يعرف التسرب المدرسي بأنه ترك الطالب مدرسته قبل الانتهاء من برنامجه الدراسي أو التخرج، وانقطاعه بشكل تام عن المدارس، ويُشكل التسرب المدرسي ظاهرة معقدة وخطيرة على الأفراد والمجتمع معًا.[١][٢]
آثار التسرب المدرسي المادية والاقتصادية
يؤثر التسرب المدرسي على المجتمع من الناحية المادية والاقتصادية كما يلي:
- زيادة نفقات الدولة: إذ تنفق الدولة مبالغ كبيرة على القطاع التعليمي، وبانتشار ظاهرة التسرب المدرسي تصبح إنفاقات الدولة هدرًا من غير فائدة.[٣]
- هدر الموارد البشرية: يؤدي التسرب المدرسي إلى انتشار الطاقات البشرية غير المؤهلة لتطوير الإنتاج في المجتمع، مما يؤدي إلى تدمير اقتصاد الدولة.[٣]
- عدم الكفاية الإنتاجية القومية: يعد التعليم القاعدة الأساس في إنتاج أيدٍ عاملة قادرة على تنمية المجتمع وسد احتياجاته.[٤]
آثار التسرب المدرسي النفسية والمعنوية
يؤثر التسرب المدرسي على المجتمع من الناحية النفسية والمعنوية كما يلي:
- انتشار الأمراض النفسية وحالات الاكتئاب: فالتعليم في المدارس يزيد من ثقة الطالب بنفسه، وبالتسرب المدرسي لا يستطيع الفرد تكوين علاقات جديدة مع أي زملاء وأصدقاء، مما يؤدي إلى شعوره بالانطوائية والاكتئاب وعدم الرضا.[٥]
- زيادة العبء النفسي على رجال الأمن والقانون: فتزيد ظاهرة التسرب المدرسي من ضغط العمل لديهم، وتعيق عمليات الإصلاح التي يسعون إليها مما يؤثر على نفسيتهم، ويدمر مخططاتهم.[٦]
- شعور المتعلمين بالإحباط: إذ يشعر المتعلم بأنه لم يعد عضوًا فعالًا في المجتمع، كما يشعر بعدم وجود فائدة من الخبرات والمهارات التي يمتلكها بسبب عدم انتفاع أحد منها.[٧]
آثار التسرب المدرسي الاجتماعية
يؤثر التسرب المدرسي على المجتمع من الناحية الاجتماعية كما يلي:
- ارتفاع نسبة أطفال الشوارع: إذ يلجأ الأطفال المتسربون دراسيًا إلى الانخراط بالشارع، والقيام بأعمال غير مؤهلة كحراسة السيارات مثلًا، كما يمكن أن يتوجهوا للأعمال الإجرامية وغير المشروعة كالنصب والسرقة.[٨]
- انتشار الأمية في المجتمع: إذ يؤدي التسرب المدرسي إلى إنتاج أفراد غير متعلمين مما يؤدي إلى التراجع الحضاري في المجتمع.[٩]
- سيطرة العادات والتقاليد على المجتمع: إذ يؤدي التسرب المدرسي إلى نقص الوعي عند أفراد المجتمع مما يؤدي إلى ثبات العادات والتقاليد المرجعية كالزواج المبكر.[١٠]
- غياب القيم السامية والأخلاق النبيلة: إذ يقضي المتسربون من المدارس أغلب وقتهم في الشارع، وينضمون إلى جماعات غير سوية أخلاقيًا، مما يزيد من نسبة هذه الجماعات في المجتمع.[٥]
- انتشار السلوكيات الإجرامية: إذ يؤدي انخراط المتسربين دراسيًا مع أفراد العصابات إلى اكتسابهم للسلوكيات الإجرامية مثل تعاطي المخدرات، والسرقة، والاعتداء على الآخرين.[١١]
- انقسام المجتمع إلى طبقات: إذ ينقسم المجتمع إلى طبقتين متفاوتتين؛ طبقة متعلمة ناجحة، وطبقة أمية فاشلة غير قادرة على تلبية احتياجاتها.[١٢]
آثار التسرب المدرسي الأخرى
توجد بعض الآثار السلبية الأخرى التي يخلفها التسرب المدرسي، وهي كما يلي:
- تحول اهتمامات الدولة: إذ تتحول اهتمامات المسؤولين في الدولة من الرغبة في البناء والتطوير والإصلاح إلى إنشاء مراكز التأهيل والإرشاد، والمستشفيات، والسجون لاستيعاب الحالات الناتجة عن التسرب المدرسي.[١٠]
- غياب قيم المواطنة والانتماء: إذ تعد المدرسة القاعدة الأساس في تعليم قيم المواطنة وغرس حب الوطن في نفوس الطلاب، وبذلك لن يستطيع المتسربون من المدارس تعلم هذه القيم وتطبيقها في المجتمع.[١٣]
طرق علاج ظاهرة التسرب المدرسي
تقع مسؤولية علاج ظاهرة التسرب المدرسي على عاتق الدولة ومجموعة من مؤسساتها، وفيما يلي توضيح لأهم أدوار المؤسسات في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي:[١٤]
دور الدولة في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح دور الدولة في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي:
- الاستعانة بوسائل الإعلام المرئية والمسموعة لإبراز أهمية التعليم بالنسبة للأفراد والمجتمع ككل، وإبراز أهميته في تنمية وتطوير المجتمعات.
