يُعرف التكافل الاجتماعي على أنه جزء لا يتجزأ من عوامل وعناصر الارتباط البشري المتمثل بتأكيده على أهمية الروابط الاجتماعية المتأصلة بدورها في تجميع وتضمين المجموعات مع بعضها البعض والتي يبجلها كل فرد من أفراد المجتمع ويتفهم تأثيرها عليهم، وتختلف الدوافع التي تؤكد على التكافل الاجتماعي وتتباين بين المعتقدات المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد، وبين الأعراف، والمودة والألفة فيما بينهم، وهنالك أفراد آخرون يُدفعون للتكافل الاجتماعي بهدف تحقيق مصالحهم الشخصية بحيث يكون تفكيرهم منطقياً وعقلانياً بعيدًا عن العواطف أو الأفكار المعنوية، وقد صرح عالم الاجتماع إميل دوركايم بهذا المصطلح عام 1893م، وقد تحدث أيضًا عن أنواع التكافل الاجتماعي ووضحها بما يلي: أولًا التكافل العضوي وهو الذي يحدث بشأن المعتقدات والقيم كما تحدثنا، ثانيًا التكافل الميكانيكي الذي يتحقق بناءً على تبادل المصالح، وفي هذا المقال سنتناول أبرز المعلومات المتعلقة بالتكافل الاجتماعي وكيفية تحقيقه.[١][٢]


مظاهر التكافل الاجتماعي في المجتمع

ندرج فيما يلي مظاهر التكافل الاجتماعي بين أفراد المجتمع:[١]


بناء الثقة

ويمكن تحقيق الثقة بين فردين من أفراد المجتمع، أو بين فرد ومؤسسة في المجتمع، إذّ تساهم الثقة في تشجيع الأفراد على التعاون مع بعضهم البعض ومع كل الجماعات التي ينتمون إليها مما يضمن ازدهار المجتمع اقتصاديًا وثقافيًا في الدولة التي يتواجدون بها بالتالي يرفعون من شأنها بين الدول الأخرى، كما تعمل الثقة التي تتخللها القيم المشتركة في زيادة شعور أفراد المجتمع بالاستحقاق واحترام الذات، وتأصيل شعور الأمن في المجتمعات وبين أفراده مما يعمل على الوصول إلى الأهداف الاجتماعية المرجوة، كما أن الثقة مهمة للغاية في العديد من الجوانب المجتمعية مثل: قطاع الرعاية الصحية الذي يجب أن يكون قويًا ليثق أفراد المجتمع بإمكانياته ونقيس هذا المثال على جميع القطاعات المجتمعية، وكلما زادت المسافات بين أفراد المجتمع ومؤسساته وبين بعضهم البعض كلما قلت الثقة وضعف المجتمع.


تحقيق الإيثار

يتمثل الإيثار في السلوك الذي يرفض الأنانية ويكافح من أجل الغير، ويتضمن بتحقيق الخير وما هو أفضل للآخرين فوق مصلحة الذات، ويشمل سلوكيات أخلاقية والتزامات تجاه الأفراد الآخرين في المجتمع مثل: إعطاء الوقت، أو الطاقة، أو الممتلكات والمقتنيات من أجل المصلحة العامة لهم، ولا يكون فيه انتظار لأي مقابل، ويتم من قبل أفراد المجتمع بشكل طوعي ومخطط مسبقًا، بحيث يراعي الفرد فيه واجباته تجاه المجتمع ولا يهتم فقط بمصالحه الشخصية طوال الوقت.


التعاون والتبادل

يختلف هذا الأمر عن الإيثار بحيث يقوم أفراد المجتمع بتقديم الخدمات لأفراد مجتمعاتهم مقابل خدمات تقدم لهم إما في الحاضر أو في المستقبل أي في الوقت الذي سيحتاجون إليها، ويمكن وصف هذه الظاهرة التي تُظهر التكافل الاجتماعي بالمعاملة بالمثل التي تقوم ببناء علاقات اجتماعية متعادلة ومتساوية، تنتج الزامات ترد الخدمات المقدمة بالمثل مما يعزز العلاقات الاجتماعية بين الأفراد، ويعزز من سلوك التبادل في المصالح المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد، بالإضافة إلى توثيق التفاعلات الدورية التي تحدث بين أفراد المجتمع مما يساهم في تقويته وتضامنه، وبهذه الظاهرة لنا أن نلمس أهمية التكافل الاجتماعي في المجتمع من خلال استمرارية الحياة فيه.[٣]



المراجع

  1. ^ أ ب "Social Solidarity, Human Rights, and Collective Action: Considerations in the Implementation of the National Health Insurance in South Africa", hhrjournal, Retrieved 30/8/2022. Edited.
  2. "Social Solidarity Theory", legaldesire, Retrieved 30/8/2022. Edited.
  3. "Principle of Solidarity", springer link, Retrieved 30/8/2022. Edited.