وهي منظمات عديدة في جميع أنحاء العالم تكرّس جهودها لحماية حقوق الإنسان، وجمع البيانات عن انتهاكات حقوقهم وتوثيقها في مواقعها الشبكية، كما تدعو إلى اتخاذ الإجراءات اللازمة على الصعيدين الحكومي والشعبي لوقف هذه الانتهاكات، وللمنظمات غير الحكومية دور أساسي في تركيز المجتمع الدولي على قضايا حقوق الإنسان، ورصد أعمال الحكومات والضغط عليها لكي تتصرف بما يتوافق مع مبادئ حقوق الإنسان المنصوص عليها في الاتفاقيات الدولية.[١]


منظمة مراقبة حقوق الإنسان

هي أكبر منظمة تُعنى بحقوق الإنسان ومقرها في نيويورك والولايات المتحدة الأمريكية، ولها مكاتب في عدة دول، إذ تقوم بالتحقق من الانتهاكات التي تحدث في جميع أنحاء العالم وتبلغ عنها، وهي مؤلفة تقريباً من 450 شخصاً من أكثر من 70 جنسية من الخبراء القطريين والمحامين والصحفيين، وترفض المنظمة التمويل الحكومي لضمان استقلالها، كما تستعرض كافة التبرعات للتأكد من اتساقها مع سياساتها ورسالتها وقيمها.[٢][٣]


تأسيس منظمة مراقبة حقوق الإنسان

تأسست منظمة مراقبة حقوق الإنسان على عدة مراحل، وهي:[٤]

  • بدأت منظمة مراقبة حقوق الإنسان في عام 1978 بإنشاء منظمة مراقبة هلسنكي، وهي مصممة لدعم مجموعات المواطنين التي تشكلت في أنحاء الكتلة السوفياتية بهدف رصد امتثال الحكومة لاتفاقيات هلسنكي لعام 1975.
  • تأسست منظمة مراقبة الأمريكتين في عام 1981، حيث اجتاحت الحروب الأهلية الدامية أمريكا الوسطى، ولم تنحصر مهمتها على رصد الانتهاكات التي ترتكبها القوات الحكومية فحسب، بل طبقت القانون الإنساني الدولي للتحقيق في جرائم الحرب التي ترتكبها جماعات المتمردين.
  • أُضيفت كل من منظمة مراقبة آسيا (1985)، ومنظمة مراقبة أفريقيا (1988)، ومنظمة مراقبة الشرق الأوسط (1989) إلى ما كان يعرف آنذاك باسم "لجان المراقبة".
  • اعتمدت المنظمة رسمياً الاسم الشامل منظمة مراقبة حقوق الإنسان في عام 1988.


رؤية منظمة مراقبة حقوق الإنسان

من رؤى المنظمة ما يلي:[٣]

  • تطبيق المعايير الدولية لحقوق الإنسان على جميع الناس وعلى قدم المساواة.
  • اليقظة الحادة والاحتجاج في الوقت المناسب، يمكن أن يحول دون تكرار مآسي القرن العشرين.
  • يمكن إحراز تقدم على صعيد تعزيز حقوق الإنسان لكافة البشر، وذلك عندما يبذل الأشخاص ذوو النوايا الحسنة أنفسهم لتحقيق ذلك.


أهداف منظمة مراقبة حقوق الإنسان

نستعرض فيما يلي بعض أهداف هذه المنظمة:[٥][٢]

  • إنشاء سجل عن الانتهاكات التي تحدث حول العالم، وذلك من خلال الجمع بين تقصي الحقائق التقليدية على أرض الواقع، والتكنولوجيات الحديثة.
  • حماية أكثر الفئات تعرضاً للخطر من الأقليات المستضعفة والمدنيين في أماكن الحروب إلى اللاجئين والأطفال المحتاجين.
  • تغيير السياسة والممارسات وفرض القوانين وتحقيق العدالة؛ وذلك بالاجتماع مع الحكومات والأمم المتحدة والجماعات المتمردة.
  • التعاون مع منظمات كبيرة وصغيرة في جميع أنحاء العالم، وذلك لحماية الناشطين، وللمساعدة في محاسبة المعتدين، وإنصاف الضحايا.


نشاطات وإنجازات منظمة مراقبة حقوق الإنسان

الإنجازات

ساهمت منظمة حقوق الإنسان منذ تأسيسها بعدة أمور، ومنها:[٦]

  • ساهمت منظمة هلسنكي في التحولات الديمقراطية في أواخر الثمانينات، وذلك من خلال تسليط الضوء الدولي على انتهاكات حقوق الإنسان في الاتحاد السوفيتي وأوروبا الشرقية.
  • درست منظمة مراقبة الأمريكتين بشكل نقدي الدور الذي تضطلع به الحكومات الأجنبية، ولا سيما الولايات المتحدة في تقديم الدعم العسكري والسياسي للأنظمة المسيئة.
  • وثقت التطهير العرقي والإبادة الجماعية في رواندا والبلقان، ومارست الضغوط من أجل إجراء محاكمات دولية لأول مرة في التسعينات.
  • دعمت المحكمتين الدوليتين ليوغوسلافيا السابقة ورواندا ونقدتهما، وسعت إلى ملاحقة الزعماء المسيئين.
  • وسعت عملها بشأن حقوق النساء والأطفال واللاجئين والعمال المهاجرين، مما أضفى بُعداً لحقوق الإنسان على قضايا مثل العنف المنزلي والاغتصاب وغيرها.
  • أصدرت دراسات رائدة عن انتهاكات الحقوق في صناعات النفط، والذهب، وتعبئة اللحوم.
  • شاركت عام 1997 في جائزة نوبل للسلام بوصفها عضواً مؤسساً للحملة الدولية لحظر الألغام الأرضية، وكان لها دور رائد في معاهدة عام 2008 لحظر الذخائر العنقودية.


