يُشير مفهوم الثورة الصناعية بشكلٍ عام إلى تطبيق الدول لتقنياتٍ حديثة بطرقٍ مترابطة من شأنها أن تُحدِث تحولاتٍ متكاملة على الصعيد الاقتصاديّ والاجتماعي،[١] وتمّر المملكة العربية السعودية والدول العربية عمومًا في الوقت الحاليّ بما يُعرف بالثورة الصناعية الرابعة، والتي يُشار إليها اختصارًا بـ (4IR)،[٢] وفي هذا المقال نقدم معلومات أكثر حول دور هذه الثورة في السعودية تحديدًا، بالإضافة إلى معلوماتٍ أخرى ذات صِلة:


دور الثورة الصناعية الرابعة في السعودية

حرصت السعودية على تطبيق تقنيات الثورة الصناعية الرابعة في البلاد بطرقٍ مختلفة كما ورد في "رؤية السعودية 2030"، حيث ضمنت مشاريع متعددة، منها ما تمّ إنجازه، ومنها ما يزال قيد التنفيذ، وفيما يأتي توضيح أكثر لأبرز أدوار الثورة الصناعية الرابعة في السعودية:[٣]


بناء المدن الذكية

يتمثل بناء المدن الذكية في السعودية ببناء مدن أكثر ذكاءً واقتصادًا في استهلاك الموارد، سواءً للحكومات، أو المخطِّطين العمرانيين، أو حتى للخبراء في مجال السياسات وصناعة تكنولوجيا المعلومات والاتصالات، كما تعتمد هذه المدن على الطاقة النظيفة أو كما تُعرف أيضًا بالطاقة المتجددة، بحيث لا تُسبب أيّ تلوث للبيئة، مما يجعلها خيارًا أفضل للعيش وتحقيق الاستدامة،[٤] ومن أبرز الأمثلة على مشاريع المدن الذكية في السعودية، مشروع نيوم.[٣]


اعتماد النقل الذكي

ركزت استراتيجيات الثورة الصناعية الرابعة التي تبنتها السعودية على اعتماد حلول أكثر ذكاءً للتنقل، بما في ذلك السيارات ذاتية القيادة، وحتى الطائرات ذاتية القيادة،[٣]بالإضافة إلى أنظمة التحكّم في إشارات المرور، وأنظمة التعرّف التلقائي على لوحات أرقام السيارات، وكاميرات السرعة الذكية.[٥]


وكل ذلك بفضل عِدة تقنيات، أهمها الحوسبة السحابية، والاتصالات اللاسلكية، وإنترنت الأشياء، والتعلّم الآلي، وشبكة الجيل الخامس، مما يُحقق فوائد مختلفة منها ما يأتي:[٥]

  • توفير وسائل نقل أكثر استدامة، حيث تكون أقل ضررًا على البيئة.
  • التقليل من الازدحام المروري والحدّ من حوادث الطرق، وتسهيل حركة المرور بشكلٍ عام.
  • خفض تكاليف النقل مع زيادة كفاءتها.
  • توفير معلومات دقيقة عن حركة المركبة والاستجابة السريعة لحالات الطوارئ.


اعتماد الصناعة الذكية

شمل دور الثورة الصناعية الرابعة في السعودية التحوّل الرقميّ للمنظومة الصناعية، حيث أصبحت المملكة تتجه نحو تحويل المصانع من الوضع الراهن القائمة عليه، سواءً كان التحول في التصنيع الأساسي، أو التميز التشغيلي، أو الأتمتة، إلى مصانعٍ ذكية، تشمل تقنياتٍ مختلفة، مثل إجراء تحليلات متقدمة للبيانات، والطباعة ثلاثية الأبعاد، وكذلك الآلات المبرمجة بتقنية إنترنت الأشياء.[١]


من الجدير بالذكر أنّ المملكة أجرت عِدة تقييمات لجاهزية الصناعة الذكية في المملكة ضمن برنامج مُدن لتقييم 100 مصنع، حيث أشارت التقييمات إلى أنّ الوضع الراهن للرقمنة في هذه المصانع متوسط، حيث يُوجد بعض التحديات، ولكن تمّ وضع خطط لتجاوزها والوصول إلى قطاع صناعيّ سعوديّ ذكيّ.[١]


تطوير البنية التحتية للاتصالات

يشمل تطوير البنية التحتية للاتصالات في السعودية تطوير معايير البناء لتسهيل توسيع شبكات الإنترنت عالية السرعة، وتحسين جودتها، وتوسيع نطاق تغطيتها، حيث تصل إلى نسبة 90% في المدن ذات الكثافة السكانية العالية، ونسبة 66% في المدن الأخرى.[٣]


أدوار أخرى مهمة

ما يأتي:[٣]

  • اتباع أساليب حديثة للزراعة وإنتاج الغذاء.
  • تحسين الرعاية الصحية وجعلها أكثر ذكاءً وكفاءة.
  • توفير خدمات حكومية رقمية متكاملة.
  • توفير التعلّم المجاني عبر الإنترنت ضمن أعلى المعايير العالمية.
  • تنمية الاقتصاد والاستثمار في قطاعاتٍ مختلفة، أهمها قطاع الطاقة، والمياه، وعلوم التقنية والرقمية، والإعلام، والترفيه.


