الفساد الأخلاقي وأثره على المجتمع

يُعرف الفساد الأخلاقي على أنه التصرف بطريقة غير ملائمة من الناحية الأخلاقية، ويتمثل عند القيام بأفعال غير قانونية أو غير مقبولة اجتماعيًا مقابل شيء ما كالأموال، أو السلطة، أو اتباع أي رغبة، ويمكن توضيح هذه القضية بأمثلة ملموسة في المجتمعات على اختلاف أنواعها؛ كالسرقات، والرشوات، والابتزاز، والاحتيال، وعدم التسامح، والظلم، والتعدي على الحقوق، وتتم هذه الجرائم الأخلاقية بدرجات متفاوتة تعتمد على درجة مرتكبها في المجتمع؛ إذّ تكون ذات تأثير أقوى إذا كان مرتكب الجريبة صاحب نفوذ أو سلطة عدا عن اعتبار أن ارتكابها أمر غير مقبول وغير متوقع بتاتًا من هؤلاء الأفراد الذين اخترقوا الأعراف الأخلاقية والمسؤولين والمستأمنين على شؤون الآخرين، وفي هذا المقال سنتناول أبرز المعلومات المتعلقة بالفساد الأخلاقي، وآثاره السلبية على المجتمعات والأفراد ككل.^[١][٢]

آثار الفساد الأخلاقي

ندرج فيما يلي أبرز آثار الفساد الأخلاقي المترتبة على الأفراد والمجتمعات:^[٣]

انهيار الاقتصاد

وفقًا لتقرير صادر عن صندوق النقد الدولي لعام 2016م أشار إلى أن تكاليف الرشوات قد تراوحت قيمتها ما بين 1.5-2 تريليون دولار سنويًا وهذا يمثل خسارةً اقتصادية تقدر بحوال 2% من الناتج المحلي الإجمالي العالم، عدا عن التكلفة الاقتصادية المتمثلة بأعمال الفساد الأخلاقي الأخرى والمتمثلة في كل من الرشوة وآثارها، وغسل الأموال، والتهرب الضريبي، وغسيل الأموال، والسرقة، وغيرها.

انتهاك حقوق الإنسان

هنالك صلة وثيقة بين الفساد وانتكاهات حقوق الإنسان، بحيث يرى الأشخاص الفاسدون أن حريات الأفراد المدنية ستقف عائقًا أمام تحقيق أهدافهم ونفوذ سلطاتهم، كما يساهم الفساد الأخلاقي في تقليل قدرة الأنظمة الحاكمة في الوقوف أمام انتهاكات الحقوق الإنسانية واتخاذ الإجراءات اللازمة للتخلص منه، لأنه حتى الأفراد الذين يقمون بالتبليغ عن أفعال الفساد الأخلاقي يتعرضون للمضايقات وقد يصل الأمر إلى الاغتيالات.

الفقر وعدم المساواة

قد تساهم قضايا الفساد الأخلاقية التي تصدر من جهات كبيرة ومسؤولة في التأثير على أفراد المجتمع، بحيث يساهم الأفراد في جزء ضخم لدعم ميزانية بلادهم ومجتمعهاتهم، ويقوم بعض المسؤولين الفاسدين في أخذ هذه الأموال بدلًا من وضعها في ميزانية الدولة التي ستستثمر لإنعاش الحياة الاقتصادية للأفراد فيها، عدا عن سوء توزيع الثروات وغيرها من الأفعال الفاسدة التي تؤدي في نهاية المطاف إلى عدم القدرة على تمويل العمل، والتعليم والرعاية الصحية، وسيتلقاها بعض الأشخاص الذين يملكون دعمًا من هؤلاء المسؤولين الفاسدين، ومن الجدير بالذكر أن آثار الفقر على الفرد والمجتمع تعد وخيمة وكارثية.

انعدام الأمن وانتشار الجرائم

يزعزع الفساد الأخلاقي بالأفعال التي يتبعها على زعزعة الأمن والاستقرار اللذين يوصلان في نهاية المطاف إلى حدوث الجرائم على أنواعها كجرائم الحروب، والجرائم التي تعد ضد الإنسانية، وجرائم الإبادة الجماعية وانتشارها في المجتمعات، جراء سلسلة من ردود الفعل التي تحدث مقابل الفساد الأخلاقي الذي يظلم العديد من الأفراد والأنظمة، ويعد هذا الأثر من أسوأ المشاكل الاجتماعية.

اختلال وظائف القطاعين العام والخاص

يؤدي التأثير المتراكم للفساد الأخلاقي إلى الاختلال الوظيفي، الذي يؤدي إلى تصعيب الحصول على الوظائف بالإضافة إلى زيادة الوقت المستغرق للوصول إلها عدا عن التوزيع غير العادل، ويعد فعل الفساد الأخلاقي الأساسي المسبب لهذا الأثر هو دفع الرشوات، أو إدخال الواسطات المسؤولة، عدا عن التقدم الوظيفي الذي يحصل على غير وجه عدل، ويؤدي هذا الاختلال إلى خفض جودة الخدمات والمنتجات.