مفهوم البناء الاجتماعي

يُعرَف البناء الاجتماعي على أنه نظرية تُقر بأن الأفراد يقومون بتطوير المعرفة في العالم ضمن سرد اجتماعي، وأن معظم الأمور التي قد يبدوا ظاهرها أنها واقعية ما هي إلا أمور ترتكز على افتراضات تشاركية، ومن وجهة نظر البناء الاجتماعي إن العديد من الأمور التي يتخذها أفراد المجتمعات بكافة أقطارها على أنها مسلمات ويظنون أنها أمور حقيقة وواقعية؛ ما هي إلا أمور مبنية على أساس اجتماعي متغيرة بتغيره وثابتة بثباته، ويمكن أن نُعرفه على أنه نمط ناتج عن تنظيم وتنسيق بين عناصر مختلفة تنتج عنه نمطًا معينًا، ويكون لكل بناء وظيفة محددة ومعينة يقوم بها، وفي هذا المقال وبعد أن تعرفنا على مفهوم البناء الاجتماعي بشكل عام سنتطلع بشكل موسع على هذا المفهومن ونتناول أهم المعلومات المتعلقة بهذا المصطلح الاجتماعي.^[١][٢]

ركائز بناء الجماعات الاجتماعية

تتفق كافة الجماعات الاجتماعية على اختلاف أهدافها على عدة ركائز في بنائها وهي:^[٣]

• توزيع العمل.
• أهداف محددة تجِد لتحقيقها.
• التدرج الطبقي بين أفراد الجماعات.
• التفاعل الفعال بين أفراد الجماعات.
• أنماط متكررة من بعض السلوكيات بحيث تُسهل عمليات توقعها.

مكونات البناء الاجتماعي

يتكون البناء الاجتماعي من 3 عناصر وهي:^[٣]

• الحشد: وهم مجموعة من الأفراد يجتمعون تلقائيًا في مكان معين للتعبير عن مواقفهم المختلفة والتي تتباين ما بين فرح أو غضب، أو تأييد أو معارضة لموقف أو أمر ما، وينقسم الحشد إلى قسمين وهما؛ حشد تلقائي وهو الاجتماع الذي يتم تلقائيًا دون تخطيط مسبق استجابة لرؤية مسؤول مثلًا أو بسبب حادث مروري، وحشد معلن وهو الاجتماع الذي يتم بين الأفراد بشرط أن يكون معلنًا عنه مسبقًا.
• العوام: وهو جماعات من الأفراد يمكن أن يشكلوا الغالبية العظمى للمجتمع، يجمع هذه الجماعات موقف أو أمرًا معينًا، وليس بالضرورة أن يكون في هذه الاجتماعات تفاعلات مباشرة وجهًا لوجه بين أفراد هذه الجماعات، وكثيرًا ما تُستخدم كلمة العوام للتعبير عن الرأي العام لموقف غير رسمي.
• الجماعة: وتمثل الجماعة تنظيمًا اجتماعيًا يتشكل جراء الأنماط المتكررة للعلاقات الاجتماعية، وتتألف الجماعة من عدة أفراد يمتلكون هوية وثقافة تشاركية، ويقومون بالتعريف عن أنفسهم كوحدة واحدة لا تتجزأ، وللجماعة نوعان وهما: جماعة أولية؛ وهي التي تستند على العلاقات القوية بين أفرادها وتتسم بصغرها وتنشأ على العلاقات المباشرة التي يلتقي بها الأفراد وجهًا لوجه كالعلاقات الأسرية، وعلاقات الصدقات، وجماعة ثانوية؛ وتختلف عن الأولى بأنها كبيرة ولا تكون العلاقات بين أفرادها شخصية، وتقوم على العلاقات الرسمية بين أفرادها وهذا ما يكون عادةً في علاقات الزملاء في العمل، وفي المدرسة، والجامعة، والأندية.

أمثلة على البناء الاجتماعي

وفيما يلي ندرج بعض الأمثلة للبناء الاجتماعي ونوضحه بطريقة مبسطة:^[٤]

• مرحلة البلوغ: فتحديد عمر معين للبلوغ يعد أحد أمثلة البناء الاجتماعي، فمثلًا في بعض الدول يعتبر سن 18 سنة هو سن البلوغ في بعض البلدان والمجتمعات، في حين أن هنالك مجتمعات أخرى في بلدان مختلفة تعد سن 16 سنة هو سن البلوغ.
• الحكومة: ويُقد بكيفية عمل الحكومة والتي تعد أحد أشكال البناء الاجتماعي، فهنالك العديد من أنواع الحكومات المختلفة حول العالم نظرًا لاختلاف التوقعات الجماعية بكيفية عمل الحكومة.
• التحية: وهي الطريقة التي يُحيي الأفراد بعضهم البعض كطريقة المصافحة والتقبيل والعبارات التي تقال، جميعها تختلق من جماعة إلى جماعة أخرى نظرًا للبناء الاجتماعي الخاص بها.
• الأسرة: هنالك العديد من الأنماط الأسرية المختلفة لاختلاف نظرة الأفراد للأسرة، فهنالك البعض يرى أن الأسرة فقط تقتصر على أفرادها الأساسيين والبيلوجيين الأم والأب والأطفال، وهنالك من ينظر إليها نظرة موسعة.