تُعرفُ العنصريةُ بأنّها الاعتقاد بإمكانية تقسيم البشر إلى كيانات بيولوجية منفصلة، وأنّه توجد علاقة سببية وطيدة بين السمات الجسدية الموروثة، وسمات الشخصية والفكر والسلوكيات الأخلاقية والثقافة وغيرها، وهي الإيمان بتفوق جنس بشريّ عن سواه على أسس عارية من الصحّة، كما تنطبق مفاهيم العنصرية على المؤسسات والأنظمة السياسية، أو الاقتصادية، أو القانونية التي تستند إلى التمييز على أساس العِرق، فتعزّز مبدأ عدمِ المساواة في جوانب الحياة، كالتعليم، والدخل الماديّ، والرعاية الصحية، والحقوق المدنية، وغيرها من المجالات.[١]
لماذا توجد العنصرية؟
في النقاط الآتية بعض الأسباب التي تساهم في وجود ظاهرة العنصرية:[٢]
- تحقيق المصلحة الذاتية: فقد ينظر الإنسان لعرق ما على أنّه أقل منه بهدف الحصول على مصلحةٍ ما، وتم التوصل لهذا السبب من خلال الأحداث التاريخية التي كانت تعترف بالعبودية، وتتخذ من بعض الأعراق أو الأجناس خدمًا لها بطرق عنصرية ودون مقابل، وذلك بهدف إتمام شؤون الحياة التي يُنظر لها بازدراء وأنّها ليست من الوظائف العليا التي يقوم بها أفراد الطبقة الرفيعة في المجتمعات.
- التفسيرات العلمية الواهية: رغم أنّ الجهل عادةً ما يترافق مع الأشخاص العنصريين، كونها صفة منافية للتفكير الأعلى للإنسان، إلا أنّه ومنذ الأزل تم الاستناد لبعض الخرافات ونسبتها للعلم حتى يقتنع بها الآخرون، ومن الأمثلة على هذه الخرافات؛ الاعتقاد بأنّ الأطفال من ذوي الأعراق المختلطة هم عرضة أكبر للمشاكل الصحية، وتعد مدة أعمارهم قصيرة نسبيًا، وهذه التفسيرات عارية عن الصحة، ومن شأنها فقط أن تدعو الأشخاص لنبذ التواصل العميق بين الأعراق المختلفة.
- القوانين والأنظمة: بعض القوانين والأنظمة تقوم على مبدأ العنصرية، بحيث تحظر بعض فئات المجتمع من الأقليات، أو من ألوان البشرة الغامقة من التملك في الأماكن الراقية، بل وحصرهم بصورة نمطية محددة تصنّفهم من ضمن فئة الفقراء، ولا تضمن حقوقهم في المساواة مع أفراد المجتمع على نحو طبيعيّ، كما تفتقر دساتير بعض الدول إلى أنظمة رادعة وواضحة بشأن المتعصبين أو العنصريين.
- غياب القدوة الحسنة: إذ إن غياب دور المؤثرّين من أفراد المجتمع في نشر ثقافة احترام الآخرين، والتقبل، ودرء العنصرية، يُعد سببًا هامًا في التشجيع على الاستمرار في التصرفات العنصرية.
- وسائل التواصل الاجتماعي: تنشر وسائل التواصل الاجتماعي صورًا نمطية ومتكررة عن فئات معينة، وبذلك تعلق هذه الصور في أذهان المتلقين، ومن الأمثلة على هذه الصور المنتشرة والمغلوطة، أنّ ذوي البشرة السمراء هم أفراد عنيفون، وهذه الصور لا تؤثر فقط على الأشخاص المساء إليهم، بل تؤثر في المجتمع كافة، وتغلغل النبذ تجاه هذه الفئات.