الجوائز

كسبت العديد من الجوائز نذكر منها ما يلي:[٧][٨]

  • جائزة الأمم المتحدة عن عام 2008، والتي تُمنح كل خمس سنوات لدورها الحيوي الذي تؤديه في محاولة إنهاء الانتهاكات خلال الستين سنة الماضية.
  • ست جوائز إعلانية دولية مرموقة لحملتها مع الوكالة الإبداعية في منشأة فنية، حيث توجه الأنظار إلى السجناء السياسيين في بورما.
  • جائزة بيبودي المرموقة في مجال الصحافة الإذاعية في روسيا وبابوا غينيا الجديدة.[٩]
  • جائزة ثيودور لعام 2016 في برلين؛ وذلك لجهودها على مدى 38 عاماً في الدفاع عن حقوق الإنسان والنهوض بها في جميع أنحاء العالم.[١٠]


منظمات أخرى لحقوق الإنسان

فيما يلي بعض المنظمات الأخرى لحقوق الإنسان:

  • منظمة الأمم المتحدة للطفولة (يونسيف): منظمة تعنى بشؤون الطفل على وجه التحديد من مرحلة الطفولة المبكرة إلى مرحلة المراهقة، من خلال إنقاذ حياة الأطفال والدفاع عن حقوقهم في أكثر من 190 بلداً وإقليماً، لا سيما أولئك المعرضين لخطر التخلف، كما تساعد الأطفال على تحقيق إمكاناتهم بتأمين التعليم الجيد لكل فتاة وصبي، وتسعى للوصول إلى الأطفال الفقراء والذين يعيشون في مناطق النزاعات؛ وذلك لتزويدهم بمعونات إنقاذ الحياة بهدف خفض معدل وفيات الأطفال في جميع العالم.[١١]
  • منظمة الصحة العالمية: تعمل على تعزيز صحة العالم والحفاظ على سلامته وخدمة الضعفاء، وهي مكونة من فريق من كبار خبراء الصحة العامة في العالم، بمن فيهم الأطباء، وعلماء الأوبئة، والعلماء، والذين يعملون على تنسيق استجابة العالم لحالات الطوارئ الصحية، والوقاية من الأمراض، وتوسيع نطاق الحصول على الرعاية الصحية، بالإضافة إلى السعي نحو إعطاء الجميع فرصة متساوية في حياة آمنة وصحية، وذلك من خلال ربط الشعوب والشركاء بالأدلة العلمية التي يمكن الاعتماد عليها.[١٢][١٣]
  • منظمة العفو الدولية: وهي حركة عالمية مستقلة عن أي أيديولوجية سياسية، أو مصلحة اقتصادية، أو دين تحقق في مكان وزمان حدوث الجرائم والإساءات، كما تضغط على الحكومات والمجموعات القوية الأخرى مثل الشركات، وتتأكد من إيفائها بوعودها واحترامها للقانون الدولي، وتدافع عن الناشطين على خط المواجهة، وتدعم المطالبين بحقوقهم بتقديم التعليم والتدريب اللازم.[١٤]
  • اللجنة الدولية للصليب الأحمر: منظمة مستقلة ومحايدة تكفل حماية أرواح ضحايا الصراعات المسلحة وغيرها من حالات العنف، وحفظ كرامتهم، وتخفيف معاناتهم باتخاذ الإجراءات المناسبة للاستجابة لحالات الطوارئ، كما تشجع على احترام القانون الإنساني الدولي والمبادئ الإنسانية العالمية وتطبيقهما في القانون الوطني، وهي معنية أيضاً بتوجيه وتنسيق الأنشطة الدولية التي تضطلع بها كلّ من الحركة الدولية للصليب الأحمر والهلال الأحمر في مناطق الصراع.[١٥]
  • مفوضية الأمم المتحدة لشؤون اللاجئين: منظمة عالمية هدفها أن يحظى كل شخص هارب من العنف، أو الاضطهاد، أو الكوارث على حق التماس اللجوء والبحث عن ملاذ آمن في بلد آخر، وتسعى لإنقاذ أرواح ملايين اللاجئين والمجتمعات المشردة قسراً ولمن لا يملكون جنسية وحماية حقوقهم، كما تتعاون مع الشركاء والمجتمعات المحلية لتأمين المأوى والصحة والتعليم لهم، وذلك لبناء مستقبل أفضل.[١٦]


المراجع

  1. "HUMAN RIGHTS ORGANIZATIONS", humanrights.com, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  2. ^ أ ب "About Us", hrw.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  3. ^ أ ب "Human Rights Watch", tigweb.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  4. "History", hrw.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  5. "Human Rights Watch", orgs.tigweb.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  6. "History", hrw.org , Retrieved 22/06/2021. Edited.
  7. "Human Rights Watch Wins UN Prize", hrw.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  8. "Human Rights Watch Campaign Wins Top Ad Awards", hrw.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  9. "Human Rights Watch: Prestigious Journalism Award", hrw.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  10. "Germany: HRW Wins Prestigious Theodore Wanner Award", protectingeducation.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  11. "What we do", unicef.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  12. "What we do", who.int, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  13. "Who we are", who.int, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  14. "WHO WE ARE", amnesty.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  15. "The ICRC's mandate and mission", icrc.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.
  16. "Who We Help", unhcr.org, Retrieved 22/06/2021. Edited.