- إعادة النظر في مفهوم التعليم؛ بحيث يصبح في المدارس وسيلة ترغيب لا ترهيب لدى الطلاب.
- تطوير المناهج التعليمية بحيث تصبح أكثر مرونة، وتصبح قادرة على إشباع رغبات وميول الطالب التي تعود عليه بالفائدة.
- إعطاء دورات للمعلمين حول كيفية التعامل مع الطلاب، واستخدام أساليب حديثة في التدريس ونقل المعلومات للطلاب.
دور الأسرة في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح دور الأسرة في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي:
- الحرص على السؤال الدائم عن وضع الأبناء في المدرسة، والمتابعة الدائمة للأبناء في المنزل.
- مشاركة الأنشطة المدرسية التي يدعو إليها أولياء الأمور، وحضور الاجتماعات المدرسية.
- التعرف إلى المشاكل التي يعاني منها الأبناء في المدرسة، والسعي لإيجاد حلول جذرية لها.
دور المدرسة في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي
فيما يأتي بعض النقاط التي توضح دور المدرسة في الحد من انتشار ظاهرة التسرب المدرسي:
- توطيد علاقة المعلم بتلاميذه، مما يزيد من ثقة الطالب بنفسه، ويقوي رغبته بالبقاء في المدرسة.
- الاتصال الدائم بين المعلمين وأولياء الأمور لمناقشة المشاكل التي يعاني منها الطلاب، وإيجاد حلول لها.
- زيادة الأنشطة التربوية والرياضة التي تزيل الحواجز النفسية بين المعلم وتلاميذه، وتغرس في نفس الطالب حب المدرسة والتعليم.
المراجع
- ↑ Kara bonneau, What is drop out, Page 14. Edited.
- ↑ "Dropping out of school", Reseau reussite montreal, 3/8/2020, Retrieved 24/6/2021. Edited.
- ^ أ ب عبدالله سهو الناصر، التسرب من التعليم الطريق المفتوح نحو عمل الأطفال، صفحة 32. بتصرّف.
- ↑ رابح بن عيسى ، عمالة الأطفال وعلاقتها بالتسرب المدرسي، صفحة 144. بتصرّف.
- ^ أ ب د جاسر الديسي (13/4/2009)، "الآثار والانعكاسات المترتبة على التسرب المدرسي"، الإدارة العامة للتعليم بمنطقة القصيم، اطّلع عليه بتاريخ 23/6/2021. بتصرّف.
- ↑
- ↑
- ↑
- ↑
- ^ أ ب د محمد عيسى إبراهيم قنديل، تسرب الطلاب من المدارس وآثارها السلبية.pdf&ved=2ahUKEwjH_Ouuu67xAhVSglwKHQNwCuYQFjACegQIHBAC&usg=AOvVaw0JzGk74WVCVzNwZN9stPIA ظاهرة تسرب الطلاب من المدارس وآثارها السلبية، صفحة 3. بتصرّف.
- ↑
- ↑
- ↑
- ↑ فايزة شبيكة، pdf.pdf?sequence=1&isAllowed=y&ved=2ahUKEwjJ3IbM1rDxAhVEZMAKHfscCSQQFjAAegQIAxAC&usg=AOvVaw0h6hU0HG39oAs3EybUFw_J دور الإدارة المدرسية في التخفيف من ظاهرة التسرب المدرسي لدى طلاب المرحلة المتوسطة حسب آراء الأساتذة، صفحة 64-65-66. بتصرّف.