكثر من الرجل، ويكون العبء المالي عليها في بداية الطلاق كبيراً بقدر الأموال التي ساهمت بها في دخل الأسرة خلال الحياة الزوجية، وبقدر تهيئة طليقها واستعداده لتحمل نفقة إعالتها أو إعالة أطفالها.
  • بحسب بعض الدراسات تفقد امرأة من بين 4 نساء تأمينها الصحي بعد الطلاق إن كان يشملها من قِبل الزوج.
  • تفقد واحدة من بين 3 نساء مسكنها ومسكن أطفالها إن وِجدوا بعد الطلاق، مما يتطلب منها البحث عن مسكن آخر وتحمل إيجاره أو أعباء ثمنه.
  • قد لا تتلقى المرأة المُطلقة التي تمتلك أطفالًا نفقتهم من طليقها مما يترتب عليها أن تنفق هي عليهم.
  • لن يتاح للأطفال الذين يملكون أبوين مُنفصلين فرصًا ثانوية كانضمامهم للنوادي الرياضية والمعاهد الموسيقية والرحل الصيفية وغيرها.
  • قد لا يتلقى هؤلاء الأطفال تعليمًا عاليًا بعد تخرجهم من المدرسة الثانوية لافتقارهم للدعم المالي.
  • يعاني أغلب الرجال من انخفاض في مستوى معيشتهم بنسبةٍ تُقدر بنسبة من 10-40%، بسبب إلزامهم بنفقة الأطفال، أو فقدانهم للدعم المادي من دخل الزوجة.
  • يتحمل الآباء المطلقون تكاليف حضانة الأطفال بمصاريف إضافية وأعباء مالية كبيرة.


على المجتمع

نذكر منها:[٢]

  • تعتمد المُطلقات وأطفالهن على برامج الدعم الحكومي وخدماتها، وتقدر تكلفة الطلاق في المجتمع بمبالغ هائلة، كالتكاليف المخصصة لبرامج الدعم العام الشخصية والرفاهية، عدا عن تكلفة قضايا الطلاق البحتية؛ كأتعاب المحاماة والمحكمة، والاستشارات وما إلى ذلك.
  • يعد الأطفال الذين يمتلكون والدين مُطلقين أكثر عرضة للانخراط في الجرائم التي تفكك أمان المجتمع المدني.
  • يؤثر الطلاق على مكان العمل الذي يتواجد به المطلقون، إذّ يضطرون إلى الغيابات المتكررة والتعطل عن العمل أثناء حضورهم بسبب التوتر والقلق والمشاكل الصحية، مما تؤدي هذه العواقب إلى أداء غير منتج للمجتمع وضعيف للغاية.[٣]
  • يؤدي الطلاق إلى تشتت المطلقين أثناء العمل بسبب تفكيرهم المُفرط بشأن إعالة أبنائهم، مما يكلف المؤسسات أموالًا باهظة لتعويض الأخطاء التي قد يرتكبونها في العمل عدا عن ازدياد النقد والملاحظات على هذه المؤسسات بشأن مخرجاتها التي تجري تحت يدي هذه الفئة المنفصلة أُسريًا.[٣]
  • قد يسبب الطلاق اضطرابًا عاطفيًا لدى المنفصلين مما يزيد من الشعور بالقلق، وبالتالي ازدياد المشاكل الصحية والتي بدورها تُعطل هؤلاء الأفراد عن أعمالهم وتؤثر على إنتاجيتهم في العمل، وبالتالي تقل أرباح المنشآت التي يعملون بها في المجتمع.[٣]


آثار الطلاق النفسية أو المعنوية

نذكر منها:[٤][٥]

  • تعد النساء بشكل عام أكثر تقبلاً للصدمات من الرجال، ولكنهن قد يكن أكثر عرضة لنوبات الاكتئاب.
  • يزداد شعور القلق والغضب والتوتر عند النساء بعد الطلاق، لتفكيرهن الزائد حيال مستقبلهن المجهول.
  • يتولد شعور الخوف عند المرأة أو الرجل من المشكلات الصغيرة أو حتى من المشكلات المتوقعة، والذي قد يؤدي إلى الغضب أيضًا.
  • يسيطر الحزن والشعور بالذنب على حياة الشريك الذي طلب الطلاق، وهو أمر قد يبدو طبيعيًا ولكن إن لم تتم السيطرة عليه وتجاوزه قد يؤثر على نفسيتهم ويُشعرهم بالذنب على الوقت الذي قضوه في زواجهما السابق.
  • يتأثر الأطفال بعد انفصال الوالدين بمشاكل التكيف مع المجتمع، كالصعوبات الأكاديمية والرسوب أحيانًا، والتسرب المدرسي، والسلوكات الإجرامية كتعاطي الممنوعات وسوء الاتصال الاجتماعي.
  • يتعرض الأطفال بعد فسخ عقد الزواج بين والديهم لمزاج مكتئب وسيئ.
  • يتأثر الرجل بالطلاق ويتعرضون لعدة مشاكل نفسية مثل؛ الشعور بالذنب، والقلق والتوتر، والأرق، والصدمة، والتيه وعدم إيجاد الذات.[٦]
  • يعاني الرجال من نوبات اكتئاب أيضًا لفترات طويلة بعد الطلاق.[٦]