الأسئلة الأكثر شيوعًا عن الثورة الصناعية في السعودية والشرق الأوسط ككل

ما يأتي:


ما أهم التقنيات المساهمة في الثورة الصناعية الرابعة؟

ما يأتي:[٦]

  • الحوسبة السحابية.
  • إنترنت الأشياء.
  • تكنولوجيا كشف الموقع.
  • التفاعل المتقدم بين الإنسان والآلة.
  • التوثيق وكشف عمليات الاحتيال الرقمية.
  • الواقع المعزز والأجهزة الذكية القابلة للارتداء.
  • تحليل البيانات الكبيرة والخوارزميات المتقدمة.
  • أجهزة الاستشعار الذكية.
  • الطباعة ثلاثية الأبعاد.
  • الواقع الافتراضي.[١]
  • الذكاء الاصطناعي.[١]
  • تقنيات النانو.[١]
  • الحوسبة الكمية.[١]


ما أبرز التحديات التي تواجه الثورة الصناعية الرابعة في الشرق الأوسط؟

ما يأتي:[٧]

  • الافتقار إلى الثقافة الرقميّة والتدريب.
  • المتطلبات الاستثمارية الماليّة الكبيرة.
  • عدم وضوح الفوائد الاقتصادية للاستثمارات الرقميّة.
  • عدم كفاية الكفاءات.
  • بطء التوسّع في تقنيات البنية التحتية الأساسية.
  • الافتقار لرؤية واضحة للعمليات الرقمية، والدعم، والقيادة من الإدارة العليا.
  • تساؤلات متعلقة بأمن البيانات وخصوصيتها.
  • مخاوف بشأن فقدان السيطرة على الملكية الفكرية للشركات.


ما هو مركز الثورة الصناعية الرابعة في السعودية؟

تُعتبر مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية في المملكة العربية السعودية هي المؤسسة المحلية المُضيفة لمركز الثورة الصناعية الرابعة.[١]


الملخص

تمثّلت الثورة الصناعية الأخيرة في المملكة العربية السعودية في اعتماد أحدث التقنيات التكنولوجية للتطوير المتكامل على المستوى الاقتصادي والاجتماعي، حيث شمل ذلك خططًا واستراتيجيات لبناء المدن الذكية، واعتماد طرق النقل الذكية، بالإضافة إلى التحوّل الرقمي في القطاع الصناعيّ، وتحسين البنية التحتية للاتصالات، واعتماد مصادر طاقة نظيفة ومتجددة.


ومن أهم التقنيات المستخدمة لتحقيق ما سبق: الحوسبة السحابية، والذكاء الاصطناعي، والتعلّم الآلي، وإنترنت الأشياء، بالإضافة إلى أجهزة الاستشعار الذكية، والطباعة ثلاثية الأبعاد وغير ذلك الكثير من التقنيات الأخرى.

المراجع

  1. ^ أ ب ت ث ج ح خ د "الثورة الصناعية الرابعة بالمملكة"، صندوق التنمية الصناعية السعودي، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  2. ESCWA, Impact of the Fourth Industrial Revolution on Development in the Arab region, Page 9. Edited.
  3. ^ أ ب ت ث ج "انعكاسات الثورة الصناعية الرابعة على بعض القطاعات الاقتصادية، مبادرات عربية (الإمارات العربية المتحدة، العربية السعودية، مصر)"، مجلة دراسات في الاقتصاد وإدارة الأعمال، العدد 1، المجلد 5، صفحة 13. بتصرّف.
  4. "برنامج المدن الذكية في المملكة العربية السعودية: لماذا تعتبر الإدارة المحليَّة ضروريَّة للتحوُّل الرقمي في المدن السعودية؟"، مركز الإدارة المحلية، اطّلع عليه بتاريخ 4/9/2023. بتصرّف.
  5. ^ أ ب "Smart Transportation Solutions – IOT Saudi Arabia", machinestalk.com, Retrieved 4/9/2023. Edited.
  6. الثورة الصناعية الرابعة: بناء المؤسسات الصناعية الرقمية، شركة بي دبليو سي، صفحة 6. بتصرّف.
  7. شركة بي دبليو سي ، الثورة الصناعية الرابعة: بناء المؤسسات الصناعية الرقمية، صفحة 16. بتصرّف.