أنواع التكافل الاجتماعي

يؤكد التكافل الاجتماعي على أهمية الترابط بين أفراد المجتمع والذي يزيد من شعورهم بأنهم قادرون على تحسين حياة بعضهم البعض وبالتالي زيادة قيمتهم في أنفسهم، ويعد التكافل الاجتماعي من أهم مبادئ العمل الجماعي، إذّ يقوم التكافل الاجتماعي على القيم والمعتقدات المشتركة بين الفئات المختلفة في المجتمع، ويلعب دورًا هامًا في منح أفراد المجتمع لحقوقهم كاملة، كما أنه الدافع الأول لتغير المجتمعات وتقدمها وتطورها، وسنتناول في هذا المقال أنواع التكافل الاجتماعي وأمثلة توضح كل نوع على حدة.^[١]

أنواع التكافل الاجتماعي

يتمثل التكافل الاجتماعي بالوحدة التي يظهرها المجتمع والقائمة على أساس الأهداف والمصالح والمعايير المشتركة بين أفراد المجتمع الواحد، وقد طور عالم الاجتماع الفرنسي إميل دوركهايم أنواع التكافل الاجتماعي ووصل إلى نوعين للتكافل الاجتماعي وهما:

التكافل الاجتماعي الميكانيكي

وقد ظهر هذا النوع من التكافل في المجتمعات القديمة قبل الحياة الحديثة التي نشهدها، وقد يتضمن اسم هذا النوع معناه الذي يتمثل بتصرف الأفراد كالآلات المتجانسة بمعداتها أي إذا تعطل جزء من أجزائها يمكن استبداله بسهولة لوجود جزء آخر يشبهه وقادر على سد مكانه، ويمتلك كل فرد من الأفراد في هذا النوع من التكافل مجموعة من المهارات والقدرات العامة المشتركة وبهذا يمكن استبداله بأي فرد آخر من الأفراد، وينشأ هذا النوع من تجانس الأفراد وتماسكهم من خلال المعتقدات والقيم المشتركة بينهم التي تحثهم على التعاون بطريقة قوية متماسكة، وقد لوحظ ظهور هذا التكافل كما ذكرنا في الحياة القديمة أي في المجتمعات الزراعية قبل تطور الصناعة،^[١][٢] ويتقبل أفراد المجتمع في هذا النوع من التكافل نفس الآراء والقيم ويتشاركون في أنواع الوجبات التي سيتناولونها، ويتشاركون في الدين والثقافة، ويُرسلون أطفالهم إلى نفس المدارس، ويتقيدون بقواعد الأحياء التي يسكنونها.^[٣]

التكافل الاجتماعي العضوي

وقد ظهر هذا النوع من التكافل الاجتماعي في المجتمعات الحديثة، ويمكن تعريفه على أنه التكافل الذي ينشأ عن احتياجات الأفراد لتقديم الخدمات المختلفة لبعضهم البعض والتي يتميز كل فرد فيها عن الآخر، ولا يعتمد الأفراد في هذا التكافل على قواعد عامة موحدة على جميع الأفراد دائمًا، بل يعتمدون على تنظيم العلاقات المختلفة بين الأفراد، وينشأ هذا التكافل عن الاعتماد المتبادل والتعاون بين الأفراد الذين لا يشتركون في الكثير من أوجه التشابه بل يختلفون بقدراتهم ومهاراتهم وممارساتهم المختلفة، ويمتلكون قيمًا ومعتقدات متباينة، ويحتاجون في الوقت ذاته لبعضهم البعض بل ويزداد اعتمادهم على الخدمات التي يقدمونها، ولا يمكن أن يكملوا حياتهم بفقدان فئة معينة من هؤلاء الأفراد، مثل: رجال الشرطة، وسائقي الطيارات، وعمال النظافة، والأطباء، والمهندسين،^[١][٤] فعندما يقوم المهندسون ببناء المصانع والإسكانات يستفيد عمال المصانع والعمال الذين يصنعون الآلات والذين يعملون عليها، والذين يستخدمونها المهندسون في الوقت ذاته في عمليات البناء، فهذا الترابط المجتمعي يجعل أعضاء المجتمعات متصلين مع بعضهم البعض في مراحل تطورهم ونموهم.^[٣]

أشكال التكافل الاجتماعي

ندرج فيما يلي بعض الأمثلة على أشكال التكافل الاجتماعي:^[٥][٦]

• التكافل الخُلقي: ويتمثل هذا التكافل بالتعاون الاجتماعي العام الذي ينكر الرذيلة وينشر الفضيلة، كما يعد كل فرد في المجتمع على اختلاف قدراته وموقعه في المجتمع مسؤولاً عن هذه الأخلاق.
• التكافل العلمي: ويشير هذا التكافل إلى توفير فرص التعليم لجميع أفراد المجتمع بل وتشجيعهم لطلب العلم، وتعاون الأفراد مع بعضهم البعض لمحو الجهل والأمية من مجتمعهم.
• التكافل الاقتصادي: وفي هذا التكافل يحافظ أفراد المجتمع الواحد على الثروات والموارد من الضياع أو التبذير، ويمنع أي ظاهرة من ظواهر الاحتكار، والغش، والتلاعب بالأسعار.
• التكافل الأسري: وهو التكافل الذي يقتصر على أفراد العائلة والأسرة التي تعد الحجر الأساس لبناء أي مجتمع، والتي تقوم على القيم الثابتة الإنسانية في فطرة الإنسان، وعلى العواطف والمودة والرحمة، وفي هذا التكافل يحصل كل فرد من الأفراد على حقه ويقوم بواجباته تجاه أسرته.
• التكافل المعيشي: ويقصد به أنه على أفراد المجتمع تحمل أحوال الأفراد الفقراء، والمساكين، والمحتاجين، وتفقد معيشتهم المتمثلة بالمسكن والمأكل والمشرب والحاجيات الاجتماعية الضرورية للفرد.