اكتشف آثار الرشوة على الفرد

تُعرف الرشوة قانونيًا بأنها عرض أي عنصر له قيمة أو إعطاؤه أو الحصول عليه ليكون وسيلة للتأثير على تصرفات فرد لديه واجبات عامّة أو قانونية، وذلك للقيام بالإجراءات بطريقة تلائم هذا الشخص على نحو خاص، إمّا عن طريق إعطائه أولوية في إتمام المعاملات مثلًا وإما عن طريق استثنائه من قانون أو تشريع، وهي فعل منافٍ للأخلاق وأعراف البلاد والمواطنة، كما أنّ القانون يعاقب عليها.^[١]

آثار الرشوة المادية والاقتصادية على الفرد

فيما يلي بعض آثار الرشوة الاقتصادية على الفرد:

• التكسّب غير المشروع: أي كل مال يحصل عليه الشخص نتيجةً لاستغلال منصبه أو وظيفته أو صفته، وهي جريمة يعاقب عليها القانون ما دامت الأموال المجنية غير مثبتة المصدر، وهذا ينطبق تمامًا على من يقبل الرشوة ويجني الأموال مقابل تذليل خدمة أو سلعة أو إبداء أولوية.^[٢]
• جريمة غسيل الأموال: تعد جريمة غسيل الأموال عملية تهدف إلى عدم إظهار المصدر غير المشروع للأصول التي يجري الحصول عليها أو تنشأ من النشاط الإجرامي من أجل إخفاء الارتباط بين مصدر المال وعدم شرعيته، وهي جريمة يعاقب عليها القانون.^[٣]
• فقدان الوظيفة: لا يُعد الشخص الذي يعمل في الرشوة أهلًا لأن تُلقى على عاتقيه المسؤولية المهنيّة، ففيها خيانةٌ للأمانة، وحالما تكتشف الإدارة أعمال الفساد كالرشوة، تحيل الموظّف للإقالة وللمساءلة القانونية، مما يجعله يفقد مصدر الدخل الأساسي، ويؤدي لتزايد في الأعباء المادية نتيجةً لجريمة الرشوة وتبعاتها.^[٤]

آثار الرشوة النفسية والمعنوية على الفرد

فيما يلي بعض آثار الرشوة النفسية على الفرد:

• الاعتياد: تعد الرشوة وسيلةً غير قانونية لتسهيل الأمور وتذليلها، لذلك يصل المتعاملون بها إلى حد الاعتماد على الرشوة في كل شؤون الحياة، بالتالي يصبح الفعل تلقائيًا وعفويًا لديهم.^[٥]
• احتقار الذات: إذا مارس الشخص الرشوة، فإنّه يفقد احترامه لنفسه، ويشعر بدناءة نفسه، وتأنيب الضمير المستمرّ، لكن يجدر بالذكر أنّ شعور تأنيب الضمير قد يساهم في قمع المشكلة؛ لأن الإنسان بطبيعته النفسية يحاول تفادي هذا الشعور عن طريق الإصلاح، لكنّ الاعتياد على هذا الشعور يجعل الشخص غير مدرك للخطأ فيما بعد، بل والإصرار على الرشوة بشكل أسوأ من السابق.^[٦]
• ممارسات أخرى: قد تندفع الشخصية اللامبالية والمندفعة نحو الرشاوى دون تفكير بالعواقب لإدمان عادات سلبية أخرى؛ كالسرقة والسطو والنهب والإسراف والحقد، وقد تمتد هذه الجرائم لتصل إلى القتل في أحيان أخرى،^[٧] كما تؤدي الرشوة إلى دفع المتعاملين بها نحو الغش والكذب وتلفيق الحقائق مقابل التكسب من خلالها.^[٨]

آثار الرشوة الاجتماعية على الفرد

فيما يلي بعض آثار الرشوة الاجتماعية على الفرد:

• انهيار العلاقات الاجتماعية: فالشخص المرتشي عادةً ما يتعرض لفقدان الثقة من الأشخاص من حوله، وتؤدي الرشوة للتقليل من قيمة ونظرة كل فرد نحو مسؤولياته، كما يؤدي العمل بالرشوة لتباين الطبقات المجتمعية بطرق غير صحيّة، وما يولد الحقد والشحناء بين أفراد المجتمع هو الكسب غير المشروع والغش، أو العواقب الصارمة على العاملين بالرشوة؛ كالسجن وفرض الغرامات، وبالتالي تتعرض الأسرة لمشاكل ونزاعات، وفي دراسة أجراها فريق مختص من جامعة أيونّينا، توصل الفريق إلى وجود علاقة وطيدة بين تماسك العائلة وتجنّب الأفعال الفاسدة كالرشاوى.^[٩][١٠]
• استغلال النفوذ: وفيها يساء إلى الثقة في الوظيفة العامة وتغيب الأمانة، ويتحول إتمام الحاجات من واجب وظيفي إلى استغلال مناصب للثراء، أو لأهداف أخرى كلها تصبُّ في قالب واحد وهو اللامشروعية، ويعاقب عليها القانون غير أنّها هادمة للمجتمع، ففيها لا يأبه الشخص بالمصالح العامة والتضامن الاجتماعي، وإنما يبحث عن مصلحته متغافلًا عن النتائج السلبية على مَن حوله.^[١١]