التعايش لغةً من تعايش أي عاش على الألفة والمودة ومنه التعايش السلمي، وعايشه أي عاش معه، والعيش معناه الحياة، أما التعايش اصطلاحًا فهو العيش المشترك في ذات الزمان أو المكان بين جماعتين أو أكثر في مجتمع متنوع قائم على التسامح والاحترام المتبادل، وقدرة الفرد على العيش مع غيره؛ أي المختلف عنه واحترام اختلافه دون أن يتعرض له بالأذى أو الاعتداء، وحل الخلافات الناجمة عن ذلك الاختلاف بطرق سلمية دون اللجوء للعنف،[١][٢] وتتعدد أنواع التعايش ما بين تعايش دينيّ أو عرقي، أو ثقافي، وفي هذا المقال توضيح أكبر لهذه الأنواع.


أنواع التعايش

التعايش الديني

ويعني تعايش أفرد مختلفين في الدين أو الطائفة في نفس المجتمع بسلام ومحبة واحترام الأديان الأخرى، والمساواة بين جميع معتنقيها في الحقوق والواجبات سواء أكانوا معتنقي تلك الديانة أو المذهب أقلية أو أغلبية، وتقبل الاختلاف العقائدي دون محاولة تشويه إحدى الديانات، بالإضافة إلى القدرة على الحوار وتبادل الآراء فيما بين معتنقي الديانات دون قمع للحريات،[٣] ومن مظاهر التعايش الديني:[٤][٥]

  • ممارسة الشعائر الدينية علناً وبحرية تامة دون خوف في أي مكان.
  • وجود دور عبادة لكافة الديانات، وعدم التعدي عليها بأي شكل من الأشكال.
  • الاحترام المتبادل لأصحاب العقائد المختلفة ولمعتقداتهم.
  • حرية التدين واختيار الدين، أو المذهب، أو الطائفة.
  • المساواة بين جميع السكان ضمن نظام العدالة والقانون، وذلك بغض النظر عن الانتماء الديني.


التعايش العرقي (الاجتماعي)

ويعني تعايش أعراق مختلفة في نفس الحيز الاجتماعي، فتضيف وتأخذ من بعضها البعض، وتسعى إلى إيجاد أرضية مشتركة مع الاحتفاظ بالاختلافات، فتجسد بوضوح مبدأ التعايش المتمثل بالانسجام في إطار التنوع بمشاعر من التسامح والتقاسم الثقافي، والتي تشمل مختلف النظم والأسس العرقية،[٦] ومن أهم مظاهره ما يلي:[٥][٧]

  • حماية الأقليات ودمجهم في جميع الوظائف والمؤسسات العامة.
  • المساواة في المعاملة، وتطبيق القانون على جميع أفراد المجتمع.
  • اعتماد أكبر قدر من اللغات المتداولة؛ كاللغة الرسمية في الوثائق الحكومية والرسمية.[٨]
  • تكافؤ الفرص التعليمية والوظيفية للجميع.


التعايش الثقافي

تعايش أفراد من ثقافات مختلفة سواء على ذات البقعة الجغرافية أو على امتداد جغرافي أوسع، وذلك بتقدير ثقافة الآخر والمحافظة عليها تمامًا كالثقافة الأصلية، وتشاطر القيم والعادات المتنوعة، فتلتقي الثقافات المختلفة ببعضها باختلاف وتميز وغرابة عاداتها وتقاليدها، وتنشأ روح مشتركة بين جميع الحضارات من أجل بناء عالم إنساني يسوده السلام والوئام، ولا يعني ذلك أن تصبح الثقافات والتنوع الثقافي واحدًا في النهاية،[٩] ونذكر من مظاهره:[٨][٧]

  • اندماج التنوع الثقافي في الاستراتيجيات التعليمية؛ وذلك من خلال تنويع المضامين والأساليب التعليمية التي تتطرق لمعظم الثقافات.
  • التركيز على تطوير الكفاءات المشتركة بين الثقافات التي تفضي إلى الحوار البناء.
  • تعزيز الدور غير الرسمي للمراكز الثقافية الفكرية المتنوعة.
  • حركة الترجمة الواسعة التي توسع آفاق التفاهم بين العالم.
  • حرية التعبير عن الرأي والأفكار.[٧]


أشكال التعايش

من أشكال التعايش ما يلي:[١٠]