آثار الطلاق الاجتماعية

على الفرد

نذكر منها:[٧]

  • يتعرض الأطفال للمعاناة العاطفية بعد الطلاق، فتتولد في نفوسهم مشاعر سلبية، وعدم تقدير لذاتهم، إضافةً لمشاكل في سلوكياتهم مع الآخرين.
  • يتم استخدام الأطفال كنقطة ضعف بين الزوجين المنفصلين، فيعانون من عدم استقرار اجتماعي لتنقلهم الدوري من منزل لآخر، مما يزيد من رغبتهم في العزلة، والشعور بالذنب بأنهم هم من تسببوا بانفصال والديهم، عدا عن شعورهم بعدم الثقة بأنفسهم مما يجعلهم غير قادرين على إقامة علاقات جديدة في حياتهم.
  • عندما ينفصل الزوجان في الأغلب تتغير دائرتهم الاجتماعية نظرًا لأنهم كانوا يقومون بنشاطاتهم مع أصدقائهم المتزوجين، فيبحثون عن أصدقاء عازبين حتى يتمكنوا من التواصل معهم بشعور متبادل.
  • يتأثر معظم المطلقين بالعزلة عن المجتمع، إضافةً لازدياد شعورهم بالإهمال وعدم القيمة.


على المجتمع

نذكر منها:[٨]

  • قد تنهار ثقافة الزواج في المجتمع مما يؤدي لعواقب وخيمة عليه أولها عدم العدل، فالمجتمع يحتاج دومًا للفضائل التي تقدمها الأسرة، فمؤسسات المجتمع القانونية والسياسية والاقتصادية تعتمد وترتكز على الخصال الناتجة من هذه الأسر والعلاقات الزوجية السوية.
  • إن الطلاق يؤدي لانهيار بنية وأساس حياة وشخصيات الأطفال والذي يمنعهم من الازدهار في المجتمع أو أن يؤثروا في حياة غيرهم اجتماعيًا، فإن فقدوا الرعاية والتعليم لن يصبحوا أفراداً يحترمون ذواتهم ويحترمون الآخرين، وسوف تعم حياتهم الفوضى وتبتعد كل البعد عن الصدق والنزاهة والضمير والإخلاص واحترام الآخرين وممتلكاتهم.

آثار الطلاق الأخرى

على الفرد

نذكر منها:[٩][٩]

  • قد يصعب الطلاق إقامة زواج جديد عندما يجد المنفصل شخصًا آخر مناسباً يرغب بقضاء حياته معه، وقد يكون الأطفال هم العقبة الرئيسية لهذا الأمر، وتؤثر هذه النقطة تحديدًا على المرأة أكثر من الرجل.[١٠]
  • يغير الطلاق من آراء الأطفال مستقبلًا حيال الزواج والارتباط بسبب انفصال والديهم خاصةً إن عانوا من صعوبة في التكيف مع الحياة بعد إتمام الطلاق.[١١]
  • تتأثر علاقة الأطفال بوالديهم بعد الطلاق، وقد تتدهور وتنهار، لتسبب ضغوطات الطلاق على العلاقة القائمة بين الآباء والأبناء وتلحق الضرر بها.
  • تخلو مسامع الأطفال الذين يمتلكون أبوين مطلقين من التحفيزات اللغوية، وإشعارهم بالفخر، ودعمهم بالعاطفة.
  • قد تتأثر علاقات الإخوة ببعضهم البعض في الأسر المُنفصلة، والتي تتمثل بالعلاقات العدوانية.


على المجتمع

نذكر منها:[٩]

  • يعاني الأطفال الناشئون في الأسرة المنفصلة من قلة التحفيز لسلوكهم الأكاديمي، وعدم تشجيعهم على النضوج الاجتماعي، وشح الحنان في التعامل معهم، مما يولد إنساناً مضطرباً نفسيًا وغير قادر على تنمية المجتمع.
  • يؤثر الطلاق على الثقة الكامنة في نفوس الأطفال بوالديهم، هذه الثقة ذاتها التي ترتبط ارتباطًا وثيقًا بالعلاقات الإيجابية، مما يجعلهم غير قادرين على الثقة أيضًا بأي أحد في المجتمع.

المراجع

  1. "Basic Information About Divorce and Separation", masslegalhelp, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "How Will Divorce Affect Me Financially?", yourdivorcequestions, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  3. ^ أ ب ت "The Effects of Divorce on Society", legalzoom, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  4. "Common Psychological Effects of Divorce on Women. You Are Not Alone", torontodivorcelaw, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  5. "Parental divorce or separation and children's mental health", ncbi, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  6. ^ أ ب Stacy Rocheleau, Esq. (10/6/2020), "What are the Physical and Psychological Effects of Divorce?", rightlawyers, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  7. "Social Effects of Divorce", unhappymarriage, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  8. "Divorce and its damaging effect on children and society", bworldonline, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  9. ^ أ ب ت "Effects of Divorce on Family Relationships", marripedia, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  10. "Divorce Reduces Chance Of New, Successful Relationship", sciencedaily, Retrieved 8/5/2021. Edited.
  11. "How does divorce affect a child’s future relationships? How can it change their view of love?", thriveworks, Retrieved 8/5/2021. Edited.