أسس العنصرية
فيما يلي بعض الأسس التي تقوم على العنصرية:
- العنصرية على أساس لون البشرة: فقد لوحظ في بعض المجتمعات انتشار ظاهرة العنصرية على فئة البشرة السوداء، حتى أن الفئات التي يختلط بها العِرق الأبيض مع الأسود كانت تواجه العنصرية بشكل ملحوظ بناءً على دراسات تمّ إجراؤها، وحسب دراسة أخرى تمّ إجراؤها لتحديد العلاقة بين الدخل المادي للفرد ولونه، فقد تم التوصل إلى أنّ الأشخاص ذوي البشرة البيضاء يتربعون على قمة الهرم، بينما النساء من البشرة السوداء بالتحديد كنّ يصنفن في قاعدة الهرم، كما أنّ فئة البشرة السوداء تعاني من عدم الاستقرار المهنيّ والوظيفي بسبب العنصرية.[٣]
- العنصرية على أساس اللغة: تتجلى مظاهر هذه العنصرية من خلال رغبة فئة معيّنة من الآخرين بتحدّث لغتهم بطلاقة، وازدراء الذين يعتادون على إقحام كلمات بطرق مختلفة عن لهجتهم، واعتبار أنّ لغة ما أفضل من غيرها.[٤]
- العنصرية على أساس نوع الجنس: فتواجه النساء في العادة عنصريةً تؤدي بها لهضم حقوقها، ومن الأمثلة على هذه الحقوق؛ حق العمل، والحصول على أجور مالية أقل من الرجال، وسوء الرعاية الصحية، والتعنيف الجسدي واللفظي والجنسي.[٥]
كيف نواجه العنصرية
فيما يلي بعض الطرق العملية والفعالة من أجل التغلب على العنصرية ومواجتها:[٦]
- التعرّف على الثقافات: وهذه الطريقة تجعل فكرة تقبل الثقافات الأخرى فكرةً مقبولةً على نحو أكبر، وتدعم تواصل فئات المجتمع على نحو أفضل، ومن الأمثلة المقترحة للتعرف على الثقافات؛ القراءة عن الحضارات والثقافات المختلفة وتعليمها للأطفال، وتجربة الأطباق والأطعمة من مختلف الثقافات، والتعرف على العادات والتقاليد المختلفة واحترامها.
- محاربة خطاب الكراهية والعنصرية: كعدم السماح بتلقي ونشر أي أفكار من شأنها المساس بحقوق أي فئة، أو التقليل من شأنهم الإنساني تحت أي ظرف كان، وتشمل هذه الأفكار الدعابات التي تنتشر بكثرة عن فئات محدّدة، أو استخدام المصطلحات المبطنة بالعنصرية في قصد مجموعة ما.
- غرس المفاهيم في الأطفال: وذلك من خلال إيصال الفكرة لهم بأنّ المجتمع يقوم على التباين وأنّ كل فئة مختلفة من صنف البشر تمتاز عن غيرها بطباع أو صفات محددة، ومن شأن هذا التناغم أنْ يصبّ في هدف واحد، وهو بناء مجتمع متماسك يقوم على المودة، لا العنصرية والكراهية، كما يجب تعليمهم مبدأ الحوار وتقبل الأفكار الأخرى، وعدم التحقير من الأفكار، أو العادات والتقاليد في حال اختلافها.
- الدفاع عن الأشخاص المظلومين: وذلك من خلال محاولة استرداد حقوقهم حسب وظيفتك الاجتماعية والدور الذي يمكنك من خلاله فعل ذلك، فإنْ ظُلِم شخص ما على أساس عنصري، حاول جاهدًا أنْ تسترجع حقه بطريقة مشروعة، حتى لو كان ذلك بدفاعك الشفهي ومساندتك النفسية للشخص المضطهد.
المراجع
- ↑ Audrey Smedley, "Racism", Britannica.com, Retrieved 22-8-2021. Edited.
- ↑ "10 Root Causes of Racism ", Human Rights Careers, Retrieved 22-8-2021. Edited.
- ↑ بيتر ليسا كاساندا، العنصرية والتمييز العنصري وكره الأجانب وجميع أشكال التمييز، صفحة 6. بتصرّف.
- ↑ "English Language Based Racism", Reading Partners, 11-3-2021, Retrieved 22-8-2021. Edited.
- ↑ "At the Crossroads of Gender and Racial Discrimination", World Conference Against Racism, Retrieved 22-8-2021. Edited.
- ↑ Sarah Ferguson (18-3-2021), "5-ways-fight-racism-and-xenophobia", Unicefusa, Retrieved 22-8-2021. Edited.