تُعرف عمالة الأطفال على أنها عمل الأطفال الذين هم دون السن القانوني للعمل، والذي يمنع الأطفال من الذهاب إلى المدرسة أو يعرضهم للأذى، وقد يعمل الأطفال في شواغر غير قانونية كتجارة الممنوعات، أو خطرة كالأنشطة المُرهقة، أو استغلالية كالاستغلال الجنسي، ويعد السبب الرئيسي لعملهم الفقر الشديد لعوائلهم، وقد يكون السبب لهذه الآفة اقتناع الأهل أو أولياء الأمور بأن عمل الأطفال أمرٌ طبيعي، وفي هذا المقال سوف نتناول بعض الأسباب المباشرة والتي تعرض الأطفال للانخراط في هذه الظاهرة.[١][٢]


الأسباب المادية أو الاقتصادية لانتشار عمالة الأطفال

تعد العوامل الاقتصادية من أكثر الأسباب التي تُعرض الأطفال دون سن 15 للعمل، بجانب أسباب الفشل التعليمي والرغبة في تعلم مهنة معينة، والمساهمة في دخل الأُسرة، ورغبة المراهقين في كسب الأموال الخاصة بهم، وفيما يأتي ذكر لأهم هذه الأسباب:[٣][٤]

  • رغبة الآباء بتوفير حاجة أطفالهم لكسب الخبرات من مِهن مُعينة لا يُقدمها التعليم الأساسي لهم.
  • يفتقر الأطفال العاملون غالباً إلى المهارات والخبرات العالية التي تمكنهم من تحسين آفاقهم، وغالبًا ما تكون هذه الأعمال محفوفة بالمخاطر.
  • تعتمد بعض الأُسر اعتمادًا كبيرًا على عمل الأطفال كمصدر دخل لهم، وغالبًا ما تكون عمالة الأطفال في هذه الأُسر من الإناث، فالعوامل الاقتصادية هي الأكثر شيوعاً لدفهن للعمل وإعالة أُسرهِن.
  • عدم حصول الطفل على تعليم جيد، فيجب أن تكون بيئة المدرسة بيئة ترحيبية، ذات فصول تستوعب أعداداً مناسبة، وتتبنى منهاجًا مصممًا بطريقة مناسبة للبيئة المحلية للطفل، وهذه الأمور لا تتوفر بأسعار معقولة للمجتمعات التي تعاني من قلة في الدخل.
  • شكوى أولياء الأمور من عبء نفقات التعليم والمصاريف المدرسية وثقلها على اقتصاد أُسرهم، وقد أظهرت بعض الدراسات أن الضغوط الاقتصادية للأسرة سببها الدراسة، وقد يُساهم الطفل في ميزانية الأسرة بنسبة يقدر متوسطها ما بين 22.8% إلى 30.7%.
  • الكوارث الطبيعية والتغيرات المناخية، وينحصر هذا السبب في القطاع الزراعي عند الأسر الريفية، إذ تؤثر هذه العوامل على الأراضي الزراعية وتؤدي إلى تلفها كتآكل التربة أو قسوة الطقس وتغيُّره، فيتطلب من أصحاب المزارع أيدي عاملة كثيرة؛ فتلجأ بعض الأسر الريفية الفقيرة لإرسال أبنائها لهذه المزارع، أو حتى قد تكون المزارع لهم حتى لا يجلبوا أشخاص آخرين للعمل عندهم وهم غير قادرين على الدفع لهم.
  • النزاعات والهجرة واللجوء؛ وفقًا لمنظمة العمل الدولية يشكل الأطفال أكثر من نصف العدد الإجمالي للأشخاص النازحين بسبب الحروب، ويتعرض هؤلاء الأطفال لجميع أشكال عمالة الأطفال والاستغلال، وغالبًا يتم هذا الأمر لزيادة العقبات الاقتصادية، وانهيار الدعم الاجتماعي والتعليم والخدمات الأساسية، وفقدان خدمات حماية الطفل، ويبلغ معدل عمالة الأطفال في البلدان المتضررة من الصراعات ضعف المعدل العالمي لعمالة الأطفال.


الأسباب الاجتماعية لانتشار عمالة الأطفال

بجانب الأسباب التي ذكرناها مُسبقًا، والسبب الرئيسي والمباشر لعمل الأطفال الذي يهدف إلى إبقاء الأطفال وأُسرهم على قيد الحياة، وعدا عن التقصير والضعف في مؤسسات التعليم وأنظمته، هنالك أسباب أخرى تتعلق ببعض المواقف والتقاليد الثقافية والاجتماعية، وقد يكون بعضها متأصلاً بعدد من العادات المحلية دون إدراك من الآباء بأنها ضد مصالح الأطفال وأنها أمور غير قانونية، وتلعب هذه العوامل دورًا كبيرًا في انتشار هذه الظاهرة نذكر منها ما يلي:[٥]

  • الاعتقاد بأن العمل أمر مفيد للأطفال، وأنه يُنمي من مهاراتهم وخبراتهم.
  • الرأي الذي يأمل بوجوب سير الأطفال على خُطى آبائهم بتجارات معينة، وأنه عليهم أن يتعلموا ويمارسوا هذه التجارة أو الصناعة بسن مُبكر جدًا كي يتقنوها.
  • التقاليد التي تتطلب من الأسر حمل ديون كبيرة على عاتقهم من أجل مناسبات اجتماعية أو دينية، فيعتمدون على عمل الأطفال لسداد ديونهم، وتعد السُّخْرة؛ أي العمل دون انتفاع الطفل من أسوأ أشكال عمالة الأطفال، وهي منتشرة بكثرة في الأسر الفقيرة جراء هذه الظروف الاجتماعية.
  • اعتقاد بعض الفئات أن التعليم غير مهم للفتيات وهن أقل احتياجًا له من الفتيان، وهذا الاعتقاد يدفع الأُسر لإخراج الفتيات مُبكرًا من المدارس وتشغيلهن في المنازل أو تسخيرهن لأي أعمال أخرى غير مشروعة.
  • كبر حجم الأسرة وعدد أفرادها، مما يدفع الأهالي لإرسال أبنائهم للعمل لأن مصاريف العوائل الكبيرة تكون أكبر بكثير من العوائل الأصغر.


أسباب أخرى لانتشار عمالة الأطفال

فيما يلي نذكر بعض الأسباب الأخرى التي قد تساهم في جعل الأطفال أكثر عُرضة لعمالة الأطفال:[٦]

  • الوعود الكاذبة والمخادعة بشأن التدريب الوظيفي، إذ يعمل الكثير من الأطفال مقابل أجور ضئيلة أو حتى دون مقابل، بزعم تعليمهم مهارات للحصول على وظيفة في المستقبل.
  • المرض وقلة الرعاية الصحية عند الآباء أو أولياء الأمور، كل هذا يجعل الأهالي غير قادرين على رعاية أطفالهم، عدا عن تكاليف العلاج التي تسبب عجزًا في اقتصاد الأسرة ونقصًا في غذائهم الصحي، مما يدفعهم لإرسال الأطفال للعمل.

المراجع

  1. "What is Child Labor?", uiowa, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  2. "Why does child labour happen? Here are some of the root causes", eclt, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  3. " WORKING CHILDREN IN EGYPT FACTORS", aucegypt, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  4. "Why does child labour happen? Here are some of the root causes", eclt, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  5. "Causes", ilo, Retrieved 18/5/2021. Edited.
  6. "Causes of child labor", hesperian, Retrieved 18/5/2021. Edited.