  • التعايش المؤقت: يكون هذا النوع من التعايش بسبب ظرف يمر به الإنسان يضطره إلى العيش مع فئة من الناس يختلفون عنه في الفكر والمعتقد، وهذا النوع من التعايش يبذل فيه الفرد جهداً للتكيف مع المحيط لفترة؛ مثل اللجوء أو النزوح إلى دول أجنبية.
  • التعايش القسري: يجد الفرد في هذا النوع من التعايش نفسه مضطراً إلى محاولة تقبله من قبل الآخرين، كأن يعيش في بيئة لا ينسجم معها، ويتطلب هذا النوع من التعايش التحلي بالصبر، والمحافظة على ضبط النفس لتجنب التصادم والتنازع.
  • تعايش المواطنة: يتطلب هذا النوع من الفرد الحرص على التعامل الحسن مع الآخرين، مما يحقق التآلف الاجتماعي، والتواصل الاجتماعي، وسيادة الأمن والسلام في المجتمع، إضافة إلى التحلي بروح قادرة على تقبل الآخر، والقدرة على تقبل ظروف وميول واتجاهات الآخرين.
  • التعايش المحبب: بمعنى أن يكون باختيار الإنسان ورغبته، حيث يجد فيه ما يحقق له أسباب السعادة والمنفعة، سواء أكانت مادية، أم معنوية، أو معرفية.


أهمية التعايش

فيما يلي بعض النقاط التي توضح أهمية التعايش:[٨][٦]

  • ضمان وتعزيز التماسك والوحدة المجتمعية.[١١]
  • إيجاد نظام سياسي فعال يحافظ على الحريات والحقوق للجميع.[١٢]
  • الحدّ من التطرفات والصراعات القائمة على أساس العرق، أو الدين، أو حتى الانتماء العشائري.
  • تمكين المجتمعات المحلية، والسكان، والجماعات، ومحور الاستراتيجيات المبتكرة لحماية البيئة ومكافحة الفقر وعدم المساواة.
  • تعزيز حقوق الإنسان المعترف بها دولياً وتحقيقها بعدالة أكثر.
  • تعزيز التماسك الاجتماعي؛ وذلك من خلال تطوير أشكال جديدة من الحكم تتسم بقدر أكبر من المشاركة.


مبادئ التعايش

يقوم التعايش السلمي على عدة مبادئ، وهي:[١٣]

  • احترام سيادة الدول الأخرى، وعدم التدخل في الشؤون الداخلية أو تقويض مصالح أي دولة.
  • إشراك الجميع في صنع القرار بهدف التوصل إلى قرارات منصفة.
  • الحفاظ على الأمن والسلم الدوليين، والسعي نحو ذلك بكافة الطرق.
  • حلّ النزاعات والخلافات بين الشعوب أو أفراد المجتمع الواحد عن طريق الحوار والوسائل السلمية بما يحقق الأمن والاستقرار.
  • التنمية المشتركة لكافة الدول ليعود ذلك بالمنفعة على الجميع.
  • تحقيق مبدأ التعاون المتبادل على كافة الأصعدة السياسية، والاقتصادية، والثقافية، وغيرها.
  • معالجة كافة المسائل المتنامية؛ وذلك لتحقيق مصالح جميع أطياف المجتمع.
  • الابتعاد عن محاربة دين أو عرق وتشويه سمعته، وتعزيز مبدأ التنوع وأن ليس لأحد أفضلية على الآخر.


المراجع

  1. "Coexistence", beyondintractability.org, Retrieved 13/06/2021. Edited.
  2. إبراهيم أنيس عبد الحليم منتصر عطية الصوالحي وآخرون، معجم الوسيط، صفحة 639. بتصرّف.
  3. Swiss Council of Religions, For Religious Coexistence in Peace and Freedom, Page 4.
  4. Swiss Council of Religions, For Religious Coexistence in Peace and Freedom, Page 1-3. Edited.
  5. ^ أ ب Anja Czymmeck / Kristina Viciska, A MODEL FOR FUTURE MULTIETHNIC COEXISTENCE, Page 9. Edited.
  6. ^ أ ب "Harmony in diversity: an empirical study of harmonious co-existence in the multi-ethnic culture of Qinghai", ijae.springeropen.com, Retrieved 14/06/2021. Edited.
  7. ^ أ ب ت "Rules for Living Together", berlin.de, Retrieved 14/06/2021. Edited.
  8. ^ أ ب ت the United Nations Educational,, Investing in Cultural Diversity and Intercultural Dialogue, Page 22. Edited.
  9. Xiaochi ZHANG, On Cultural Coexistence in an Age of Globalization, Page 163. Edited.
  10. Sherine Ibrahim Mohamed Rashid,Nian Namik Saber, Sociological Analysis of Peaceful Coexistence in Kurdish Society, Page 299-298. Edited.
  11. Swiss council of religions SCR, For Religious Coexistence in Peace and Freedom, Page 3. Edited.
  12. Anja Czymmeck / Kristina Viciska, A model for future multiethnic coexistence, Page 15. Edited.
  13. "Carry Forward the Five Principles of Peaceful Coexistence To Build a Better World Through Win-Win Cooperation", fmprc.gov.cn, Retrieved 14/06/2021. Edited.